دام برس – اياد الجاجة :
في التاريخ يحكى انه في مرحلة الطوفان الأكبر بدأ أصحاب النفوذ يفقدون قدرتهم على الهروب من الماء فكان أن قتلوا أتباعهم ووقفوا على جثثهم كي يهربوا من الغرق ووصل الأمر ببعضهم أن قتل أبناؤه كي لا يغرق.
نحن الآن أمام مشهد مشابه ولابد أن تكون الحلول مشابهة فكما قتل الأتباع ليقف عليها الهارب من الغرق سيقتل أتباع أمريكا لتقف على جثثهم هربا من الموت.
بهذه المقدمة تحدث صديقي السيد "نون" حول آخر ما يستجد من أمور على خارطة القوى العالمية واستمر شارحا.
بالنسبة للشيطان الأكبر أميركا تتوزع القوى العسكرية على كامل المحيطات وتتركز قواها الرئيسية في البحر الأبيض والمحيط الهادي بالإضافة إلى التواجد البري عبر القواعد العسكرية في دول الخليج وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية و تايلاند .
عدد قوات التدخل الأمريكي يصل إلى حوالي 1000000 جندي أمريكي موزعة على سبعة أساطيل بحرية مضاف إليها قواعد برية داعمة وقواعد لوجستية.
الكلفة المقدرة للقوات الأمريكية هي 2 تريليون دولار سنويا، وقد وصل الاقتصاد الأمريكي إلى درجة كبيرة من الضعف وبات قريبا جدا من الجمود التام وقد وصلت الديون الأمريكية إلى اكبر قدر ممكن وهي 14 تريليون دولار موزعة على سندات خزينة وصك نقود دون رصيد .
بدأت الحلول الأمريكية تفشل شيئا فشيئا وكانت الضربة القاصمة موقف روسيا والصين عند المحاولة الأخيرة لصك دولارات دون رصيد حيث قررت روسيا والصين البدء بالاعتماد على العملة الصينية وتبديل الرصيد بالتدريج من الدولار إليها.
أمريكا تلملم أوراقها فقد فقدت القدرة على الاعتماد على أوروبا التي ترزح تحت وطئت تباطؤ الاقتصاد وانهياره في كل من اليونان وايطاليا واسبانيا وقبرص وكان أول إجراء وقف الحروب ووقف أي تطوير للأسلحة والبدء بالتقشف في القواعد العسكرية وتم تخفيض ميزانية الدفاع الأمريكية أكثر من مرة وبأرقام كبرى لتهدأ التخوف الصيني الروسي والإبقاء على الرصيد بالدولار، والنتيجة قرار أوباما بأنه لا حرب بعد اليوم .
انتقالا إلى أوروبا القديمة والتي كان اعتمادها المباشر على فرنسا وألمانيا وكانت هاتين الدولتين تمثلان الداعم الأكبر للاتحاد الأوروبي سابقا وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتوحد ألمانيا الغربية والشرقية تم إضافة كافة دول حلف وارسو إلى الاتحاد الأوروبي بغية محاصرة روسيا .
النتيجة أن الدول الجديدة كانت تعاني الكثير من اقتصاداتها وألمانيا قامت بتدمير كامل البنى التحتية في القسم الشرقي "ألمانيا الشرقية" مما ركب ديون على الخزينة تجاوز 3 تريليون دولار كي تعيد النشاط الاقتصادي إلى ألمانيا الشرقية سابقا، وهذا جعل استثمار الألمان في بقية الدول ضعيفا جدا مما أتاح للتباطىء الاقتصادي الظروف للعمل وفق الاستدانة الغير مدعومة من المصارف وهذا أوقع الكوارث المالية وبدأت البنوك بالانهيار واحدا تلو الآخر.
فرنسا التي كانت تلعب دور وزارة الخارجية الأوروبية اعتمدت كثيرا على الأمريكيين واعتبرت أن وقوف فرنسا الأخير مع الأمريكيين سيجلب لها الكثير من الاستثمارات ولكن النتيجة أن أسواق التصريف الخارجية تباطأت جدا وبدأ الاقتصاد الفرنسي اقتصاد يكاد يتحرك .
الدول الأوروبية الأخرى بدأت تعاني واقتصادها الذي اعتمد على التسويق وفتح الأسواق الخارجية بدأ بالتراجع أمام الزحف الصيني الكبير الذي غزا السوق الأوروبية ذاتها.
إلى روسيا و مع بداية التفكك للاتحاد السوفييتي نشبت حرب الخليج الأولى ولأن الكعكة العراقية غنية التهت أمريكا فيها وبدأت تخطط لتفتيت الاتحاد السوفييتي .
تأجلت الحرب الثانية وروسيا تحولت إلى الدولة رقم 15 وأصبحت الأسلحة الروسية تباع من قبل المافيات وأصبحت موسكو مسرحا للمافيات العالمية وبدأ تفكك الاقتصاد الروسي وأصبح الروبل لا يساوي شيئا أمام الدولار.
