الاسد يدفع ثمن مواقفة من فلسطين الى لبنان وايران

الاسد يدفع ثمن مواقفة من فلسطين الى لبنان وايران


‏الأحد‏، 14‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام



تصرّ بعض القوى والشخصيات في لبنان على توجيه اللوم الى حزب الله والتأكيد انه يتدخل في الشأن الامني السوري او في المعارك الدائرة في المدن السورية، وكأن القيادة السورية بحاجة الى مقاتلين في الميدان من قلة عدد الجيش العربي السوري الذي يواجه المؤامرة العربية والدولية ضدّ سوريا المواقف والقرارات الواضحة في الموقف من فلسطين كحق للعرب والمسلمين او موقف الرئيس بشار الاسد من المقاومة وانحيازه المباشر للمقاومة ضدّ الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان، اضافة لموقفها الواضح في التحالف مع ايران الجمهورية الاسلامية التي تشكل ثقلاً اقليمياً هاماً مهما حاول بعض العرب تحوير القضايا رغم استطاعتهم الى اليوم بتغيير وجه العدو واستبدال العداء (اذا كان هناك من عداء بالاصل) وجعل ايران المسلمة القريبة منهم عدوة وتقريب الصهيوني الطامع بخيراتهم وجغرافيتهم والذي يتدخل يومياً لزعزعة استقرار انظمتهم.


من هنا يأتي كلام بعض القوى اللبنانية عن تدخل حزب الله في سوريا دون الحديث عن 40 الف لبناني يعيشون في القرى السورية المحاذية للحدود مع لبنان وخصوصاً في البقاع، فالدولة لا تحرك ساكناً لحمايتهم من عصابات القتل والذبح وتركهم كما تركت اهالي القرى السبع لعقود من الزمن، لكن المفارقة هذه المرة ان هؤلاء هم لبنانيون وهوياتهم لبنانية وليسوا من المجنسين عام 1996 بقرار سياسي وديموغرافي وبالتالي لن تستطيع الدولة التنصل منهم كل الوقت كما تتنصل من الرهائن اللبنانيين في اعزاز وهي تعلم ان الاتراك من يقف وراء اختطافهم ويحتضنون الخاطفين.


لذلك حزب الله كما قال امينه العام السيد حسن نصرالله… هؤلاء لبنانيون وحزب الله متواجد منذ نشأته بينهم لأن ابناء هذه العشائر هم من اكثرية شيعية لبنانية ومن عوائل معروفة وكل ما في الامر ان الناس تدافع عن اعراضها وارزاقها فيما المرجعيات في الدولة اللبنانية غائبة وغير مهتمة.


هذا في المقلب اللبناني اما في قضية المواجهة الاقليمية وسوريا فالجميع يعلم ان صمود نظام الرئيس بشار الاسد اوقف الزحف الاميركي – الاسرائيلي الى باقي العواصم اذ كان من المرشح بعد سوريا الحرب على حزب الله، اذ وفق المصادر المتابعة والمثابرة على هكذا ملفات وكما بات مكشوفاً ان المطلوب عربياً واميركياً واسرائيلياً رأس محور المقاومة الايراني – السوري – حزب الله وحلقة الوصل سوريا وقد رفض الرئيس بشار الاسد قطع علاقته بأيران وحزب الله فكانت الحرب العالمية عليه وعلى الثوابت القومية التي تنتهجها القيادة السورية واكتشف العرب والاميركيون والاسرائيليون بعد سنتين ان سوريا ليست تونس ولا ليبيا ولا مصر، اي ليست نظاماً من انظمة الولايات المتحدة في الساحة العربية، وهو ما يعني ان الملف بات اليوم قيد التسويات الاقليمية والدولية وكل ما دفع وما جرى التآمر في شأنه من تركيا وغيرها يرتد (سلفيات) تهدد امن الانظمة التي تغذيها وتدربها وترسلها للموت المجاني ليس من اجل تحرير فلسطين، بل ليقتل العرب بعضهم البعض.


اما اين يمكن ان نجد صدى هذا الكلام الهام؟ الاجابة في المواقف التي يعلنها المسؤولون الاميركيون والغربيون ومنهم على سبيل المثال لا الحصر إيران، مستشار الأمن القومي الأميركي توم دانيلون حيث يرى ان نهاية نظام الرئيس بشار الأسد من شأنها ان تعيد إيران الى حجمها الطبيعي في المنطقة، مما يشكّل انقلاباً استراتيجياً.


وكشفت مجلة «فورين بوليسي» أنّ إدارة أوباما بدأت التحضير للتدويل وما نراه في سوريا اليوم يشكّل المرحلة الأولى من الحرب على إيران.


ويرى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف انّ الغرب يصعّد ضغوطه على النظام السوري، ليس بسبب قمعه للمعارضة فحسب، بل لأنّ دمشق لم تبدِ استعداداً لقطع علاقتها مع ايران لتعديل في موازين القوى في الشرق الأوسط.


وذكر باتروشيف ان بعض الدول الخليجية والناتو يريدون تكرار السيناريو الليبي في سوريا بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه، وان الأتراك والأميركيين ينظرون في عدد من الخيارات لتحديد منطقة حظر الطيران، تمهيداً لجعل هذه المنطقة قاعدة لتمركز المجموعات المسلحة المعارضة.


ويشير تقرير لوكالة «ستراتفور» الاستخبارية الى ان المعركة على سوريا لا يمكن ان تتم من دون ان يكون لها امتداد على لبنان. وفي هذا الصدد، يواجه لبنان سنة صعبة.


و«حزب الله» يعرف انه سيكون المستهدف التالي بعد سوريا، خصوصا انه اكثر ارتباطاً بطهران، عقيدة وفكراً وتنظيماً وتسلّحاً وتمويلاً. فالعاصفة اذا نجحت في ضرب سوريا، لن توفّر «حزب الله» في لبنان، بل ستكمل عليه حتى تسليم سلاحه مهما كلّف الأمر. واذا لم تنجح في تغيير النظام السوري، فإنّ اسرائيل ستتولّى شَن حرب جديدة على الحزب، لأنها لن تتحمّل وجود عشرات آلاف الصواريخ، الجاهزة للإطلاق الى العمق الاسرائيلي.


الديار