اختبار الوهم و الفشل المحتوم – غالب قنديل

اختبار الوهم و الفشل المحتوم – غالب قنديل

بعد انقلاب اوباما على التفاهمات التي توصل إليها مع القيادة الروسية والتي تنطلق من آلية وقف العنف المعبر عنها بتدابير محددة تستلزم قرارا دوليا و ضمانات تنفيذية بوقف إرسال الأسلحة و المسلحين إلى سورية و تفكيك غرف العمليات التي يقودها الأميركيون و يوجهون من خلالها عصابات الإرهاب ،بما في ذلك إلزام الحكومات العميلة للغرب بالانكفاء عن تورطها في سورية ، احدث الأميركيون المزيد من معسكرات التدريب في تركيا و الأردن ورعت الاستخبارات المركزية شحن الأسلحة جوا لتصعيد الحرب العدوانية و لاختبار تلك الأوهام فهل ثمة أفق لتعديل التوازنات و ماذا تقول الوقائع الحية ؟
اولا استهلك العدوان الاستعماري على سورية طاقته على الحشد البشري من داخل سورية و خارجها فقد شحن عشرات آلاف الإرهابيين إلى سورية خلال السنة الماضية و تجمع التقارير ان موجة الإياب من سورية تكثفت مؤخرا و هذا ما كشفته تقارير إعلامية من تونس و ليبيا و اليمن و غيرها بعدما أقحم هذا الخليط العالمي خلال الشهور الأخيرة في معارك كاسرة استهدفت حلب و دمشق و العديد من المحافظات و اندحر امام الجيش العربي السوري الذي ما زال يطاردهم و يصد موجاتهم المتهية غالبا لمقتلة متعددة الجنسيات كل مرة و قد شمل الحشد 29 بلدا من كل انحاء العغالم بما في ذلك الولايات المتحدة و أستراليا و بريطانيا وفرنسا و كندا و ألمانيا كما تفيد الصحف الغربية ، اما داخل سورية فإن التحول المتراكم في المزاج الشعبي السوري و المتغيرات التي طرات على مواقف تشكيلات و شخصيات المعارضة في الداخل والخارج باستناء عصابة الأخوان المسلمين وجماعات المرتزقة المجمعة في ائتلاف الدوحة و مجلس اسطنبول و ما طرأ على مواقف الكثير من التنسيقيات المحلية التي تجاوبت مع فرص الحوار و قرارات العفو و دعوات إلقاء السلاح ، جميعها مؤشرات تقلص هامش تورط شرائح سورية جديدة في النشاط الإرهابي و التمرد المسلح .
ثانيا التلويح بغزو اجنبي لسورية لا يعدو كونه تلاعبا سياسيا بورقة محترقة أصلا فالعوامل المانعة لتورط جيوش الولايات المتحدة و حلفائها في حرب كبرى ما تزال على حالها و هي تزداد ثباتا فالازمة الاقتصادية المالية التي تجتاح الغرب تتعاظم و لا تتراجع و نتائج الهزائم الأميركية و الفشل المتكرر في افغانستان و العراق و خيبة العدوان على لبنان و غزة جميعها عناصر متأصلة في أي نظرة لتوازن القوى بينما منظومة الردع الاستراتيجي السورية سليمة و معافاة و معها منظومة المقاومة من إيران إلى حزب الله تضاعف من قدراتها و إلى جانبها دخلت في حساب التوازنات الكبرى حركية القوة الروسية الصينية التي تحركت و تحررت من سلبيتها الدفاعية بفضل الصمود السوري و تصدت للعدوانية الأميركية داخل الأمم المتحدة و لاتنفك توجه رسائلها الرادعة في غير مكان من العالم من البحر الأسود إلى شبه الجزيرة الكورية بينما توضح التطورات ان إسرائيل ما تزال اوهن من بيت العنكبوت فلا قبتها الفولاذية ناجحة و لا جبهتها الداخلية فالحة و سيكون الثمن الذي تدفعه في أي مغامرة كبيرا و فادحا يطال وجودها .
ثالثا مفاعيل التوازن الدولي المتحرك في مناخ مقاومة سورية للعدوان الاستعماري تشير إلى تصميم حلفاء سورية على تظهير عناصر ردع قوية و جديدة و هذا ينطبق على سلوك إيران و دول مجموعة البريكس في المستويين الاقتصادي و العسكري و كذلك تبدى العزم على توسيع مسرح العمليات و تأكيد قيام تكتل عالمي صاعد يضم هذه الدول يعمل للتخلص من الهيمنة الأحادية الأميركية على العالم ، و هذا سر الأنشطة الردعية عسكريا من خلال المناورات الإيرانية و الروسية المكثفة و عبر حشد الأساطيل قرب الساحل السوري مقابل النشاط الأطلسي المحموم الداعم للعصابات الإرهابية و لحكومات حلف العدوان في تركيا و الخليج .
و هكذا فالحصيلة الأكيدة لصمود الجيش السوري و الشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد ستكون خضوع الإدارة الأميركية و شركاها و عملائها لحقيقة الهزيمة في سورية و سوف ينتهي اختبار الوهم الاستعماري إلى فشل شنيع فالمؤشرات الميدانية القائمة في حلب و حمص و ريف دمشق تبرهن على فاعلية متقدمة للجيش السوري و لخططه القتالية و لا بد من التنويه بدخول عشرات الآلاف من السوريين في القتال إلى جانب جيشهم من خلال وحدات الدفاع الوطني مقابل جحافل الإرهاب العالمي و عصابات اللصوص و الإرهابيين المدعومة من الغرب و التي تديرها غرف عمليات الناتو على الأرض التركية .
سوف يخسر باراك اوباما رهانه الأحمق و سيكون عليه ان يسدد كلفة أعلى مع اعترافه الصريح بالفشل و الهزيمة امام سورية المقاومة شعبا و جيشا و قيادة و عندما يكتشف ان اختبار الأوهام عالق في طريق مسدود امام شعب جبار و جيش عظيم و دولة صلبة و قائد مقاوم لا يفرط باستقلال بلاده و بكرامة شعبه و تضحيات جيشه سوف يندم على فرصة ضائعة لن يستعيدها مرة ثانية بالكلفة نفسها فقد تجاوبت الدولة الوطنية السورية مع المسعى الروسي الدولي لتحقن دماء شعبها و قبلت بإطار فرصة الهزيمة المشرفة للمعتدي الأميركي الذي ضيع تلك الفرصة الثمينة و الان تصنع معادلة جديدة في الميدان و على مسرح الصراع العالمي من حول المركز السوري ستكون ثمارها مؤلمة للأميركي الخائب و عملائه و ادواته و زبانيته بفضل صمود سورية و مقاومتها الباسلة.

» مستنقع الفشل الأميركي – غالب قنديل
» مصر و سوريا و الفشل الامريكي_ غالب قنديل
» تخبط تركي وأميركي مع الفشل في سورية - غالب قنديل
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل
» اختبارات ما بعد الاتفاق ...غالب قنديل