بدت أمريكا غير مستعجلة وبدأت تطوق روسيا بدول حليفة لها من خلال دعم حكامها الذين يكنون العداء لروسيا "جورجيا واوكرانيا ولاتافيا وفلاديفيا وجمهوريات أخرى كانت تنتظر.
مع بدية القرن الحالي قرر الامريكين السيطرة على مصادر الطاقة لمنع الصين من التطور وأرجئوا تفتيت روسيا إلى حين وكان ما كان.
العراق سقطت بسرعة أمام الأمريكيين ولكنها لم تستسلم ويوما وراء يوم تتورط أمريكا .
في هذه الأثناء بدأت أسعار النفط تصل إلى حدود غير معقولة 175 دولار للبرميل وهذا دفع الاقتصاد الروسي بقوة كبيرة وبدأ بوتين بإعادة اعمار روسيا امنيا وعسكريا وإداريا واقتصاديا ويوم وراء يوم تندفع روسيا إلى الأمام وتتراجع أمريكا.
ونحو الصين والتي كعادتها تمشي ببطء ولكن دون ضجيج استطاعت من خلال ذلك منع روسيا من السقوط واستطاعت أن تصل إلى المرتبة الثانية عالميا على أن تصبح الأولى بعد سنتين وأصبحت 4 تريليون من سندات الخزينة الأمريكية ملكا للصين.
تمددت الصين في كل الاتجاهات العسكرية والاقتصادية والأمنية والتقنية "فقامت بتجربة تدمير الأقمار الصناعية وتفتيشها،ثم بالهجوم الالكتروني المخيف على كل المؤسسات الأمريكية عبر اختراق برامجها وتقنياتها" وهاهي تفرض شروطها على كل اقتصاديات العالم.
وقد مضى صديقي السيد "نون" في شرحه نحو تركيا التي استطاعت أن تبني علاقات اقتصادية كبيرة مستغلة موقعها وموقع العراق وإيران وسوريا لأن هذه الدول لديها مشاكلها مع الغرب وكانت تركيا تقوم بدور السمسار الذي استطاع نقلها إلى موقع اقتصادي متقدم ، لكن تركيا التي أعجبها دورها دخلت إلى المخطط الأمريكي من بابه الواسع وهاهي الآن تحصد النتائج.
أغلقت بوابة سوريا وبوابة العراق وبوابة إيران وأصبح الاقتصاد التركي عرضت للانهيار .
الدور التركي في التآمر على سوريا أصبح واضحا وموثقا حتى لدى الأمم المتحدة وتبين أن تركيا تلعب دور الوسيط للسارقين وتبيع الاقتصاد السوري معاملا وحبوبا وبترولا.
إلى إيران تتقدم بسرعة وتثبت تفوقا عسكريا واقتصاديا وعلميا وتقف مع سوريا بوجه التآمر عليها وهي تسعى للسيطرة على ممرات النفط "مضيق هرمز" هذا السعي يجابهه قلق أمريكي وإسرائيلي ولكن لا مفر من التراجع.
مصر مازالت تتخبط بين المنافقين "الإخوان الشياطين" الذين استولوا على السلطة وبين الحراك الشعبي الذي كشف زيف هؤلاء.
السعودية تنتظر التقسيم فالحراك في البحرين يتجه إليها ببطء ولكنه بدأ بالوصول والنتيجة تفتت المملكة التي تمثل الوكر الأكبر للإرهاب الأمريكي التكفيري.
أمام هذا الواقع بدأ الانتصار السوري واضحا فقد تحدت سوريا أي تدخل عسكري أمريكيا كان أم من حلف الناتو وتحدت سوريا أي تدخل تركي وأيضا قامت بالرد السريع والمباشر على أي محاولة للاقتراب من أراضيها.
تجمعات وتجمعات الكفرة تسقط يوميا تحت أقدام الأبطال السوريين ويوم وراء يوم يدفع الأعداء أوراقهم لتحترق وبسرعة والنتيجة هي أن السوريون مستعصون على الهزيمة فالنصر معقود على جباههم، ولأن النصر قد وقع ولأن القوى الكبرى المعادية تتراجع فقد وضعت سوريا الخطط التالية:
أولا بما أن السياج السوري قد بدأ بالارتسام بالقوة وبدأت قوى الخارج تبتعد عن أي دعم للإرهابيين وأصبحت تركيا في مرمى النار وتراجعت الأردن وهزم فريق الحريري والعراق بدأ بتطويق المسلحين فالقضاء على المسلحين أصبح حتميا وحتى آخر مسلح.
ثانيا لأن الضغط الخارجي في مرحلة الأفول فالخطة تعتمد على الهدوء والسير البطيء كي لا ينجو احد من التكفيريين.
ثالثا تركيا دعمت الإرهابيين وأرادت تقسيم سوريا فإذا ستعاقب بنفس ما كانت ترغب فيه وتقسيم تركيا قائم لا محالة .
