هل يعرف السوريون من هو علي فرزات؟؟ ...الحلقة الاولى

هل يعرف السوريون من هو علي فرزات؟؟ ...الحلقة الاولى
كان للفن منذ البداية حضوره في الأزمة السورية، لا بل كان لبعض الفنانين حضور كبير وفاعل في مسيرة الأحداث، ولكن هذا الحضور كان في غالب الأحيان إعلامياً ويشبه الفقاعة إلى حد ما،
فما تلبث أن تكبر وتصبح ظاهرة حتى تنفجر وتعود إلى العدم.. إلا شخصاً واحداً بقي تواجده حاضراً وفاعلاً ومستفزاً في كثير من الأحيان..

أيّ سوريٍ لا يذكر جريدة "الدومري" التي صدر منها عدة أعداد فقط في بداية العقد الماضي، وتم إغلاقها بعد أن طرحت عدداً إنتحارياً سُمي حينها بعدد "الفساد" وهو حديث طويل له شجون وخفايا قد نكشفها لاحقاً، ولكن المهم أن صاحب هذه الخطوة هو رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات (واسمحوا لي في هذه المقالة أن لا أصفه بفنان لأن للفنان عندي صفات لا تنطبق على فرزات).

أطلق فرزات في بداية الأزمة السورية سيلاً من الرسوم الساخرة من الدولة السورية، ولكنه إلى ساعة مغادرته الأراضي السورية لم يجرأ على تناول شخص الرئيس، لكن الملفت في ما كان يقوم به فرزات هو التعليقات الساخرة التي يطلقها على صفحات الفايسبوك أو تلك المنتشرة على موقعه الخاص، وأيضاً المبادرة المتنافية مع أخلاق الفنان والتي سميت حينها "قائمة العار" التي صنف فيها الفنانين والإعلاميين السوريين الذين كانوا يؤيدون الدولة السورية بالمواقف أو التصريحات ضمن هذه القائمة، وبدأ من خلال حساب مزور على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" بحشد سيل من الفضائح المفبركة والشتائم بحق الفنانين السوريين الوطنيين حتى أولئك الذين يحملون أفكار معارضة ولكنهم يعتبرون الحوار والحل السياسي هو أفضل من الفوضى والتظاهرات وحمل السلاح..

فرزات هو المسؤول عن قائمة العار التي شوهت الفنانين السوريين وخونتهم

تناول فرزات في الصفحة التي حملت اسم "قائمة العار للفنانين السوريين" كل الفنانين المؤيدين حتى الكبار منهم، وفسحت المجال لحسابات وهمية بكيل الشتائم والتهم وحتى التهديد لهؤلاء بالقتل أو التهديد في عائلاتهم، وقد كان فرزات يقوم بنشر معلومات غير معررفة عن بعض الفنانين ومنها عناوين سكنهم أو معلومات عن أسماء أزواجهم أو أولادهم، وذلك كان بمثابة محاولة لإثارة الرعب في صفوف الفنانين المؤيدين من أجل أن يكفوا عن تأييد النظام أو الخروج في وسائل إعلامه، ولربما أثر ذلك في كثير منهم، وبدأوا يشعرون بالخوف وهم يرون معلومات عنهم تنشر للعللن وبواسطة أشخاص غير معروفين يهددون ويتوعدون....

وهنا إذ نذكر هذه المعلومات فنحن لا نفشي سراً، بل هذا ما اعترف به فرزات نفسه في مقابلة صحفية مع مجلة خليجة بعد خروجه من سورية، متباهياً بأنه هو من أسس صفحة "قائمة العار" ومسؤول عن كل ما نشر فيها، للأسف الصفحة بشكلها الأول حُذفت من موقع فايس بوك، والصفحة التي تحمل الاسم اليوم هي صفحة لا تحوي إلا صوراً مشوهة لبعض الفنانين والإعلاميين الذين يؤيدون النظام في سورية.

تشكل المخابرات الكويتية داعماً أساسياً لما يقوم به فرزات ضد بلده سورية
رغم ذلك ورغم كل ما قام به فرزات من تحريض ورغم علم المخابرات السورية بمكانه وتواجده وأنه يدير هذه الألاعيب من مكتبه في شارع الباكستان إلا أنها لم تقم باحتجازه، وإلى اليوم لم نجد مصدراً يعطينا معلومات حول الحادثة التي تعرض لها فرزات في منتصف آب ٢٠١١، فقيام أشخاص ملثمين باختطاف فرزات والانهيال عليه بالضرب ورميه في منطقة طريق المطار (مطار دمشق الدولي جنوب شرق دمشق) ومحاولة ضربه على أصابعه، قضية غير مفهومة، فمن غير المعقول أن يقوم فرع أمني بهذا الأمر وهو القادر على اقتياد فرزات من مكتبه أو منزله والزج به في السجن وتعذيبه دون أي مسائلة من أحد، وأما أن يقوم به "شبيحة" مفترضين فما الفائدة من هذا العمل وهم يعرفون أن فرزات لن يتوقف عن إساءته بحق الدولة والمؤيدين للنظام بعد أن يتعافى بل سيزيد ذلك من سعاره..
الخوف أن تكون الحادثة على نسق إغلاق جريدة الدومري وإيقافها بهذا الشكل الدرامي، حتى يكتسب فرزات وجريدته هذه الشهرة.

خرج فرزات من المشفى أفضل مما كان عليه، وغادر دمشق وهو اليوم في الكويت، لماذا الكويت؟؟؟ ربما لأن هناك مجموعات دينية متطرفة مرتبطة بأجهزة مخابرات كويتية يعمل لصالحها فرزات ليس منذ بدء الاحتجاجات السورية ولكن منذ بداية التسعينات، وأعيد هنا للأذهان الرسوم الكريكاتورية التي نشرتها جريدة كويتية إبان الحرب الأمريكية على العراق في العام ٢٠٠٣ والتي تهاجم الدولة العراقية، وما أثاره نشر هذه الرسومات من سخط في العالم العربي الذي كان يتعاطف مع العراق ضد قوات التحالف، وخصوصاً في سورية، ما اضطر فرزات إلى أن يصرح وقتها أن هذه الرسومات مباعة للجريدة الكويتية منذ التسعينات وأن الجريدة تنشرها اليوم، في محاولة مفضوحة للتعمية على ارتزاق فزرات وتأجير قلمه وقتها للمخابرات الكويتية صاحبة نعمته.

خرج فرزات من سورية ولم يقم أي عنصر أمن بالتعرض له أو سؤاله، ربما يمتعض فرزات من ذلك لأنه يحب هذه القصص حتى يقوم بالمتاجرة بها وبيعها لمن يشتري، ففرزات اليوم في الكويت يبيع لوحاته التي لا يعرف من يشتريها ماذا تعني ولكنه يشتريها لأن صاحبها تعرض "لظلم وتعذيب النظام الوحشي القمعي"، هكذا يتحدث فرزات عن النظام في الكويت حيث يفتتح معارضه ويبيع رسوماته، ويتاجر على حساب المآساة السورية ويقول في العلن أنه يتبرع للثورة السورية..

الحلقة القادمة: علي فرزات.. كيف أهان السوريين واستهزء بطوائفهم

» الحلقة الاولى: قصة عميل اسرائيلي يعمل خادماً لآل سعود ؟
» حرب الاستخبارات في سورية : تحالف اسرائيل و السعودية في مواجهة سورية ...الحلقة الاولى
» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الاولى)
» ماذا يقول احد رجال الرئيس الراحل حافظ الاسد عن الازمة الحالية؟ الحلقة الاولى
» لمن لا يعرف الرئيس أوباما !