حلب بعد الكيماوي
أحمد بكري كعكة - عربي برس - حلب
تصعيد خطير في مسار الأزمة السوري جراء استخدام
الجماعات المسلحة سلاحاً كيماوياً في حربها على الجيش السوري ، فقد قتل خمس وعشرين
شخصاً و أصيب العشرات بالتسمم معظمهم مدنيون جراء استهداف منطقة خان العسل جنوبي
بحلب بصاروخ يحوي موادا كيماوية ، في حين شن وزير الإعلام السوري هجوماً لاذعاً
على قطر و تركيا متهماً إياهما مع دول غربية بتزويد المعارضة بالسلاح .
وقال مصدر عسكري لعربي برس إن خمسا وعشرين شخصاً من
المدنيين بينهم نساء و أطفال فارقوا الحياة إثر استهداف بلدة خان العسل جنوبي حلب
بصاروخ يحوي مواد كيماوية .
و أضاف أن أكثر من مائة آخرين بينهم عسكريون من الجيش
العربي السوري يتلقون العلاج في أحد المشافي الخاصة بحلب .
بدوره قال مصدر طبي لعربي برس إن مسلحين من الميليشيات
قاموا بإحضار مصابين بتسمم غازي بينهم أطفال و نساء إلى مشفى الرجاء الخاص ، وما
لبث أن وصل مصابون من الجيش السوري بينهم ضابط برتبة رائد.
و أضاف المصدر إن معظم المصابين تحسنت صحتهم بعد
إنعاشهم و بعضهم فارق الحياة ولم يستجب للإنعاش .
من جانبه قال عبد القادر حسن من أهالي خان العسل إن
مسلحي العصابات أطلقوا صاروخاً على حاجز للجيش السوري سقط على خان العسل و انبعثت
منه غازات سامة أصابت العشرات بحالات إغماء و اختلاجات شديدة ومنهم من توفي فوراً
. فيما تعرض المسعفون إلى التسمم بمجرد ملامستهم للمصابين .
وقال رامي و هو ممرض في العناية المشددة إنه تعرض
للدوار أكثر من مرة في غرفة الإنعاش أثناء إنعاش المصابين مما اضطره لمغادرة غرفة
الإنعاش إلى الهواء الطلق .
و أشار بعض أهالي خان العسل الذين رافقوا أقاربهم
المصابين إلى أن المسلحين هددوهم قبل ايام لمغادرة خان العسل خلال يومين تحت مغبة
قصفها بصواريخ فتاكة .
وتم استقدام خبراء من سلاح الكيمياء للتحقيق في نوعية
السلاح المستخدم لمعرفة مصدره ، حيث اتهم وزير الإعلام السوري الدول التي تقدم
السلاح للمعارضة بتزويدها بالسلاح الكيماوي الذي استخدم للمرة الأولى بعد تهديدات
باستخدامه من قبل كتيبة في الجيش الحر تطلق على نفسها اسم كتيبة الريح الصرصر .
و أثارت الجريمة الذعر في منطقة خان العسل حيث سارع
بعض السكان إلى حزم انتعتهم و مغادرة البلدة نحو مناطق أخرى خشية تكرار القصف
الكيماوي من قبل الجيش الحر .
من جانبه قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في
تصريح للصحفيين اليوم إن حكومة رجب طيب أردوغان ومشيخة قطر تتحملان المسؤولية
القانونية والاخلاقية والانسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في خان
العسل مشيرا إلى أن هذه الجريمة هي أول مفاعيل قرار مجلس الجامعة العربية على
المستوى الوزاري.
وأوضح وزير الإعلام أن الجريمة التي وقعت اليوم استخدم
فيها الإرهابيون سلاحا محظورا وفق قواعد القانون الدولي وهي برسم المجتمع الدولي
أولا والدول الكبرى والتي تسلح والدول الاقليمية والعربية والاسلامية وكل دول
العالم مؤكدا أن كل من دفع ثمن هذا السلاح في قطر أو أي دولة أخرى ومن ورده يتحمل
مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية وانسانية بشكل مباشر ويجب أن يحاسب كائنا من كان
أميرا أو وزيرا أو رئيس حكومة أو أي شخصية في العالم تورطت وأعلنت عن دعم عسكري
مباشر وعلني للإرهابيين .
ولفت الوزير الزعبي إلى أنه يحق للحكومة السورية أن
تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه إلى المنظمات الدولية والاقليمية للادعاء
والشكوى على الدول التي سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دوليا لمواجهة مخاطر تزويد
"جبهة النصرة" الإرهابية بمثل هذا السلاح الذي ترافق استخدامه مع الكثير من
التهويل والضغط الإعلامي والاكاذيب والافتراءات عبر شاشات معينة.
وأضاف الزعبي إن هذا التحول في نوع ونمط التسليح
واستخدام هذا السلاح القادم من خارج سورية عبر حدود بعض الدول المجاورة يعني ان كل
المزاعم والأكاذيب التي تبديها بعض الدول وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا
ودول أخرى حول دعم المجموعات الإرهابية المسلحة باسلحة غير فتاكة او بدعم لوجيستي
غير عسكري هي "مجرد كلام إعلامي".
وشدد وزير الإعلام على انه لو كان لدى سورية سلاح
كيماوي لما استخدمته اطلاقا لاسباب سياسية واخلاقية وانسانية وقيمية مؤكداً أن
القوات المسلحة لا يمكن أن تستخدم على الاطلاق لا الآن ولا في اي وقت أي سلاح
ممنوع أو محرم وفقا لقواعد القانون الدولي اذا كانت تملك هذا السلاح وأن سورية
تلتزم بشكل دائم بما توقع عليه من اتفاقيات وبروتوكولات في هذه المسألة.