دام برس – متابعة بهاء نصار خير :
ذكر الخبير في جامعة جنيف "باسكال هورن" أن تاريخ التدخلات العسكرية بحجة حقوق الإنسان في سورية تعود جذوره إلى 150 سنة خلت, أي في العهد العثماني وفي مقالٍ حول هذا الموضوع أكّد هورن أنّ السياسة التي اتّبعها نيكولاي ساركوزي وفرانسوا هولاند هي مدعاة للعار بالنسبة إلى فرنسا.
واشار هورن الى ما جاء في ذاكرة التاريخ من دخول نابليون إلى لبنان عام 1860م وتوجّهه نحو سوريا بذريعة نظم الأمور هناك، ولكن لم يكن هدف هذا التدخّل العسكري سوى خدمة الاقتصاد الفرنسي في المنطقة.
وذكر المقال أن التاريخ اليوم يعيد نفسه في سوريا بعد قرنٍ ونصفٍ، ويبدو أنّ هذا الأمر قد خُطّط له قبل أشهرٍ وذلك عندما تمّ تزويد المعارضين بالسلاح وحشد المنطقة بالعملاء الأجانب.
وأكد الكاتب أنّ الهجوم العسكري على بلدٍ دون موافقة مراكز اتّخاذ القرار القانونية، يتعارض مع مبادئ ميثاق الأُمم المتحدة، إلا أنّ الولايات المتّحدة وحلفاءها قد خالفوا المجتمع الدولي مراراً، وآخر مرّةٍ كانت في ليبيا عام 2011م حيث اعترفت بعض البلدان بأنّها تجاوزت مقرّرات مجلس الأمن الدولي في القرار المرقم 1973.
ولفت هورن إلى استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ائتلاف المعارضة السورية بتأريخ 17 نوفمبر 2012 في قصر الإليزيه بعد أن تمّ وضع الحجر الأساس له في مؤتمر الدوحة.
ويعتقد هورن أن هذا الائتلاف الذي هو وليد الفكر المشترك بين الغرب وإمارات الخليج الفارسي، لم يتمكّن من توحيد صفوف جميع المعارضين، إلا أنّه كان واجهةً مناسبةً لاستلام المساعدات المالية التي بلغت مليون و200 ألف دولار بذريعة (مساعدات إنسانية عاجلة)! وقد كان للعسكر دورٌ بارزٌ في كلّ هذه الأحداث.
وذكر الخبير في جامعة جنيف أن المعيار الدولي لتبرير هكذا هجمات أُحادية الجانب، يتمثل بمزاعم إنسانية والحفاظ على حياة الشعوب والمجتمعات أمام المخاطر التي تهددها، وهذا المعيار المشروع بظاهره يرتكز أساساً على مبدأ (حُسن النية)، ولكن كيف يمكن إحراز وجود هذا المبدأ لدى المبادرين بالنشاط العسكري ونفي الأهداف الأخرى الداخلية؟! فالتاريخ يزخر بالحروب التي انطلقت بهدفٍ مشروعٍ وبعد ذلك نحت منحىً آخر.
وأشار الى ما قامت به فرنسا بعد احتلالها للبنان عام 1860م ببسط نفوذها الاقتصادي في المنطقة لدرجة أنّ 50 بالمائة من الشعب اللبناني عام 1914م كانوا يعملون في مجال إنتاج الحرير لفرنسا، وبالتالي انهار الاقتصاد الفرنسي بعد إلغاء عملية إنتاج الحرير في لنبان، وكذلك فإنّ الشعب فقد سبيل معيشته الذي كان يعتمد عليه، وبعد مرور عامٍ على هذه الحادثة، أغلقت القوى الفرنسية والبريطانية سواحل سوريا وحالوا دون دخول المواد الغذائية، الأمر الذي أدى إلى نهضة الشعوب في الولايات العربية التي كانت خاضعة لسلطة الدولة العثمانية، كما أنّه تسبّب في حدوث جدبٍ مفاجئ وسقوط 200 ألف ضحيةٍ في لبنان و300 ألف ضحيةٍ في مختلف أرجاء سوريا.
وكالة أنباء فارس