صحفي ألماني : المعارضة المسلحة في سوريا و التي يقودها الغرب ستفشل

صحفي ألماني : المعارضة المسلحة في سوريا و التي يقودها الغرب ستفشل

رأى الصحفي الألماني مانويل أوكسنرايتر أن المعارضة المسلحة في سوريا و التي يقودها الغرب ستفشل، أن الدول تدعم جماعات خطيرة مثل تنظيم القاعدة، وذلك بهدف زعزعة استقرار سوريا و محاربة الجيش السوري على حساب المواطنين السوريين الأبرياء الذين لم يقترفوا أي جريمة سوى أنهم يدعمون حكومتهم

وأضاف مانويل في مقابلة مع محلة "فورن بوليسي": " الأمر لا يقتصر على القاعدة، فهناك أيضاً ميليشيات مسلحة أخرى تسللت إلى سوريا العام الماضي، و هي تحارب الآن بالوكالة عن القوى الكبرى في أنقرة و الرياض و الدوحة وواشنطن ، و هذه الحرب أقل كلفة و أكثر ملائمة من أن تشن تلك القوى حرباً تقليدية ضد دمشق ، فما عليها سوى إمداد هذه المليشيات بالرجال و السلاح و تقديم الدعم و الخدمات اللوجستية و الاستخباراتية و التدريب ".

ومانويل أوكسنرايتر، هو رئيس تحرير مجلة ZUERST الألمانية الشهرية، وله مساهمات في العديد من الصحف و المجلات الألمانية، و أمضى بضعة أسابيع في سوريا العام الماضي، وأرسل تقارير خاصة لمعركة دمشق بالإضافة إلى التطورات الأخرى التي شهدتها البلاد.

وقال الصحفي الألماني " كنت في دمشق في تموز 2012 عندما اندلعت "معركة دمشق" .. ادعت وسائل الإعلام الغربية أن العاصمة السورية كانت محاصرة من قبل عشرات الآلاف من مقاتلي الجيش الحر وأن المدينة ستسقط قريباً ، لكن ذلك لم يكن صحيحاً .. كانت هناك بعض الأنشطة الارهابية في بعض الضواحي و لكن يمكن هنالك شيء من قبيل الحصار أو المعركة الحقيقية."

وتابع" اخترق المقاتلون الارهابيون بعض أجزاء المدينة و أطلقو النار على المدنيين و بعض قوات الأمن السورية .. كنت مع الجيش السوري في منطقة الميدان حين كان يقاتل بعض عناصر الجيش الحر، كما رأيت قتلى من الجيش الحر و هم ليسوا سوريين، في الشوارع".

وأضاف " ليس سراً أن الجمهورية العربية السورية تلعب اليوم دوراً مثيراً للقلق في المنطقة، فدمشق حليف مهم لدولة مثيرة للقلق بشكل أكبر، و هي جمهورية إيران الاسلامية...و بالنسبة للسعودية و غيرها من الممالك كان الربيع العربي فرصة كبيرة لكسب الكثير من التأثير من خلال دعم الجماعات المتطرفة في كل من الدول التي اندلعت فيها الاحتجاجات، لقد حاولوا تكرار الأمر ذاته في سوريا، لكن الوسائل السلمية لم تنجح، فقاموا بتمويل وتسليح المليشيات و المرتزقة المأجورين".

واستطرد قائلا "تركيا أيضاً لديها أجندتها الجيوسياسية الخاصة في المنطقة، و جملة " العثمانية الجديدة حلم " توشك أن تصبح كدولة نوعاً ما ، فالأمر يتعلق بالسيطرة و النفوذ في المنطقة.. تركيا و السعودية و غيرها من دول الخليج شركاء مع الغرب ، و الغرب يعادي طهران بقوة ، وبالتالي فإن المصالح مشتركة للأنظمة الملكية السنية و الغرب في سوريا .. الدولة العلمانية التي يحكمها العلويون و تتحالف مع روسيا لا تصلح في خطة " الشرق الأوسط الجديد ".

