سينتظر طويلاً... مضر جلال خيربك

سينتظر طويلاً...

مضر جلال خيربك

مبادرة الرئيس بشار الأسد التي طرحها خلال خطابه الأخير، هي أفضل مبادرة طرحت حتى الآن فيما يخص الأزمة السورية، وستندم المعارضة قريباً لأنها رفضتها، خصوصاً وأن المبادرة تستند للحوار الداخلي بعيداً عن الشروط الخارجية.

وإن لم تقبل بها الآن، فلن تحصل على فتاتها لاحقاً، وعند ذلك ستود المعارضة بالدنيا وما فيها لو تستمع للرئيس بشار الأسد مقاماً واحداً ولو قَدْرَ جَزرِ جَزُور، لتأخذ منه بعض الذي يطرحه الآن وترفضه.

هذه المعارضة بطبيعة تكوينها وضعفها الشديد ومحدوديتها، وبحكم دول الأعراب الداعمة لها وتحديداً السعودية وقطر، بحاجة أكثر من كل فئات ودول العالم لإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي وأسري.

فمتمشيخ قطر العاق لأبيه، سجونه مليئة بالقطريين معظمهم من أفراد العائلة الأميرية الذين احتال عليهم بوعود الجنان السبع بعد إطاحته بأبيه واستلامه مقاليد السلطة في المشيخة، فكان له ذلك، وزج بأتباعه سريعاً في السجن، وأحال المشيخة لحاملة طائرات أمريكية.

كما تكفي الإشارة إلى ديمقراطية السعودية الفريدة من نوعها والتي تجلت بفتوى وجوب إعدام ميكي ماوس، ومنع المرأة من قيادة السيارة ومن السباحة بالبحر لأنه مذكر، والكثير الكثير من السخافات والخرافات والترهات والبدع.

السعودية وبريطانيا هما الدولتين الوحيدتين في الأرض بدون دستور للبلاد، وهذه طبعاً قمة الديمقراطية والحرية لشعبيهما، وأين البرلمان وانتخاباته في كل من السعودية وقطر، وكيف تتوزع ثرواتهما القومية!!...

جدران المؤامرة على سوريا تحطمت تدريجياً، إذ حسب الدبلوماسية الغربية فإن أهداف مؤامرتهم أصبحت مخزية لهم جداً، فواشنطن أجرت مع دمشق عند بداية الأزمة مفاوضات غير مباشرة عبر العثماني المريض رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته الأبله داوود أوغلو، فاستعملا باتصالاتهما السورية طريقة الترغيب والترهيب.

هذا الأسلوب الغبي لم ولن ينفع مع سوريا، ولم يرهبها يوماً من الأيام، فقد كان واضحاً أمام القيادة السورية أن أردوغان بات منتشياً بوعود واشنطن بجعل المنطقة أسيرة أنقرة وتل أبيب، أي بين فكي كماشة أمريكية.

وأرسلت الإدارة الأمريكية عبدها متمشيخ قطر إلى طهران لنفس الغاية، وكذلك لتوفير نوع من الأمان لقوات حلف الناتو في أفغانستان، لكن المتمشيخ خرج من لقاء أحمدي نجاد وهو ممتقع الوجه، لأن الأخير سأله عن مساحة قطر، وإن سيكون لها موقعاً على الخريطة العالمية ولاسيما عند لعب المتمشيخ مع الكبار.

إذاً... ما هو حجم الحصى أمام جبل عظيم!!...

القيادة السورية انتصرت على المؤامرة الدولية وسجلت الكثير من النقاط الإضافية الإيجابية لصالحها، وفضحت مشروع التآمر بأبعاده العربية والإقليمية المختلفة، وفضحت صهينة العديد من قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي، كما عرَّت المهزوز نبيل العربي والذي تمحور دوره في الأزمة، حول نقل الأكاذيب القطرية والسعودية التي بظاهرها تتحدث عن حرية مزعومة، وبباطنها الخيانة وسفك دماء السوريين.

جامعة الأعراب الصهيونية بحاجة لنسفها من جذورها الإسرائيلية، وتأسيس جامعة حقيقية للعرب، سيما وأن هذه الحظيرة لا تحوي إلا ذئاب الرجعية ووحوش تسفك الدماء بدون أي رادع أخلاقي أو وازع من ضمير.

القيادة السورية مرتاحة مطمئنة، فالغرب يعرف حق المعرفة أن سوريا ليست ليبيا، ويعلم بأن أي عمل عسكري ضدها سيؤدي لنتائج محرقة، وباتت دمشق هي من يضع خطوط اللعبة الآن في المنطقة، وهي التي أعادت موسكو عبر أزمتها، لواجهة الحدث العالمي لتلعب بدوري الأضواء الدولي مجدداً.

فهل ما زلت يا سعد الحريري منتظراً ومقتنعاً بأنك ستتوجه إلى بيروت بطائرتك الخاصة عبر دمشق!!...

ستنتظر لقيام الساعة أيها الغلام...

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» كفاكم يا سادة... مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» رمز الشموخ والكبرياء...مضر جلال خيربك