خطوط حمراء .. بقلم: هيثم احمد
في محاولة جادة حاولت اقتحام عالم الصحافة السورية الحكومية والخاصة وبمساعي حثيثة وعلاقات وطيدة نشرت بعض المقالات لا يتجاوز عددها أصابع اليد.
تابعت الكتابة دون جدوى.بحثت في الأسباب واكتشفت إن السبب الرئيس هو الاستكتاب, وبالمتابعة الجادة تم نشر مقالاتي وبشكلٍ متتالٍ في الصفحة المجانية التي أنشأت حديثاً باسم المنبر, وعندما توقفت الصفحة توقف النشر, تواصلت مع صحيفة حكومية أخرى كانت قد أحدثت صفحة مجانية بنفس العنوان والتي نشرت مقالاتي ولازالت , وبالحوار مع مديري التحرير في الصحيفتين اتضح بان النشر المأجور (الاستكتاب)يتم لأصحاب الأسماء البراقة والمعروفة,إضافة إلى الأصدقاء والأصحاب و....,وكان سؤالي عن المقال وأهميته ومصداقيته وتعبيره عن نبض الشارع,لكن الجواب غير المعلن بان الأسماء أهم من المواد وهم أصحاب الأحقية مهما كان نوع المادة ومستواها.
مما تقدم يتبين بان الإعلام السوري يعتمد على فئة معينة وخصوصاً الصحافة لتحقيق منفعة مادية,وبذلك لا يمكن أن ترتقي إلى المستوى المطلوب مادامت الخطوط الحمراء موجودة مسبقاً
وإذا افترضنا جدلاً بان رأي القائمين على العمل صحيح.يبقى السؤال الذي لابد من جواب له:من نُشر له أكثر من خمسين مقالاً في الصفحة المجانية ,متى يصبح كاتباً كأي صحفي ودون استكتاب لمجرد الشعور والإحساس بأنه لا يقل شأناً عن الآخرين ,وبهذا الصدد أشير إلى سلسلة من المقالات لكاتب ممن كانوا في موقع القرار ورئيس تحرير سابق أنا تابعتها وقرأتها لكني لم افهم منها عبارة واحدة ولم أصل من خلالها إلى أي فكرة.
هو ذات الموضوع كنت قد كتبت عنه في ذات اللحظة مقالة لا تتجاوز اسطرها العشرين قد أثارت جدلاً بين المهتمين , وفي ذات الصحيفة حيث دار الحديث عن الجرأة في نشر هكذا مقال والفرق بيني وبين كاتب السلسلة هو الاستكتاب ,حيث انه علم أما أنا....
ما تقدمت به ليس بسيرة ذاتية (سي في) وكل ما أردت قوله الاهتمام بالمادة المُقدمة للنشر وليس الاسم أي كان, وخصوصاً في ظل الحديث القديم الجديد عن تطوير العمل الإعلامي فتطوير الصحافة الحكومية مثلاً هل يتم بزيادة عدد الصفحات ؟ أم العكس:الألوان_نوع الورق_شكل الصحيفة.؟؟
أسئلة مشروعة ومن الممكن أن تكون ضرورة.
لكن الأهم من ذلك هو المواد المراد نشرها وأهميتها ومصداقيتها وتلاحمها مع الناس مادام الهدف الأساسي للإعلام هو الإنسان.علماً بأننا نسمع بان الصحف الحكومية تشبه بعضها وإذا قرأت صحيفة كأنك قرأت الكل هذا صحيح.لكن لو أن كل صحيفة قدمت الخبر وحللته بطريقتها لكان لكل صحيفة لونها الخاص وبذلك يكون لها قرائها وجمهورها وتحقق بصمة خاصة بها, وهذا الأمر ينساق على الإعلام الالكتروني الذي لايزال يراوح مكانه لعدم التعريف به بالوسائل الدعائية,فهناك الكم الهائل من المواقع الالكترونية التي لم يسمع بها الجمهور.فالإعلان مهم ليحقق حضوراً شعبياً هذا أولاً,والمصداقية والقرب من الناس يوسع قاعدته,وهو لا يقل أهمية عن أي وسيلة إعلامية إذا لم نقل ممكن أن يكون الأهم في ظل تطور وسائل الإعلام وما نراه اليوم هو بحث المواقع الالكترونية عن إعلانات لتغطية نفقاتها أو جزء منها.
وهو بنفس الوقت غير معروف لدى الكثير من المؤسسات العامة والخاصة.
أما الإذاعة التي يغلب على معظمها الطابع التجاري,لكن الاجتهاد واضح في هذا الإطار,وهذا ما حققته العديد من المحطات الإذاعية.
أما التلفزيون فاني استطيع أن أطلق عليه اسم الطالب المجتهد,وقد حقق حضوراً لافتاً خلال هذه الفترة من خلال تميز أدائه,ومن الممكن أن ينتقل إلى مراحل أكثر تطوراً لو توافرت له المزيد من الإمكانيات المادية .
أما المجلس الوطني للإعلام الذي يفتقر بين صفوفه لعنصر الشباب أو من المجتهدين في مجال الإعلام.
ولتحقيق المزيد من التطوير الإعلامي اقترح جوائز سنوية لأفضل مقال صحفي سياسي –اقتصادي-اجتماعي على أن تكون الصفحة المجانية ضمن المسابقة واللجنة من كلية الإعلام قسم الصحافةجامعة دمشق, و كذلك جوائز سنوية لأفضل موقع الكتروني,وجوائز إذاعية وتلفزيونية لأفضل برنامج سياسي-اقتصادي-اجتماعي ,كما أرى شطب الخطوط الحمراء عن الكتاب الجدد وان يكونوا شركاء دون استكتاب ,فبذلك يكبر الوطن ,لان الوطن أنا وأنت,فنحن الوطن,بنا و بكم يكبر بعيداً عن الخطوط الحمراء.