واكد الصحفي اللماني أن " تنظيم القاعدة" متورط في اأحداث السورية، وقال "" اعترفت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة بـ " الجهاد " و القتال مع الجيش الحر ضد الحكومة السورية، وهو ما يعني في واقع الأمر خطف وقتل المدنيين وقوات الأمن وتفجير المناطق المدنية ".

وتابع "القاعدة و الميليشيات المسلحة الأخرى التي تسللت إلى سوريا العام الماضي، تحارب الآن بالوكالة عن القوى الكبرى في أنقرة و الرياض و الدوةحة وواشنطن ، و هذه الحرب أقل كلفة و أكثر ملائمة من أن تشن تلك القوى حرباً تقليدية ضد دمشق ، فما عليها سوى إمداد هذه المليشيات بالرجال و السلاح و تقديم الدعم و الخدمات اللوجستية و الاستخباراتية و التدريب ".

وأضاف "هذه المجموعات مثل القاعدة و غيرها تتبع أجندات إيديولوجيات مختلفة تماماً، و ربما هم يعارضون حتى من يمولهم .. بالنسبة لقادة القاعدة فإن الغرب هو " الأحمق المفيد " الذي يجعل يزيد من قوة تنظيمهم و مجموعتهم، في حين يعتقد الغرب أن مقاتلي القاعدة هم " الأغبياء المفيدون .. و ما سيظهر في النهاية، هو ما شاهدناه في بلدنا مثل أفغانستان، حين دعم الغرب الميليشيات المتطرفة ضد الاحتلال السوفياتي ".

ومضى قائلا " هناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، فالمتمردن عموماً لا يحترمون قوانين الحرب ، إنهم مجرمون تعريفاً .. يتقلون و يعذبون و يروعون المدنيين، حتى أسوء الجيوش النظامية في العالم لديها بعض الآليات و الأدوات و المعايير الثابتة في التعامل مع أسرى الحرب و كيفية إنقاذ الأرواح و الممتلكات ، و كيفية الحفاظ على الحرب خارج نطاق المناطق المدنية، و لكن أياً من هذه الآليات ليست موجودة في جماعات كالقاعدة و الميليشيات المرتبطة بها.. إنهم جرافات الحرب، في الوقت الذي يحافظ فيه داعموهم على برائتهم ".

وعن تورط مقاتلين اجانب في سوريا قال " لقد زرت المشفى العسكري في دمشق و قابلت جنوداً سوريين مصابين ، و قال لي ضابط شاب نخن نقاتل ضد العالم كله ، و قال لي الجنود إن هؤلاء المسلحين لا يتكلمون اللغة العربية ، إنهم إرهابيون من من القوقاز و السودان وشمال أفريقيا و أفغانستان و باكستان".

وعن خطاب الرئيس الأسد الأخير قال " أعتقد أن الرئيس الأسد قال ما كان يجب أن يقال في هذه الحالة.. و أرى أن لا نعول على رد فعل المعارضة و الغرب ، فخطاباتهم على الأرجح تمت كتابتها قبل أن يلقي الأسد خطابه، عندما يتعلق الأمر بالنفاق السياسي فالسياسيون الغربيون خبراء حقيقيون ، إنه يدعون أنهم يريدون تغيير النظام في سوريا من أجل الحقوق المدنية والإنسانية ، في الوقت الذي يدعمون فيه النظام الملكي في المملكة العربية السعودية ، فلماذا نستمع إلى أقوالهم؟ ".

وتابع "سوف يتم الحكم على الرئيس السوري من خلال الوعود التي قطعها في خطابه .. أنا شخصياً أعرف أن الكثير من السوريين كانوا ينتقدون الحكومة قبل الأزمة و هم من يمكن اعتبارهم " معارضة "، و لقد قام هؤلاء بانتقاد الفساد في سوريا ، , منذ اندلاع الحرب قاموا بدعم حكومتهم و جيشهم في المعركة ضد الارهابيين الأجانب، و هؤلاء يعتقدون أن الحكومة ستفي بوعودها بعد انتهاء الأزمة ".

