انقلاب موسكو بمنظور اوروبي ...اعداد سعدالله الخليل


	إنقلاب موسكو بمنظور أوروبي ... إعداد سعد الله الخليل
	إنقلاب موسكو بمنظور أوروبي ... إعداد سعد الله الخليل لطالما عقد ساسة القارة العجوز الأمال على تغير السياسة الروسية حيال الأزمة السورية، والتي رأى فيها بعض مفكري السياسة الغربية مواقف نابعة من سياسات وتحالفات عابرة، فيما يتهم عارفي خبايا العلاقة التاريخية السورية السوفيتية أصحاب هذه الرؤية بقصر النظر. ثبتت التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلادمير بوتين حالة اليأس التي أصابت أصحاب القرار الأوروبي فور إعلان الكرملين التشكيلة الوزارية للحكومة الروسية الجديدة، باحتفاظ سيرغي لافروف بحقيبة الخارجية حيث استبعدوا الإنقلابات المتوخاة في استراتيجيات موسكو يما يتعلق بسورية والعراق وإيران. لم تستغرب المراجع الأوروبية حال اليأس الناجمة برأيها، عن غلبة المواقف الإيديولوجية على الجوانب الاستراتيجية التي تتحكم بتفسير الدوافع الحقيقية لموسكو وخبرتها بمواجهة خطر الأصولية الإسلامية "الجهادية"، بعناوين عدة كتنظيم "القاعدة" و"طالبان"، حين كانت إحدى أذرع الولايات المتحدة وحلفائها بمواجهة الإتحاد السوفياتي، كما أنها تأتي من ضحالة مستوى معرفة بعض الخبراء بالموضوع السوري، واستهانتهم غير المبررة بموقع دمشق المميز على الساحة الإقليمية والدولية، بعدما تبين لها حجب الدعاية السياسية المحكمة، للرؤية الواقعية لما يجري من أحداث من جهة أخرى". ومن الأمثلة التي تكشف أسباب استهجان الخبراء وبعض الدوائر الأوروبية استنادها لمعطيات مغلوطة كتبسيط أسباب التحالف السوري الروسي كتحالف عابر بين حكام موسكو ودمشق، إضافة لتوقعهم قلة شغف السوريين بالروس على مختلف الأصعدة، ومشاركة روسيا الميدانية بما يجري بسورية،والتقليل من أهمية مرفأ طرطوس من الناحية الاستراتيجية. يسعى القارئين الأوربيين العارفين لتقديم معطيات أوروبية ترسم العلاقة الروسية السورية، وفق نقاط أهمها رفض موسكو المبدئي، سعي للغرب لإطاحة بالأنظمة المناوئة له، وعدم رغبتها باي تدخل خارجي، مهما كان شكله يشابه ما يجري في الشيشان وأبخازيا وغيرهما. فمحاولات إقناع القيادة الروسية بتغيير موقفها بمجلس الأمن باءت بالفشل، لأن"المؤمن لا يلدغ من الجحر الليبي مرتين"، فيما التعاون العسكري بين روسيا وسوريا قديم جداً، ومن اكتشف اليوم العلاقة الوطيدة يتجاهل أمرين إجادة ثلاثة أرباع القيادات العسكرية السورية اللغة الروسية لتدربها بالاتحاد السوفياتي، ووجود أكثر من مئة ألف روسي مقيم في سوريا منذ سنوات طويلة،فلا مجال لطمس الوقائع السورية أو إخفائها عن الحليف الروسي، رغم كل محاولات الغرب وإحتياطاته. وبحسب المصادر الأوروبية العارفة فإن مرفأ طرطوس هو المرفأ الوحيد الذي يستقبل وحدات البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط والإستراتيجي لإظهار قوة موسكو وتنفس هواء المتوسط. وتختم المراجع الأوروبية بفشل رهانات بعض الديبلوماسيين والخبراء على تغيير مواقف بوتين حيال دمشق بعد الإنتخابات الرئاسية، وبإنه من الوهم إحداث أي ثغرة في هذا الصدد على المديين المتوسط والبعيد. دور روسي ينقذ الغرب بعد موجة انتقادات تعرضت لها روسيا لاستخدامها والصين، حق النقض ضد جهود مجلس الأمن الدولي حيال سورية، فقد أدرك الغرب بأن روسيا البلد الخارجي الوحيد الذي يملك أكبر عدد من الأوراق في الأزمة السورية، يمكنها من الضغط باتجاه عملية سياسية ويجنب سورية مخاطر الحرب الأهلية والمواجهات المفتوحة،وتحافظ على علاقتها الاستراتيجية مع سورية، لتعزز مكانتها كلاعب ضروري وايجابي في العالم العربي الجديد كونها طرف مقبول من القيادة السورية وغير مرفوض من المعارضة غير المرتبطة بأطراف خارجية، فيما أدرك المرتبطين بأجندات خارجية عجز مموليهم عن إحداث أي شرخ في المواقف الروسية، فسلموا بدورها البارز بحل الأزمة السورية في ظل فشل دور جامعة الدول العربية والغرب، مما يمنح موسكو فرصة لإظهار نفوذها وضرورة دورها، وحنكتها الديبلوماسية، عبر ترتيب عملية انتقالية لسورية، وهو ما لا تحبذه الولايات المتحدة، فسلمت عندما أدركت أنها لا تمتلك ما تملكه موسكو من نفوذ عندما يتعلق الأمر بسورية.

» سيد قطب ملهم ساسة الاخوان المسلمين : سعدالله الخليل
» سقوط الطائرة دهشة سلطنة أردوغان وخيبة معارضي اسطنبول - سعدالله الخليل
» من يسعى لكوسوفو ثانية في سورية ...؟ اعداد : سعد الله الخليل
» لافروف: موسكو تعمل مع سورية على اعداد خطة لتنفيذ المبادرة الروسية..وعلى خبراء الامم المتحدة أن يعودوا لاستكمال عملهم
» مهمة أوباما بمنظور روحاني