إلى حكومتنا الرشيدة : شعب قال هيهات منا الهزيمة لن يقبل بمصطلح النفط مقابل الغذاء .. بقلم: مي حميدوش
بات الجميع يعلم بأن الأزمة السورية الممولة خليجياً أرخت بظلالها على كافة جوانب الحياة ومن تلك الجوانب المؤثرة، الجانب الاقتصادي، فمع بدء تشكل خيوط المؤامرة اتخذت دول التآمر سلسلة من العقوبات الاقتصادية الممنهجة والتي تهدف إلى تحطيم إرادة الشعب السوري وإذلاله لأنه شعب يمتلك الحضارة الإنسانية ويتمتع بالقومية فهو شعب المقاومة , وبعد مضي قرابة الاثنان والعشرون شهراً على هذه الحرب الكونية مازال الشعب العربي السوري صامداً في وجه المؤامرة متمسكاً بثوابته الوطنية والقومية.
ومع استمرار الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن حيث وقع بين مطرقة الواقع الأمني المتأزم بسبب أعمال العصابات الإرهابية المسلحة وسندان الغلاء المعاشي , كان لا بد للجهات المعنية في الحكومة السورية من اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من هذا الواقع , ونحن هنا لسنا بوارد توجيه النقد أو اللوم لأحد , لأن ما يهمنا اليوم هو القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة السورية حيث كشف السيد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور حيان سليمان عن توقيع البروتوكول الناظم للمقايضة.
وقد أكد سليمان في تصريح لصحيفة "الوطن" السورية نُشر اليوم الثلاثاء 15/01/2013 أنه يتم حالياً التباحث بين الشركات الراغبة في المقايضة ومؤسسة التجارة الخارجية، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً تجسيد هذا الملف بشكل عملي وواقعي بما يضمن انسياب المواد من وإلى سورية.
وذكر معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أن هناك أكثر من خمس شركات من دول مختلفة عربية وأجنبية، أبدت رغباتها في المقايضة وأحيل ملفها إلى لجان مختصة بالوزارة للدراسة.
إن هذه العملية كفيلة بكسر حدة الأزمة التي تمر بها سورية وتساهم بانخفاض أسعارها، وخاصة أن الفترة الماضية شهدت نقص العديد من المواد الغذائية الرئيسية واستيراد القمح لأول مرة في تاريخ سورية بعد أن باعته العصابات المسلحة للسلطنة العثمانية الاخوانية.
ولكن ما يؤلم حقيقة هو العنوان العريض الذي تداولته الوسائل الإعلامية , محلية كانت أو عالمية , فقد جاءت صفقة المقايضة هذه تحت عنوان " سورية توقع بروتوكول النفط مقابل الغذاء " هذا العنوان يعيد إلى أذهاننا التجربة العراقية التي جاءت في مرحلة الحصار حيث سمح للعراق بمبادلة النفط مقابل الغذاء وذلك تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة .
سورية التي طالما قدمت الدعم لدول الجوار وأمدتهم بالماء والكهرباء والغذاء، لن تخضع لمثل هذه البرامج المهينة للشعب السوري، الشعب الذي وقف مع قيادته السياسية وجيشه العقائدي لن يقبل مثل هكذا إهانة.
وهنا يتساءل مراقبون ألم يجد من كتب ذلك العنوان كلمات تعبر عن حقيقة البروتوكول الموقع من قبل الحكومة السورية بعيداً عن العبارات المهينة للشعب السوري.
في عالم الاقتصاد هناك أنواع عديدة للصفقات التجارية ومنها المقايضة والتي عرفت عبر التاريخ بأنها نظام يقوم على مبادلة شيء بشيء آخر فمن يملك شيئاً لا يحتاجه و يريد شيئاً بحوزة شخص آخر يقايض هذا الشخص.
ولكن معنى جملة النفط مقابل الغذاء هي أننا سنقوم برهن كرامتنا مقابل حياتنا وهذا ما رفضه شعبنا وقيادتنا وجيشنا الباسل.
ومن هنا نطلق نداءً لضرورة الالتزام بمعاني الكلمات وعدم ترك المجال لبعض المتحاذقين بأن يملوا علينا مصطلحاتهم لأن شعباً قال " هيهات منا الهزيمة " لن يقبل بأن يرتهن لمصطلحات وصفقات مذلة.
ملاحظة هامة جداً : الموضوع فهم بهذه الطريقة وبالتالي الشعار مرفوض ( النفط مقابل الغذاء ) , أما إذا كانت المقايضة (الغذاء مقابل النفط ) .. أي أن سورية تقدم المواد الغذائية من زيت الزيتون والحمضيات وغير ذلك مقابل أن تحصل سورية على المشتقات النفطية في الظروف الحالية , فلا بأس بذلك .