حول الحملة الخليجية – غالب قنديل القرار الذي اتخذته حكومات مجلس التعاون الخليجي بخصوص حزب الله وبالحيثيات التي استند إليها يستدعي مناقشة من خارج مفردات العصاب و الهستيريا التي تخيم على ما تنشره صحف سعودية و إماراتية و كويتية و بحرانية من مفردات حملة الكراهية و التحريض المذهبي . أولا إن اعتبار حكومات الخليج ان تدخل حزب الله في سوريا هو مصدر قرارها ضده يستدعي السؤال عن التدخلات الخليجية الهجومية المعلنة في العدوان على سوريا طيلة عامين فدول مجلس التعاون عملت بزعامة حكومة قطركرأس حربة سياسيا و اقتصاديا و عسكريا في هذه الحرب و أجهزة مخابراتها نظمت إرسال آلاف التكفيريين من الخليج للقتال في سوريا و اوفدت ضباطا لقيادة العمليات فانكشف مثلا تورط إماراتي بعد مقتل العقيد محمد العبدول في الرقة و انفضح امر التورط القطري المباشر في عملية تبادل للأسرى والرهائن عندما ظهر ضابطان قطريان وآخران تركيان في لوائح التبادل وثمة معلومات مكتومة لدى السلطات السورية عن الأجهزة الخليجية و السعودية خصوصا و هي تعمل يدا بيد مع الموساد و قد أقامت مخابرات قطروالسعودية والإمارات غرف عمليات في شمال لبنان لإدارة تهريب الإرهابيين و تنظيم شبكات الدعم والتهريب في لبنان وتلك الشبكات التي يديرها الشيخ سعد الحريري تلقت شحنات السلاح بالبواخر ونظمت ميليشيا متطرفة على الأرض تعمل ليل نهار لإحراق لبنان بالفتنة ليصح السؤال إن كان الأمر هو في مبدأ التدخل فمن الأسبق بذلك و يستحق معه السؤال تباعا من الأولى بالتدخل هل هو حزب الله المقاوم للهيمنة الإسرائيلية والشريك الميداني لسوريا في مقاومة الصهيونية و خططها أم حكومات الخليج البعيدة آلاف الأميال عن سوريا و التي تحركت بتحريض أميركي مكشوف وبصورة تخدم مصالح إسرائيل القريبة والبعيدة للنيل من موقع سوريا و دورها المحوري في منظومة المقاومة . ثانيا تعلم حكومات الخليج مباشرة انه ليست لدى حزب الله اجندة خاصة تمس امنها او مصالحها وهو تعامل بصبر كلي مع الاستفزاز السياسي و الإعلامي الذي يتعرض له على مدار الساعة و ليست لحزب الله فروع تنظيمية خارج لبنان لتكون لديه اهداف في الخارج و هذا امر واضح و معلن و التذاكي الذي قام به امين عام مجلس التعاون والحكومات المتورطة في الحملة العدائية عبر الحديث عن تحقيقات لكشف من يسميهم اعضاء في حزب الله هو تغطية مسبقة لحملة ستكون عشوائية كسابقاتها إن حصلت و هذا خطأ جسيم ترتكبه حكومات مجلس التعاون بحق العلاقات اللبنانية الخليجية فهي تضع نفسها في خدمة اهداف و غايات لا تمت بصلة لمصالح الخليجيين بل هي تلبي رغبة ومشيئة إسرائيلية بالضغط على جمهور المقاومة و بيئتها في المجتمع اللبناني ويبدو ان التهديدات تشمل من تعتبرهم اجهزة الأمن الخليجية ومرشدوها في تيار المستقبل خصوصا من حلفاء حزب الله وهوتصنيف عشوائي يطال مناصري تيارات سياسية عديدة كالحزب السوري القومي و التيار الوطني الحر وسواهما . ثالثا إن حزب الله يواجه على الأرض السورية عصابات التكفير الإرهابي التي تمثل خطرا جديا على امن المنطقة بأسرها ومنها دول الخليج التي تفسح حاليا لهذه العصابات مساحات حضور سياسي وإعلامي وتهبها مواقع نشاط محمية ومغطاة لحشد الإرهابيين و لجمع الأموال و لتحريك الأنشطة المساندة تحت يافطات دعم ما يسمونه ثورة سورية ولهذه العصابات بعد اميركي اطلسي و عصب إسرائيلي تتولاه الموساد مباشرة بعدما قادت معادلات الردع الجديدة إلى لجم المحاولة الإسرائيلية لتطوير خطوط التدخل العسكري بعد الغارة الأخيرة فاستقرت الحصيلة ضد الصهاينة بفعل الرد الاستراتيجي السوري بالشراكة مع حزب المقاومة اللبنانية الذي يقدم الشهداء في سوريا لمنع الفتنة المذهبية و لحماية مسيحيي سوريا و الشرق ولحماية الأمن القومي العربي من التكفيريين الذين ليسوا سوى اداة للعدوان الاستعماري الغربي الإسرائيلي على سوريا . و ختاما نتوجه بالسؤال للعاقلين في دول الخليج عن جدوى اللحاق بالتكرار الأميركي الغربي لحماقة التورط في أفغانستان عبردعم شبكات الإرهاب التكفيرية في سوريا وعن جدوى الافتراء على حزب لبناني لا يهدد امن الخليج بل هو يعتبر التهديد الأخطر لإسرائيل و ما هي مصالح الخليجيين في تدمير سوريا و إغراق المنطقة بدماء الفتنة المذهبية التي يناضل حزب الله لمنعها ؟ |