نداء إلى أبناء سورية .. عودوا إلى حضن الوطن .. بقلم: مي حميدوش
دائماً علينا أن نراجع التاريخ لأننا نستفيد من الدروس التاريخية لنحافظ على الحاضر ونبني المستقبل وكما يقال في القصة عبرة , اليوم أحببت أن أكتب بعيداً عن التحليل السياسي والواقع الاقتصادي , ولأن الحل الاجتماعي يلعب دوراً مهماً في الخروج من الأزمة الحالية التي يعيشها الوطن, علينا أن نأخذ العبر من التاريخ , يروى أن أسرة مكونة من زوج غني وامرأة فقيرة مر عليهما فترة من الزمن ولن ينجبان ولأن المرأة الفقيرة خافت من تفكك أسرتها وشكت أمرها للجارة التي سارعت بالفتوى المرعبة وهي إقامة علاقة مشبوهة مع احد الرجال لعل هذه العلاقة تنتج طفلاً يرث أبيه ، ولأن الجارة مسرفة في الوقاحة والفجور ألحت كثيراً وعقدت اتفاقاً مع أحد الرجال وأعطت موعداً للفعل المشان ، تضيف الحكاية أنه وفي الليلة المقررة لفعل الجريمة قررت المرأة الفقيرة أن تعود إلى جذورها الأصيلة وقالت لا والله إن لم يكن بالحلال وإرادة الله فلن يكون ورفضت الفعل الحرام.
رزقت المرأة بعد صبرها بمولود من زوجها وكبر الولد فقررت أن ترعاه وتربيه تربية صالحة وأن تقوم بكامل المسؤولية بعد وفاة والده وأرسلته إلى مدرسة الأبرار وهي مدرسة الحكيم سقراط.
قالت الأم يا بني هذه زوادتك وهذا الدرهم تدفعه للمدرسة لتعطيك كتابا ودفتر.
وفي الطريق صادف وجود أحد الأطفال ممن يرافق هذا الولد وكان ذاهباً إلى المدرسة الأخرى وهي مدرسة السفسطائيين التي تعلم طرق الوصول إلى الزعامة والسيادة وبعد حديث طويل قال الطالب السفسطائي لماذا تذهب إلى مدرسة سقراط هنا في مدرستي يدفعون لكل طالب درهم عن كل يوم يحضر فيه , فاذهب معي ولكي لا تغضب والدتك لا تبح لها بما أنت فاعل فتأخذ منها درهما وتأخذ من شيخنا في المدرسة درهماً , كاد الولد أن يفعل ولكن تذكر وصية أمه فقد قالت له يا بني إن سقراط لا ينطق بالكذب مطلقاً وهو حكيم البلاد .
ذهب الولد إلى المدرسة وفي الباب رآه سقراط فقال : لو أنها فعلت لفعلت.
لم يفهم الولد ما يعني سقراط ولكنه عندما كبر ووعي الكلام قال لوالدته : يا أمي الغالية ألم تقولي إن سقراط لا ينطق إلا بالصدق .
قالت الأم: بلى يا بني .
قال الشاب ماذا يعني سقراط بقوله لو أنها فعلت لفعلت.
بكت الأم وسردت الحكاية التي جرت معها ومع الجارة الفاجرة.
قالت الأم : يقصد سقراط لو أني قبلت بيع شرفي وكرامتي لقبلت أنت بالبيع والشراء لشرفك وكرامتك.
لن أطيل في شرح القصة وسأدع لكل أبناء سورية أن يفكروا بما حل في وطنهم الذي عاشوا وتربوا فيه، هل تستحق سورية أن نكون جاحدين لها، ليس هناك أعظم من حب الأرض العزيزة التي يعيش الإنسان على ثراها ويسطر أبناؤها تاريخهم وأمجادهم ومنجزاتهم وحب الوطن لا يحتاج إلى مساومة أو مزايدة ومجادله , ولا يحتاج لشعارات رنانة أو آلاف الكلمات , بل يحتاج إلى حبنا وأصواتنا التي تنطق به.
في قلب كل فرد منا نبضات عشق وحب للوطن وفي أحشائنا انتماء يزداد مع كل فرحة انتصار أو كل زلة انكسار ويبقي الوطن خالداً في القلب ما دام القلب ينبض بالحياة.
هي صرخة نداء أحببت أن أطلقها إلى أبناء سورية عودوا إلى حضن الوطن فالوطن للجميع , بيد نبني ويد نحمي , ودائماً شمس الوطن تشرق على الجميع.