دام برس:
اذا كان الألم يخيم كغيمة سوداء على سورية فان الحالة الوجدانية وحدها ..على
سموها .. ليست كافية لتعويض فقدان الاحبة أو عودة الامن والامان إلى البلاد أو
تأمين الخبز والماء والوقود والدواء على امتداد ساحة الوطن.. فمن رحم الالم يجب أن
يولد الامل.. ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول فالغيمة السوداء في السماء تحجب
نور الشمس.. لكنها تحمل في طياتها مطرا وطهرا وأملا بالخير والعطاء حينما تمطر.
هذا ماقاله السيد الرئيس بشار الأسد لنا نحن أبناء سورية العظيمة , وهذا
ماعرفناه عنه وعن كرمه و رعايته و محبته لكل أبناء الوطن , لهذا فإن الرئيس الأسد ,
ومن المتوقع أنه لن يدع عيد الأم يمر دون أن يعيد البسمة و الفرحة إلى قلوب أمهات
البعض ممن غرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بالدماء , لأن العفو من شيم الكرام , ولعله
بذلك يساعد بإزالة الغشاوة عن بصر و بصيرة من غرر بهم من أبناء بلدي وأن يعيدهم إلى
مكانهم و مكانتهم التي ارتضاها لهم رب العباد , و ليس أسوأ العباد إن كان ذلك
فمرحباً بهم و إلا فلن أقول تباً لهم و إنما الشفقة عليهم .
وهذه البسمة ستتمثل بإصار عفو عام بحلول عيد الأم عن الذين غرر بهم ولم تتلطخ
أيديهم بالدماء , حيث سيشكل هذا العفو فرصة لتلك الأمهات لرد المعروف لهم , لأن
الأم تستمد العطاء من الأرض وبقدر ما تكون حاملة للبذور الصالحة فهي ستعطي الثمار
اليانعة القادرة على تحمل مسؤوليتها تجاه وطنها وأمتها مبينة أنها جهدت لتربية
أولادها لكي يكونوا في أفضل حال.
هذا وكانت سورية من أوائل الدول التي أعلنت عيد
الأم عطلة رسمية وفقاً للمرسوم التشريعي 104 عام 1988 باعتبار 21 آذار من كل عام
عيداً رسمياً في الدولة تعطل فيه الجهات الرسمية والعامة للاحتفال بهذا العيد
تكريماً للأم والمرأة وتقديرا لعطاءاتها وما تقدمه من أجل بناء الأجيال
وتنشئتهم.