إنه نداء الواجب والمصير: أنا عربي سوري من فلسطين- كمال جميل طهبوب

إنه نداء الواجب والمصير: أنا عربي سوري من فلسطين- كمال جميل طهبوب

أيها الإخوة الأحبة، يا أبناء شعبنا العربي السوري في فلسطين. يا أبناء القضية المحور والمفصل التي تحدد دون شك معالم وجودنا وكرامتنا وسيادتنا وعزتنا، في وطننا السوري وعلى مساحة أمتنا العربية جغرافياً وإنسانياً. يا أبناء القضية الخندق الأول المواجه لكل قوى الاستعمار والهيمنة والعنصرية والأصولية بكل ممارساتها الإجرامية. يا أبناء فلسطين الذين يُضنيهم الاحتلال وتشقيهم الخيام وتلاحقهم فلول المتآمرين من الأعداء وأدواتهم وهم يسعون باختلاف أساليبهم الخبيثة لاستلاب ما تبقى من هويتنا، من ذواتنا في الجسد والنفس والروح.
يا أبناء وطني وأهلي، هذه الأيام في تاريخنا النضالي هي ليست ككل الأيام وعدونا ومن يدعمونه يغلو في حقده إلى أبعد مدى ... مدى الجبان الذي يستطيع في مواجهة القوي المكيل.
يا أبناء وطني وأهلي، هذه الأيام هي ليست ككل الأيام وقد تعرّت الأنظمة العربية التسووية والوهابية الأصولية والأحزاب الإخوانية والتكفيرية من أوراق التوت وكشفت عن صهيونيتها المتلطية خلف العباءات وتحت كثير من العمائم وخلف بعض ربطات العنق الأكاديمية المدعاة. يا أبناء وطني وأهلي هذه الأيام ليست ككل الأيام وقد انزلق أصحاب القرار من أبناء فلذة كبدنا من (أوسلويهم إلى إخوانهم) في مستنقع الاستسلام والتخاذل تحت عناوين مختلفة ولكنها في الحقيقة تتلاقح في مذاقها المر ورائحتها النتنة.
يا أبناء وطني وأهلي هذه الأيام ليست ككل الأيام وقد تطاول أعداؤنا إلى جسد ما تبقى من الوطن (سوريا) لإسقاط ما تبقى من القيم، ما تبقى من الأمل، ما تبقى من الحلم. وهذه الأيام، يا أبناء وطني وأهلي هي التي تفرض علينا أن نقف بشموخ المناضل والمقاوم والمدافع عن هويته الفلسطينية وعن وطنه (سوريا بلاد الشام) وعن أمته العربية فما بعد لن ينفع الندم، ولنسأل معاً في كل ما يطرح من أضاليل قد ينطوي الكثير منها تحت عنوان الحق الذي يراد به باطل ولنجب بموضوعية ولنعمل تحت سقف الثوابت وبمواصفات الصبر والإرادة وبتوق الحلم وانطلاقة الأمل المرتكزة على الإيمان... الإيمان بحقوقنا وبذواتنا.
أولاً- لماذا لا نتفق، والحقائق واضحة، بان الحقبة العثمانية التي دامت أكثر من أربعة قرون هي المسؤولة الوحيدة باستبدادها و عنصريتها القومية وانحراف سلاطينها عن واجباتهم وانغماسهم في الفحش المالي والأخلاقي، عن تخلفنا حتى أصبحنا في الحضارة في الخطوط الخلفية لحركة النهضة العلمية والفكرية ولتتمكن قوى الاستعمار الغربية من استباحة إرادتنا وتقاسم قدراتنا على ولائم مخططاتها؟ أليس العرب أهل الإسلام ومنبعه كانوا يلهثون تحت حكم هذه الدولة في الصفوف البعيدة من حيث الحقوق والواجبات؟ هي أسئلة لمن يريد الآن وتحت شعارات مزخرفة استعادة الاستبداد العنصري والتخلف ليتحكم في حركة مجتمعنا وعلى قياس العنصرية الصهيونية التي نواجهها من خندق التناقض إلى درجة الصراع على الوجود بكل معاني هذه الكلمة.
ثانياً- أليست الدول الاستعمارية الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا ووريثتهما الولايات المتحدة الأمريكية هي التي احتلت وتحتل بلادنا وبأشكال مختلفة وجزأت أوطاننا واستباحت قدراتها وإمكاناتها وخلفت بعد رحيلها أدواتها من أنظمة الخليج إلى الأنظمة الملكية، ودعمت أحزاباً إسلامية وليبرالية حسبما تقتضيه المصلحة لخدمة غاياتها ومصالحها مقابل مصالح رخيصة وقصيرة النظر لهذه الأدوات؟ وأليست هذه الدول الغربية ديمقراطية في بلادها استعمارية وداعمة للاستبداد في بلادنا؟ وكيف تلتقي الديمقراطية مع الاستعمار لولا فصلهم العنصري لشعوبهم عن شعوبنا؟ وكيف نسمح لكل من يستظل ليس بأرديتهم بل بسراويلهم وأحذيتهم ممن يُحسبون على جلدتنا أن يكون له مكان في فعل سيادتنا وإرادتنا وكرامتنا؟

» الحوار: هو أصالة وثوابت - كمال جميل طهبوب
» سوريا التي إليها الانتماء، ولها العشق حتى الفناء - كمال جميل طهبوب
» جميل: مهمة "جنيف 2" منع التدخل الخارجي والتأسيس لحوار سوري-سوري
» عربي برس يكشف عن إسم ضابط سوري منشق يعالج في لبنان
» عربي برس ينشر رواية إنشقاق ضابط سوري خُطف في سرمدا