قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الاولى)ناصر جحجاح – اسطنبول (خـــاص) الخبر برس
روى قيادي تركي معارض هو اصلان بايتوك المقرب من الديبلوماسي التركي السابق تانر بايتوك لـ “الخبر برس” قصة العلاقات الاسرائيلية مع التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها جبهة النصرة – الفرع السوري لتنظيم القاعدة بقيادة ايمن الظواهري ومع اغلب القوى الوهابية المتطرفة حيث لها وجود على كل الاراضي السورية وليس فقط في الجنوب السوري المحاذي للحدود مع فلسطين المحتلة.
المعارض المقرب من السفير التركي المتقاعد والمستشار السابق في وزارة الدفاع نقل عن الاخير كلاما خطيرا عن العلاقات الاسرائيلية مع سوريين والسفير المتقاعد يملك من الصداقات والعلاقات مع زملائه السابقين في الوسطين الديبلوماسي والمخابرات محليا ودوليا ما يجعل من كلامه موضع ثقة المحللين والمراقبين كونه معروف بسعة اطلاعه وبخبرته في عالم السياسة والاستخبارات السري والعلني.
ويقول في حديثه الخاص لموقعنا: اخترقت الاستخبارات العسكرية (امان) والخارجية (الموساد) واستخبارات وزارة الخارجية الاسرائيلية المجتمع السوري منذ الاربعينيات من القرن الماضي. وتابعت في اختراق سوريا لانها دولة مجورية تحاور اسرائيل وتعلن العداء لها وبين الدولتين حروب ومواجهات واراضي محتلة سورية ضمتها اسرائيل الى سيادتها بالقوة.
لهذا من الطبيعي ان يكون للاسرائيليين عملاء في مواقع هامة سواء في الجيش او الامن او المجتمع ككل.
من هؤلاء (يتابع باتوك) عميل اسرائيلي جرى تجنيده عبر سفارة اوروبية تعمل في دمشق تضم بين ديبلوماسييها عملاء للموساد الاسرائيلي تقرب منهم العميل اولا لكسب المال باسم دعم المجتمع الاهلي والاعلامي الالكتروني المستقل، لينتهي به الامر في العام 2003 عارضا خدماته الامنية على الاوروبيين بصفته عضو في مجموعة من المثقفين الذين يكلفهم بشار الاسد بمهمات استشارية حول الاصلاحات الاقتصادية في بلاده.
وقد بدأ الجاسوس الاسرائيلي ايمن عبد النور حياته مخبرا عند الاستخبارات السورية يتجسس على رفاقه في الجامعة للتسهيل اعتقالهم من اجهزة المخابرات السورية صاحبة التاريخ الحافل بكم الأفواه ومصادرة الحريات وانتهى كواحد من العملاء الميدانيين الذين استفاد منهم الموساد لتجنيد اخرين في المعارضة السورية كما في مؤسسات الدولة السورية ووصل به الامر حد ان لعب ادوارا ميدانية مع فرق للموساد شنت عمليات اغتيال في سورية لأساتذة جامعيين وطيارين ورجال بحث علمي ، وقد سهل له الاسرائيليون الحصول على جنسيات اجنبية يتنقل بها منها الجنسيتين الفرنسية والكندية. ويزعم الجاسوس انه عمل مستشارا للرئيس السوري لفترة و مندوبا لسورية في مؤتمرات اقتصادية في الخارج بصفته مستشارا سابقا لوزارة الاقتصاد.
ايمن عبد النور بحسب السفير التركي السابق هو الان الطفل المدلل للوبي الاسرائيلي في تركيا وفي اميركا وقد شارك حتى الان في تسع زيارات سرية قامت بها وفود سورية معارضة الى تل ابيب بعضها كشف عن طريق الاعلام الاسرائيلي خلال السنوات الاربع الماضية. ويوصف الان على انه الساعد الايمن للمسؤول عن الملف السوري في لجنة الاشراف الإسرائيلية على مساعدة المقاتلين ضد بشار الاسد مندي الصفدي المقرب من نتنياهو (عربي يحمل الجنسية الاسرائيلية) يقيم في اسطنبول ويشرف منها على عمل المعارضين السورييين المرتبطين بإسرائيل السياسيين منهم او المنتمين الى الميليشيات المسلحة وقادتها.
