خطة أردوغان المكشوفة...غالب قنديل

خطة أردوغان المكشوفة

غالب قنديل

وفقا للمعلومات الميدانية و السياسية يبدو رئيس حكومة تركيا و قد وضع كل أوراقه في سلة العدوان على سورية و هو قام بمناورة مكشوفة عندما أوحى بتجاوبه مع الاتصالات الروسية و الإيرانية و استمهل وقتا لتعديل موقفه فقد أراد الوقت لمحاولة فرض وقائع جديدة و ليس للتراجع لأنه يخشى على مصيره السياسي داخل تركيا في حال انكفائه مهزوما و من وظائف الوقت انتظار تبلور خيارات الإدارة الأميركية بعد الانتخابات.

أولا: رئيس حكومة تركيا هو من قام بتدبير الهجمات الكبرى الأخيرة التي شنتها عصابات الإرهاب في سورية و قد أفادت المعلومات ان موجة جديدة من آلاف المقاتلين المجهزين بشاحنات و مدافع رشاشة و اجهزة اتصالات حديثة دفعوا عبر الحدود التركية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في حين ظهر عمليا ان إدارة التفجيرات و الهجمات و قيادتها الميدانية في جميع انحاء سورية تتم من غرف العمليات الأميركية التركية المشتركة.

يتصدى الجيش العربي السوري منذ أيام لهجوم القوات الجديدة التي دفعت من تركيا لتعزيز العصابات التي اضطرت للتراجع في العديد من المواقع داخل حلب و في ريفها ، و قد نظمت السلطات التركية جميع الهجمات الجديدة التي شارك فيها الخليط التكفيري المتطرف متعدد الجنسيات الذي جرى تدريبه في تركيا ، انطلاقا من الحدود ، و يتحضر الجيش السوري و اللجان الشعبية لمجابهة وحدات أخرى يعمل القادة الأتراك على تجهيزها لدفعها نحو محافظة القامشلي لتوسيع دائرة الاستنزاف و الفوضى ، و في سياق البحث المتنقل عن إنجاز عسكري ، بعدما تم تدمير و تشتيت القوة التي حشدت في معرة النعمان و ريف إدلب في سياق الرهان على ما يسمى منطقة عازلة ، في حين تتقدم وحدات النخبة السورية المقاتلة لتدمير فصائل الإرهاب التي أرسلت إلى محيط العاصمة دمشق بعد الهزائم المتلاحقة في المحافظات الأخرى.

ثانيا: يتضح من مسار التطورات و الأحداث وجود رابط قوي بين الهجمات الجديدة في المناطق الحدود السورية التركية والترتيبات التنظيمية التي أنجزت في قطر لإعادة لملمة الواجهة السياسية المسماة بالمجلس الوطني ووظيفة التحالف الذي أعلن عنه هي عمليا إعادة لملمة المجموعات و الأفراد الذين تركوا المجلس نتيجة النزاع على النفوذ و الموال كما شرح هيثم المالح الذي عاد من بوابه الائتلاف الجديد بعدما قفز من شباك برهان غليون .

قامت قطر بما طلب منها لتنشيط الواجهة السياسية و تؤكد المعلومات أنها صرفت الكثير من المال لإقناع المشاركين بقبول التعيينات الجديدة و إعادة التشكيل السياسي لمجلس اسطنبول تحت عنوان الائتلاف الذي لم تنجح كل المحاولات في إقناع هيئة التنسيق بالانضمام إليه ، هكذا تفرغ أردوغان لتنشيط الهجمات المسلحة و محاولة الإيحاء بقدرة العصابات المسلحة على إلحاق خسائر كبيرة بالجيش و بالدولة الوطنية السورية و هو مصمم على المحاولة ،بعدما اختبر فشله في استدراج الحلف الأطلسي و في ظل ملامح التسليم الدولي بحقيقة ان الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد هي السقف الوطني للحوار و للحل السياسي الداخلي الذي يحقق استقرار سورية .

ثالثا: بفعل مأزقه الداخلي و أمام قوة الردع السورية و بعد تلقيه إشارات روسية و إيرانية سلبية انكفأ سلطان الوهم العثماني جزئيا على ثلاثة محاور لكن نشاط العصابات الإرهابية عبر الحدود ظل يحظى بالرعاية و الدعم التركيين و التراجعات التركية كانت نتيجة ميزان القوى و القدرات السورية لكن سلطان الوهم العثماني حاول بيعها على انها تغييرات في السياسة التركية تجاوبا مع المساعي الإيرانية و الروسية :

1- فرضت قيود على نشاط ضباط ما يسمى بالجيش الحر و سوقت روايات عن اعتقالهم او تفكيك مقراتهم على الأرض التركية بينما ظلت تركيا تحتضن قيادة تنظيم الأخوان و معسكرات التدريب التابعة لها و فريق سعد الحريري للتمويل و التسليح الذي يقوده النائب عقاب صقر .

2- تراجعت وتيرة التصريحات السياسية العدائية ضد سورية الصادرة عن المسؤولين الأتراك لخدمة تكتيك الإيحاء بالتراجع .

3- رضخ أردوغان لمعادلة القوة التي فرضها الجيش العربي السوري من خلال النشاط الجوي الكثيف على خط الحدود مع تركيا مباشرة و تراجعت عربدة انقرة و تهديداتها في هذا المجال .

رابعا: خطة أردوغان تفشل فصولها تباعا امام الجيش العربي السوري الذي يحظى بدعم و احتضان شعبه بينما قوة العدوان هي خليط من العصابات الإرهابية و قطاع الطرق و التكفيريين متعددي الجنسيات التي يرفضها السوريون بغالبيتهم الساحقة و بينما يواجه رئيس حكومة الوهم العثماني تحولات تركية داخلية اقتصادية و سياسية تهدد حكومته ، و ربما تطال مصير حزبه كليا مع تصاعد نشاط حزب العمال الكردستاني و المخاوف الناتجة عن موقف الحزب و فاعلية القوة الشعبية المقاتلة التي يقودها على الجانب السوري من الحدود و بعدما شرعت اللجان الشعبية الكردية في الدخول على خط الاشتباك مع العصابات الإرهابية ، بينما يترنح أردوغان تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي انتجها التورط في سورية ، و هو ما يقود إلى تزايد نشاط المعارضة التركية و ارتفاع صوتها بشدة ضد سياسة تلحق الضرر و الأذى بتركيا لخدمة الخطط الغربية الاستعمارية .

» أردوغان وانقلاب السحر على الساحر...بقلم : غالب قنديل
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل
» حول الدور المصري...غالب قنديل
» حول الحملة الخليجية – غالب قنديل
» من وهم الإسقاط إلى خطة الاستنزاف – غالب قنديل