خدعة ليبيا لن تتكرر

وتم ضرب ليبيا بالطائرات والبوارج واحتلالها والسيطرة عليها . وتقدر روسيا ان مدخول ليبيا هو 80 مليار دولار في السنة وان حصة روسيا يجب ان تكون 12 مليار دولار على الأقل من نفط ليبيا والغاز فيها لكن الدول الغربية سيطرت على ثروات ليبيا وجعلت مداخيل ليبيا كلها تقع في أيدي شركات اوروبية واميركية ، وتم استبعاد الشركات الروسية عن الاستتثمار في ليبيا نفطيا وعمرانيا ،اضافة الى ذلك اعتبرت روسيا ان سيطرة الغرب على ودائع ليبيا بقيمة 450 مليار دولار وحجزها في المصارف الدولية هي ضربة موجهة ضد الاقتصاد الروسي وضد عملة الروبل الروسية ، وبالتالي فان روسيا لن تقع في الخطأ ذاته في ليبيا ولن تسمح باقرار اي قرار في مجلس الأمن يعطي الاذن باستعمال الفصل السابع او العقوبات او القوة ضد سوريا ، لا بل على العكس فان روسيا ذهبت في الاتجاه المعاكس فقررت ارسال كل اسبوع بوارج اسلحة روسية الى سوريا تحمل طائرات هليكوبتر وذخيرة ومدفعية وتقدمهم الى سوريا على قاعدة الديون وليس الدفع نقدا وذلك ردا على ما فعلته الدول الغربية في ليبيا.

ماذا تطلب روسيا في المقابل؟

روسيا تطلب في المقابل تقاسم الشرق الاوسط بين روسيا و اميركا ، فهي لا تقبل بسيطرة الجيش الاميركي على الجيش المصري كليا وتريد ان يشتري الجيش المصري أسلحة من روسيا ، وان يعود الى تدريباته الروسية جزئيا كما ان روسيا تريد حصة اكبر في الشرق الاوسط ، تبدأ في سوريا ويكون لها موقع اساسي في لبنان ، اضافة الى ان روسيا تركز على مجلس التعاون الخليجي الذي تعتبره اميركيا ، وتريد من مجلس التعاون الخليجي الذي يشتري أسحلة سنويا بقيمة 150 مليار دولار بان يشتري حوالي 30 الى 40 مليار دولار اسلحة من روسيا ، وهو أمر يرفضه مجلس التعاون الخليجي تحت ضغط اميركي ،خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية اميركية في مجلس التعاون الخليجي ، اما الاهم بالنسبة لروسيا فهو اقامة الدرع الصاروخي فبعدما أنشأت اميركا درعها الصاروخي في تركيا تمسكت روسيا بسوريا اكثر من الاول وهي تفكر في تركيب شبكة صواريخ أرض جو قريبة وبعيدة المجال بشكل تطال الطائرات فوق العراق الاردن ولبنان والمنطقة ، ولذلك فروسيا غضبت غضبا رهيبا من تركيا لانها استقبلت قوات الدرع الصاروخي الاميركي الموجه ضد الصواريخ الروسية ، اضافة الى الاسطول السادس في البحر المتوسط والاسطول السابع في المحيط الهادي والقاعدة العسكرية الاميركية في قطر، وتعتبر روسيا ان الدرع الصاروخي فعليا ليس موجها ضد ايران بل هو موجه ضمن خطة اميركية لاقامة شبكة درع صاروخي عالمي ينطلق من حدود روسيا الى افريقيا و يؤمن تفوقا اميركيا على روسيا.

من هنا لا ينتظر احدا ان تقوم موسكو بتغيير موقفها من سوريا لا بل روسيا ستزود الجيش السوري بمزيد من الاسلحة ، وقريبا تصل بوارج تحمل دبابات بالعشرات من صنع روسيا وحديثة الى سوريا ، اضافة الى ان الخبراء العسكريين يقدرون ان روسيا قدمت حتى الآن اكثر من مليون طلقة مدفعية للجيش السوري وهي مستمرة في تزويده بهذه الاسلحة مع راجمات صواريخ المؤذية جدا.