دام برس:
وصلنا الكثير من هذه المعلومات بشكل رسمي.. البعض منها طبعاً عبر الإعلام وقرأناها وسمعناها جميعاً , البعض منها عبر الأقنية الدبلوماسية والبعض الآخر عبر الأقنية الأمنية وكلّها تصب في نفس الاتجاه , قمنا مباشرة بإرسال مبعوث سياسي من وزارة الخارجية بشكل غير معلن إلى الأردن منذ أقل من شهرين لكي يطرح هذه المعطيات مع المسؤولين في الأردن ويحذّر من أن مخاطر ما يحصل لن تمسّ سورية فقط , طبعاً سمع كل ما من شأنه أن ينفي هذه المعطيات , ثم حصل التصعيد في درعا , ورأينا أن الآلاف من المسلحين والإرهابيين مع سلاحهم وذخائرهم يأتون من الأردن , فقمنا بإرسال مسؤول أمني منذ نحو الشهر أو أقل بقليل أيضاً والتقى مع نظرائه الأمنيين في الأردن وشرح لهم المعطيات الموجودة لدينا , وأيضاً سمع نفياً كاملاً من قبلهم حول تورط الأردن بكل ما يحصل , هذا غير منطقي لنفترض أولاً بأنه لا توجد معسكرات لأن ما طرح حول معسكرات للتدريب معلومات غير مدققة بالنسبة لنا , لكن ما هو مدقق ومؤكد ومن اعترافات الإرهابيين ومن مشاهدتنا هو قدومهم من خلال الحدود الأردنية , من غير الممكن أن نصدّق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سورية في الوقت الذي كان الأردن قادراً على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحاً بسيطاً للمقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية , هذا الكلام غير مقنع , نتمنى من بعض المسؤولين الأردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سورية وما يعنيه بالنسبة للأردن كما يعني بالنسبة للدول الأخرى , أن يكونوا أكثر وعياً في تقدير هذا الشيء ,لأن الحريق لا يتوقف عند حدودنا والكل يعلم أن الأردن معرّض له كما هي سورية معرضة له , نتمنى أن يتعلموا من الدروس التي تعلمناها من مرحلة الإخوان المسلمين تلك المرحلة الخطيرة نتمنى منهم أن يتعلموا مما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماماً أهمية الاستقرار في سورية بغض النظر عن بعض الخلافات التي كانت موجودة بيننا وبينهم في سنوات سابقة , ولكن نتيجة هذا الوعي ونتيجة الدروس المستفادة تعلموا أن الحريق في سورية لا بد أن ينتقل إلى دول الجوار هذا ما نتمناه.
لقد وصف السيد الرئيس بشار الأسد الواقع على الحدود السورية الأردنية وما يجري من تورط أردني في الأزمة السورية.
لقد سجل التاريخ بأن الأردن وهنا نتحدث عن الملك وحكومته ولا نقصد الشعب , قد تورط في العديد من المؤامرات ضد قضايا الأمة العربية.
بعيدا عن الإعلام سوف تجد دلائل كثيرة لا جدال فيها على خيانة عاهل المملكة الاردنية الانجليزية العبرية هناك الكثير من الكتب و الروايات عن خيانة هذه العائلة منذ التأسيس وإلى الآن ولم تكن جنازة الملك الاردني حسين بن طلال إلا علامة من علامات الشكر الغربي لهذه العائلة على الولاء التام لسياسة الغرب في المساعدة على إدارة شؤون المنطقة لصالح الغرب و تأمين مستقبل الاصدقاء لقد جاء السياسيون و الزعماء الغرب الى وداع عميل حميم بما في ذلك طاقم إسرائيلي لتأدية التحية العسكرية على الجثمان ويتساءل مراقبون لماذا يأتي كل هؤلاء جميعا ؟ هل أدت عساكر إسرائيلية التحية لجثمان سياسيين عرب و شهداء دافعوا عن قضايا الامة العربية !
لم تقتصر خيانة ملوك الاردن على خيانة الأردن فحسب بل شملت الامة العربية بما في ذلك العراق وسوريا لقد سجل التاريخ بأن الأردن و قبيل الغزو ألأمريكي للعراق قد سمح لقوات الغزو الغاشم بإطلاق النيران من اراض داخل المملكة الاردنية , و تشغيل صواريخ بيتريتس قرب الرويشدة لحماية الدولة العبرية من صواريخ العراق.
و عندما ثارت غزة , لم يقم الملك الاردني بزيارات سرية عدة لخنق غزة فحسب , بل ساعد عباس على تدريب عصابات ومرتزقة للضغط على غزة و تشكيل مزيد من العزل على سكان القطاع خوفا من ان تهب رياح العنف عبر النهر و تأثر على مقام العرش ولن ننسى دور الملك حسين في حرب النكسة وعن تسريبه لخبر حرب تشرين والتاريخ شاهد.
وعلى غرار والده الملك حسين الذي حث و شجع الرئيس الامريكي السابق رتشرد نيكسون في وثائق سرية على ضرب سوريا , ما زال عبد الله يحاول عزل سوريا و الدفاع عن سياسة الغرب المعادية لسوريا وما زالت فبركة و تشويه الحقائق من اهم الاسلحة التي يستعملها القصر الاردني لدفع عجلة السياسة الغربية في المنطقة.
لقد أطل علينا مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ليؤكد بأن التقارير الاعلامية والتصريحات التي اشارت الى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال 200 عنصر من جنودها إلى الأردن لا علاقة لها بالوضع القائم في سوريا.
قائلا بأن هؤلاء الجنود هم المجموعة الأولى من مجموعات أخرى ستشارك في تمرين الأسد المتأهب الذي يقام في الأردن سنويا، وسيتم تنفيذه هذا العام في الأسابيع المقبلة،والذي تشارك فيه أكثر من 15 دولة عربية وأجنبية حتى الآن وسيتم دعوة وسائل الإعلام لحضوره عند تنفيذه.
وقد بدأ التخطيط والتحضير لهذا التمرين منذ نهاية تمرين الأسد المتأهب الثاني الذي أجري عام 2012 في شهر حزيران، في مختلف مناطق التدريب التي تستخدمها القوات المسلحة الأردنية، وشاركت به 19 دولة عربية وأجنبية وبحضور مختلف وسائل الاعلام المحلية والدولية.
وهنا لابد من توجيه سؤالا بسيطا ما هو سبب توقيت هذه التمارين وما علاقته بعصابات المرتزقة العاملة على الأراضي السورية.
في الختام لابد من ذكر قول الشاعر : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الاسود كلابا .. لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها .. تبقى الاسود اسودا والكلاب كلابا .. تبقى الاسود مخيفة في اسرها .. حتى وان نبحت عليها كلاب.
ستبقى سورية صامدة في وجه كل المؤامرات وسيبقى الشعب السوري خلف قيادته الحكيمة وسيصنع النصر مع جيشه الباسل.
ملاحظة :تحية مني الى اخوتي المناضلين الشرفاء من الشعب الاردني الحريص على أمن وسلامة سورية دولة وشعب