ويضيف بايتوك لـ “الخبر برس”، منذ بداية الاحداث في سورية والتي بدأت في اذار العام 2011 كان للسوريين مندوبين ميدانيين في سورية يتحدثون العربية ودخلوها بجوازات سفر عربية من خلال التعاون الامني الاسرائيلي الخليجي والاردني. هؤلاء تلقوا مساعدة جواسيسهم الذين عملوا قبل ذلك لسنوات في السر على تزويد الاستخبارات الاسرائيلية بدراسات مطولة ومفصلة عن المجتمع السوري وطوائفه. لذا ما ان اندلعت الانتفاضة الشعبية في درعا حتى بدأ ناشطون سوريون سذج بالبحث عن مصادر تمويل في الخارج وكان ممن حصلوا على دعم مالي وتدريبي ولوجستي منهم مندي الصفدي ومعاونه المقيم في دبي ايمن عبد النور.
الاخير كان يفاتح الناشطين في الداخل السوري بقدرته على تأمين تبرعات من رجال اعمال خليجيين ثم يربط الناشطين في الداخل بعلاقة مباشرة مع مندي الصفدي الذي تجنب في البداية الاعلان عن جنسيته الاسرائيلية وساعده على ذلك ان لغته الام هي العربية.
وفور بدء النشاط المسلح في صيف العام 2011 بدأ الاسرائيليون في شحن الاسلحة والاعتدة واجهزة الاتصالات الى جماعات متطرفة كانت تظن في البداية انها تتعامل مع داعمين عرب للثورة السورية واكتشفت مع الوقت ان تتعامل مع الاسرائيليين فرضيت بذلك لا بل وفرحت به.
رجل اخر عمل من الاسرائيليين منذ العام 1994 هو كمال اللبواني الذي لعب دورا كبيرا في تجنيد مجموعة من الاكاديميين المعارضين وربط بينهم وبين الاسرائيليين مباشرة. الاخير زار اسرائيل علنا ولم يخجل بعلاقاته بتل ابيب ولا بدعمها له علما ان اللبواني من قرية في منطقة الزبداني بريف دمشق الغربي ويلمك علاقات بمجموعات مسلحة محلية في تلك المنطقة زودها بالسلاح والمال الاسرائيلي.هكذا ومع هذا التاريخ من العلاقات القديمة بين الطرفين لم يكن مستغربا ان يظهر وفد من الائتلاف السوري المعارض في تل ابيب مهنئا نتنياهو بفوزه في الانتخابات ومن ضمن الوفد كان ايمن عبد النور عضوا بارزا نسق الزيارة مع مندي الصفدي نفسه بل ورافقهم فيها من غير ان يظهر امام العدسات بعد اقتراح من الموساد وكان ايمن عبد النور زار اميركا بترتيب من الصفدي برفقة الرئيس السابق للائتلاف المعارض ” لجربا” مع بعض الشخصيات والتقوا هناك بقادة منظمة ايباك الاسرائيلية في اميركا طالبين مساعدة اسرائيل في وقف التحول الاميركي نحو دعم الحل السياسي بمشاركة الاسد وقد تم التوافق على سلسلة خطوات عملية منها هذا الظهور الفاقع لوفد معارض يهنيء نتنياهو بعد العملية الانتخابية وعن ذلك يقول المعارض اكرم المقداد” ان من خيبة المعارضة السورية ان شخصا تافها يدير حركة وفد المعارضة الى واشنطن وبدلامن القيام ومن معه بزيارة اصدقاء الثورة السورية ذهبوا الى واشنطن لزيارة اعداء الرئيس باراك اوباما في اللوبي اليهودي.
وبالعودة الى السفير التركي الذي لفت انتباهه هذا الاحتضان الدافيء من اجهزة مخابرات غربية ل ايمن عبد النور يكشف السفير سبب ذلك بقوله ( لقد لعب دورا فظيعا في ملاحقة المسيحيين السوريين في اميركا واوروبا وكندا والخليج لدفعهم الى تبديل مواقفهم المؤدية للأسد ) وهذا يتقاطع مع سياسات حزب العدالة والتنمية التركي الذي يعرف كيف يوظف اندفاعة هذا الغر السياسي الاحمق ،المقداد علق على تلك الزيارة قائلا “المخزي أكثر أن أيمن عبد النور طار الى واشنطن لينضم لوفد الإئتلاف!!!! تصوروا لينضم.. ليس ليراقب الإئتلاف أو يخبر قرائه عن تفاصيل الزيارة وخفاياها بل ليتصدر مع “جربانه” في محاضرة وفي لقاء بوزارة الخارجية حسب تعبير المقداد من دفع تذاكر الطيارة وغرفة أيمن عبد النور في الريتز كارلتون قال المقداد : لكم ان تحذروا وأشار بيده الى صورة مندي الصفدي الذي شارك في الزيارة مع الوفد السوري المعارض”.