حتى لا تصبح الدعوة إلى التعريب دعوة إلى التدليس: بشرى كيلاني

حتى لا تصبح الدعوة إلى التعريب دعوة إلى التدليس: بشرى كيلاني

يجب أن نقتفي أثر علماء المسلمين الاوائل في التعاطي مع علوم من سبقهم، و ليس كما يحصل حاليا من إطلاق الكلمات جزافا و اعتباطا، لقد أصبحت الدعوة إلى تعريب العلوم المادية دعوة إلى اغتيال العلم في بلادنا
لقد تعلم المسلمون الأوائل اللغات القديمة حتى تلاقحت أفكارهم مع أفكار من سبقهم في رحم اللغة الأم، فتولدت لديهمم معارف ومكتشفات جديدة، كان لهم فضل السّبق لها، وبالتالي وصفوها بدورهم، كما تشاء لغتهم العربية، حقا لم ينازعهم فيه احد، كما لم ينكره عليهم أحد، ولا تزال المصطلحات العربية التي وضعوها منحوتة في معاجم الغرب العلمية، وإن تموّهت علينا قليلا بسبب دخول قواعد اللغة اللاتينية عليها، غير أنها لا تخفى على المستبصر المستنير، ويستطيع أن يلتقطها بسهولة.
لقد أخذ اللاتينيون العلوم بأواني اللغة العربية، قبل أن يبدعوا الجديد ويضعوه بأواني لغتهم، حقا يجب أن لا ننازعهم فيه، هذه قوانين العلم وسنة الله في خلقه، وأنت تكاد تذهل، إذا فتحت قاموس جذور اللغة اللاتينية، المجرّدة من قواعدها ، من كمّ الكلمات ذات الأصل العربي الواضح، نستبينه من مقاطعها التي يتكون منه المصطلح العلمي. هكذا هي مسيرة العلم والحضارة، لا يؤتيها الله للمُدلّسين بل لمن يتبعوا السنن الصحيحة، لذلك فالأحرى بالمناهج العلمية في المدارس و الكليات ان لا تورد مصطلح علمي، إلا أن يُرافقه, بين قوسين, أصله، أي الإسم الذي نحته له ربّانه الذي اكتشفه، لأننا إذا اعتمدنا الترجمة كمرجع وحيد للمصطلح العلمي، دون أن يرافقه أصله، فإننا نُحِدْ طالب العلم بالسقف الذي وضعه المترجم للكلمة، وبالتالي لن تكون مفتوحة الأفق ولا متّصِلة بالأصل بل مبتوتة من جذورها. فأنى يكون لنا حينئذٍ أمل اللحاق بركب العلم، على مستوى الإختراع و إبتكار الجديد .
لا يؤخذ العلم إلا من نبعه الأصلي، وليس من قاع السيل، يجب أن لا تصبح الدعوة لتعريب العلوم المادية، دعوة إلى التجهيل، فهل يعرف الإبن أكثر من والديه !! وهل يحق لأحد أن يُسمّيه بدلا عنه !! هكذا هو الإكتشاف العلمي، لا يستطيع أن يُطلِق عليه المصطلح الذي يصفه بالضبط إلا من اكتشفه ابتداء، لأنه يعرفه كما يعرف أبناءه. كل ما ينبثق عنك من أفكار هو بمثابة إبن لك، من هنا جاء المصطلح المتداول "بنات الأفكار" ، هذا هو التعاطي الصحيح مع المخترع العلمي المادي.

» الحقيقة الضائعة بين التدليس البحثي والتضليل الإعلامي
» "السعودية تعرقل هدنة إنسانية في اليمن ... وتواصل عدوانها " تقرير: بشرى الفروي
» ضاحي خلفان: السيدة بشرى الأسد امرأة ضعيفة.. واستغرب من ينتقد الامارات بسببها
» الدعوة الى جنيف 2 : افخاخ دولية و ثوابت سورية!
» بين مخالب داعش و انياب اسرائيل .. مخارز الهلال الخصيب - تقرير : رئبال مرهج و بشرى الفروي