سقوط الطائرة دهشة سلطنة أردوغان وخيبة معارضي اسطنبول - سعدالله الخليل

سقوط الطائرة دهشة سلطنة أردوغان وخيبة معارضي اسطنبول - سعدالله الخليل

سقوط الطائرة دهشة سلطنة أردوغان وخيبة معارضي اسطنبول

خاص "توب نيوز"

سعدالله الخليل

لم تكد فرحة الخميس بصفوف المعارضة السورية تكتمل حتى أتت صفعة الجمعة فبعد أن قرر حسن مرعي الحمادة الفرار بطائرته إلى الأردن وطلبه لجوء سياسي أعطي له على عجل ما رسم البسمة على محيا المعارضين، إنقلبت البسمة دمعة فجأة بعد أن تمكن الدفاعات الجوية السورية من إسقاط مقاتلة حربية لعرابي المعارضة السورية، رسالة بالغة الأهمية ورد موجع أتى بعد يوم واحد من فرار الطائرة وطيارها، لتقول بأن الدولة السورية ما زالت تتمتع بقوتها، مقابل رد ضعيف من حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي تخبط بنفي الخبر بداية ثم نفي النفي لاحقاً.

تعاطي أردوغان مع إسقاط الطائرة على الأراضي السورية يشبه موقفه لدى اندلاع الأزمة الدبلوماسية بينه وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حيث بدا متفاجئاً باتهام المالكي له بالتدخل بالشأن الداخلي لبلاده كما هو متفاجئ الآن، بل ومصعوق، بالرد السوري شديد الصرامة، ولم يكن يعتقد أن رئيس الوزراء العراقي سيدافع عن سيادة بلاده كما لم يكن يعتقد أن الجيش السوري سيدافع عن سيادة بلده، وكأنه اقتنع بأن شعوب المنطقة تحتاج لقيادته ولإلهامه ولا عزة وطنية لديها.

حالة من التضليل عاشها أردوغان الذي يعتقد أنه انتقل لمرحلة السلطنة، التي تبيح له التدخل العشوائي في شؤون الدول. وكان يظن أنه ارتفع مرتبة في سلم التصنيف العالمي للأعراق حتى قارب دولاً استعمارية كبريطانيا وأمريكا التي اعتادت التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى. فمارس لعبة تكرار الاختراق أكثر من مرة معتقداً انه يمارس ضغطاً نفسياً على قيادة سورية الجليدية المزاج. والمسؤول الأول عن التضليل وزير خارجيتة "أحمد داوود أوغلو" الذي يعتقد أن يسعى لإيصال تركيا إلى مصاف الدول العظمى، وبقيادة سليل سلاطين بني عثمان فأتى إسقاط الطائرة بمثابة الصفعة التي أربكت مفاصل القيادة التركية. فحكومة حزب العدالة ضربت الرقم القياسي في الصمت ففي حادثة سفينة مرمرة صمتت تركيا ثلاث عشرة ساعة قبل أن تقدم روايتها للأحداث فيما مرت أكثر من أربع وعشرين ساعة، لم تقدم بعد رواية رسمية حول إسقاط الطائرة . ولم تبين أسباب تواجد الطائرة في المجال الجوي لدولة أخرى. وحتى الإجتماع العاجل، الذي جمع رؤساء الحكومة والجيش لبحث القضية، انتهى دون بيان رسمي، مما يدل على انتظار أنقرة لتصريح سوري رسمي مهدئ تبني عليه لانقاذ سمعتها أمام جمهورها في تركيا وسورية، والذي كان يتوقع تصعيداً هوليوودياً ضد سورية. لكن الدبلوماسيين السوريين، ببرودة دمهم المشهورة، أثبتوا أنهم سادة الحروب السياسية، واستطاعوا أن يحافظوا على الإنجاز الذي قدمه العسكريون ترافق بحالة تخبط كبرى بدت على المواقف فبعد أن أكد غول وأردوغان إسقاط المقاتلة العسكرية بالمياه السورية عاد أوغلو ليقول بأن الطائرة طائرة إستطلاع .

إسقاط المقاتلة التركية أصاب المعارضين السوريين في الصميم وما زاد الطين بلة الرد الضعيف للأتراك، فالمعارضة إعتبرت ان الكارثة التي حلت بالأسطول الحربي التركي نالت منها بقدر نيلها من السمعة المتأرجحة لحكومة اردوغان فبعدما كان المعارضون ينظرون إلى تركيا على انها خط الدفاع الأول عن الحراك الشعبي المعارض، إنقلب الموقف فبات مطلوب منهم تقوية معنويات الجيش التركي دفع مجلس اسطنبول يلفت لإعداد بيان شديد اللهجة يستنكر فيه التعرض للمقاتلة، ولكن ما إن ظهر اردوغان وكلامه المسالم حتى عاد المجلس عن قراراته، فلا يمكن للمجلس أن يكون ملكي اكثر من الملك اردوغان نفسه".

» سيد قطب ملهم ساسة الاخوان المسلمين : سعدالله الخليل
» انقلاب موسكو بمنظور اوروبي ...اعداد سعدالله الخليل
» هذه هي آخر صور «selfie» قبل سقوط الطائرة الماليزية في بحر جاوة
» سقوط أسطورة أردوغان الذي لا يقهر
» الموساد خدع أردوغان شخصياً في قصة الطائرة السورية