رابعا بما أن الشعب الكردي وقف موقفا مشرفا من الأزمة في سوريا وتصدى مع السوريين للإرهابيين وبناء على وثيقة المناضل "عبد الله أوجلان" زعيم حزب العمال الكردستاني التي تنص على أن لا أطماع للأكراد في الأراضي السورية أو الإيرانية وان ارض الكرد هي في شمال شرق تركيا وكردستان العراق وان السوريين استضافوا الشعب الكردي كما استضافوا الشعب الأرميني من جرائم العصمليين فان سوريا ستدعم قيام دولة كردية على أراضي تركيا الشمال الشرقي ابتداء من ديار بكر وحتى الحدود الإيرانية مضافا إليها كردستان العراق.
خامسا إن سوريا تعتبر أن تواجد عصابات الوهابيين في لبنان أمر غير مقبول ولابد من الاقتصاص منهم جميعا وعلى الحكومة اللبنانية تحمل مسؤوليتها.
سادسا إن قطر والسعودية يمثلان خط الدفاع المتقدم لإسرائيل لذلك فان سوريا ستدعم إنشاء حكم ديمقراطي جمهوري يطرد فيه حكم الأمراء والملوك في كامل الجزيرة العربية ولن تقبل ببقاء أي تواجد عسكري أجنبي على كامل تلك المساحة العربية.
تعتبر روسيا أن أوروبا هي سوقها النفطي بامتياز وكون روسيا مصدر رئيسي للطاقة فهي تريد تفكيك التجمع العسكري الممثل بالناتو وأيضا تفكيك التجمع الاقتصادي الممثل بالاتحاد الأوروبي كي تستطيع ممارسة الشراكة الاقتصادية بدون شروط.
تحاول روسيا بالضغط العسكري من خلال المناورات العسكرية إفهام الأوروبيين بان أمريكا لن تحميهم وان حلف الناتو هو عبء اقتصادي وهاهي تحاول زرع قواعد لها في البحر المتوسط مقابل حل للوضع الاقتصادي.
ألمانيا تلهث وراء روسيا وروسيا تقول بعد انتهاء الأزمة في سوريا.
فرنسا بدأت بالتورط بإفريقيا والحرب كما هي في أفغانستان ستستمر سنوات وسنوات والاقتصاد الفرنسي مترنح الآن وغدا إلى الانهيار.
بريطانيا تهيئ نفسها للنأي بالنفس بعد نصيحة أمريكية.
تعتبر الصين أن أمريكا تعتدي على مجالها الحيوي فالشرق الصيني هو تحت نفوذها وبالتالي لا قواعد أمريكية ولا دعم عسكري بعد الآن وهذا يعني التخلي عن اليابان وكوريا وتايلاند من قبل أمريكا ، الصين تتقدم بقوة باتجاه منطقة الخليج وبلغ عدد السفن الصينية العسكرية 50 سفينة ومدمرة وحاملة طائرات.
وتقترب الصين أكثر وهي تتجه إلى أوروبا وسلاح سندات الخزينة الأمريكية تلوح بها الصين دائما وهذا يكفي للانسحاب الأمريكي.
بدأت أمريكا بالانكماش وهي الآن تنسحب تاركة أوروبا أمام الصين وروسيا لكي تلهيهما عنها لعلها تسترجع شيء من قوتها .
الانكماش الأمريكي سيسبب برأي الاقتصاديين هروبا هائلا من رؤوس المال المستثمرين في أمريكا وهذا الهروب هو باتجاه الصين مما يرعب الأمريكيين أكثر وهذا يبرر التراجع الكبير للدور الأمريكي.
القلق الأمريكي يرافقه قلق لكل الأتباع من اليابان إلى كوريا إلى تايوان إلى تايلاند فالاقتصاد الياباني يخسر 79 مليار دولار بعد مشاكله مع الصين والأزمة الأوروبية لهذا العام ، كل هذا سيدفع بسرعة أمريكا إلى الانهيار وهذا سيكرر تفكك الاتحاد السوفييتي وستنقسم أمريكا حسب رأي الخبراء إلى خمس دول.
كاليفورنيا الغنية في الشمال ستنسحب أولا ، ومناطق الجنوب ستليها ومن ثم ستعود ألاسكا إلى روسيا بالبيع كما اشتريت سابق.
إن إعادة رسم خريطة العالم هي في الحقيقة العودة الطبيعية إلى الحجوم الحقيقية للأشياء وانكشاف التزييف فلا يعقل أن تكون بلاد بقياس بلاد الشام ذات الحضارة الإنسانية الغارقة في القدم تقارن بدول استعمارية هي تجمع للصوص والمجرمين يقررون حقوق الشعوب وقوانينها ، ولا يعقل أن تكون بلاد كبلاد الشام أسست للفكر وللعلم تقارن بدول ليس فيها من العقول إلا العباءات التي تخفي كل القذارات يحميها نفطها، الحقيقة ستظهر في التاريخ وتعيد لكل ذي حق حقه.
سوريا العزة والكرامة عبر التاريخ هي التي أظهرت الأنبياء وهي من استوطن فيها الإيمان باقية رغما عن أنف الكفرة الفجرة .
ختم صديقي السيد "نون" بالقول عاشت سوريا الحبيبة العزيزة، شاء من شاء وأبى من أبى ولا يهم من يصدق أو يكذب لأن الأيام القادم ستثبت صحة قولنا.
بالتعاون مع صفحة الحدث السوري