من لويس التاسع إلى المرسي الأول

من لويس التاسع إلى المرسي الأول
السبت , 2 اذار 2013 - 17:30 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
أ.د.محمد فكري الجزار

هنا عرش ملك فرنسا حصيرة في دار ابن لقمان .. هنا النيل يعرف الحكاية أكثر مما يعرفها وزير داخلية نظام الإخوان .. هنا التراب يتطهر بأكثر مما يحاول أن يهرب من قسوة معمدانية الدم والعشق الجديدة وزير دفاع نظام الإخوان وفريقه الأول .. هنا الناس الصامدون لعشقهم وطنهم ، وينزفون فيتلألأون في جراحاتهم كشجر من ياقوت ومرجان .. هنا المنصورة .. منصورة مصر التي لم تُهزم ولن تُهزم .

وكأن نظام الإخوان جماعة ورئيسا ووزير داخلية ووزير دفاع يتتبعون تاريخ مصر ، ويعاقبون المدن صانعة انتصاراته ، من قاهرة المعز ، إلى عروس محمد كريم على المتوسط ، إلى بورسعيد انتصار الكبرياء ، إلى المنصورة بأهلها لا مماليك ولا من يحزنون ، فضلا عن مدينة غزل مصر ونسيجها .. وكأن ثمة خصومة مع مصر وشعبها وتاريخها ، فنسحل وندهس ونقتل ، لا لشيء جنيناه إلا لأننا صناع تاريخ هذا المكان والحالمون بمستقبله . وهذا ذنب عظيم في دين المرشد ورئيسه ورجال رئيسه المسلحين بالغاز والرصاص والمدرعات والطب الشرعي والنيابات والمحاكم فضلا عن الميليشيات .

ودخلت المنصورة محرقة الإخوان الفاشيست ، أو دخل نظام الفاشيست الإخواني فضيحة جديدة في مدينة تاريخية جديدة هي المنصورة ، ويمارس الممارسات نفسها من الاعتداء على النساء ، وسحل الشباب والقبض على من يتمكنون منه ، وقتل من لم يتمكنوا منه دهسا أو إطلاق نار . ويستفيق التاريخ في دم أبناء المنصورة ، فلا يرون فارقا بين لويس التاسع والمرسي الأول ، فكلاهما محتل وكلاهما قاتل وكلاهما عدو . وينتصب التاريخ في قلوب شباب المنصورة الثائر فتحدثهم قرية ميت الخولي عبد الله ببطولاتها ، ويطل وجه القاضي إبراهيم بن لقمان يحدثهم عن دموع لويس التاسع مساء حزنا على أخيه الكونت وجيشه الذي قتل عامة الشعب منه ثلاثين ألفا ، ويحكي لهم الطواشي صبيح عن مساءات الملك الأسير حديثا طويلا .

إن المنصورة لم تهزم جيش لويس التاسع فقط ، ولم تنتصر لنفسها فحسب ، بل وضعت الشروط على ما تبقى من الجيش أن يسلم دمياط ليتمكن من الرحيل في أمان ، وتتحرر دمياط ويرحل الجيش المهزوم تاركا ملكه خلفه بين يدي الطواشي صبيح ، فماذا يحاول جنود الأمن المركزي للمرسي الأول مع هذا الشعب ومع هذا التاريخ ، وأين هم من فرسان المعبد وفرسان اسبرطة الذين أذلهم شعب المنصورة !!

هذا المرسي لا يعرف كيف يبلور التاريخ شخصية الشعوب بالرغم من بداهتها ، لا يعرف أن انتصار المنصورة على الحملة الصليبية السابعة صاغ شخصية شعبها صمودا ومقاومة وانتصارا تماما كبورسعيد والسويس والإسكندرية فضلا عن قاهرة المعز . وأنه حين يحاول إذلال أبناء هذه المدن وأمثالها لا يدخل معركة مع مدنيين عزل لا تقارن إمكاناتهم مع عدده وعتاده ، وإنما يدخل معركة مع التاريخ الساكن دم هؤلاء المدنيين العزل ، فهل غرّ المرسي مرشده وجماعته ، أم اغتر بأمنه المركزي ووزير داخليته وصمت الجيش عنه ، فحسب أن بإمكانه هزيمة التاريخ ، ومن انتصر على التاريخ مرة لينتصر المرسي على أبناء التاريخ !! وإني لزعيم للمرسي ومرشده وجماعته وداخليته وميليشياته أنهم سيهزمون ويولون الدبر عما قليل ، فالدم المظلوم هو الدم المنتصر سنة عدل الله في كونه ، وإن غدا لناظره قريب ، فليفرحوا بدمنا المراق وليتمتعوا بقوتهم المزيفة ، فلا يخلف الله وعدا ولا تتخلف لله سنة في الكون ، فأين يذهبون .. أين يذهبون !!

» خرق للهدنة منذ اليوم الأول، تفجيران بدمشق ودرعا، وهجوم على قاعدة عسكرية بإدلب..أخبار الميدان الجمعة 26/تشرين الأول
» حلب… (رح مِنْعيد الزمن الأول) !
» أغاني سوريا الجزء التاسع
» باسكال هورن : ما يحدث في سورية الآن يعود إلى القرن التاسع عشر
» تركيا واردوغان والطائرتين للتان اسقطتا في سوريا ...اسرار الجزء التاسع ..كتب مدير شبكة شان الاسد الاخبارية