وعن جهود توحيد المعارضة قال " مجموعة "أصدقاء سوريا" تعاني من التخبط في سياستها .. كما أن الجيش الحر يتألف من مجموعات كثيرة و من الصعب جداً الجمع بينهم ، وهم سيتقاتلون فيما بينهم بمجرد أن يبتعد عدوهم عن أبصارهم ، كما أنه من الصعب التنسيق و الجمع بين الجماعات السلفية و النشطاء المدنيين، وذلك لأن لدى الطرفين فهم مختلف تماماً عن الكيفية التي يجب ان يبنى فيها المجتمع".

وتابع "القوى الغربية تحاول وضع كل هذه الجماعات على خط مواجهة واحد ، و تحاول إجبارهم على خوض لعبة الديموقراطية الغربية مع بعضهم البعض ، و لكن في نهاية الأمر و هو شيء واضح ، فإن الرجال الأكثر وحشية و الذين يمتلكون السلاح الأقوى هم الذين سيحكمون ويقودن الشعب ، وليس الخطباء و الكتاب و الفلاسفة الذين توصي بهم واشنطن و باريس و لندن ".

واستطرد قائلاً "لذلك فإن مشروع أمريكا و أي مشروع غربي يدعو إلى تنظم المعارضة المسلحة سيفشل ، لأن هذه المعارضة عبارة عن مقاتلين ليس لهم علاقة بالناس داخل سوريا ، و قد يكون هؤلاء الناس يملكون بعض الانتقادات حيال حكومتهم و جيشهم ، إلا أنهم يدعمونهم ضد المتمردين و الإرهابيين ".

وعن دور "إسرائيل" في الأزمة السورية قال " بكل تأكيد، سوريا لاعب قدمي في جبهة المقاومة و هي مؤيد معروف لحزب الله اللبناني ، و هي المستقر السابق لمسؤولي حماس مثل خالد مشعل ، بالإضافة إلى جماعات المقاومة الفلسطينية الأخرى كما أنها حليف مقرب من إيران.. ربما ترى اسرائيل أن سوريا هي الدولة الرئيسية في جبهة المقاومة ، و ربما تكون استراتيجيتها تعتمد على أن سقوط سوريا يعني سقوط المقاومة ".

واضاف " في الوقت ذاته، لم يتغير الوضع الاستراتيجي، فسوريا ترفض التدخل الخارجي و تدافع عن نفسها ضد المرتزقة الأجانب الذين يتسللون من الحدود القريبة من إسرائيل .. ربما تحاول تل أبيب دعم بعض الجماعات بالسلاح و الاستخبارت .. و كما قلت انت فإن أنباء أفادت بأن قوات الأمن السورية ضبطت أسلحة اسرائيلية ".

وأردف قائلاً " من وجهة النظر الاسرائيلية، فإن الجمهورية العربية السورية هي عدو .. يمكنك الاتفاق على وقف اطلاق النار اعتماداً على الطرف الآخر ، ولكن ماذا لو أصبحت سوريا دولة فاشلة .. مع من يجب أن تتحدث أو تتفاوض ؟ .. مفاوضات الحكومة السورية حول وقف إطلاق النار مع ما يسمى الجيش الحر لا يمكن أن تكون ناجحة لأن كل مجموعة من الميليشيان المسلحة تتصرف من تلقاء ذاتها".

وختم حواره بالقول " في حال أصبحت سوريا دولة فاشلة ( المقصود هنا سقوط النظام و الاضطرابات و فراغ السلطة ) ، سيكون هناك الكثير من أمراء الحرب ، و سيتم ملئ فراغ السلطة في قلب الشرق الأوسط بلاعبين مع أسلحة أكبر .. قد تتمكن اسرائيل من ابرام اتفاقيات مع 99 % من قادة الميليشيات ، و لكن الواحد بالمئة المتبقية سترسل المسلحين و تطلق الصواريخ على اسرائيل ".

» صحفي ألماني: سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد هي الدولة العلمانية الأخيرة في المنطقة
» قائد الباسيج: الأسلحة التي يرسلها الغرب إلى سوريا ستنقلب على إسرائيل
» أسلحة «الميليشيات المسلحة» التي تقاتل في سوريا في أسواق تركيا
» انقسامات حادة بين أوساط المعارضة المسلحة في سوريا
» قائمة بأنواع الاسلحة التي حصلت عليها المجموعات المسلحة جنوب سوريا