دام برس :
من بين أهم المشكلات المحيطة بموضوع المهجرين السوريين على يد العصابات الإرهابية إلى دول الجوار، انه لا يمكن الحصول على أرقام حقيقية لأعداد المهجرين، ليس فقط لان بعض مهجري هذه البلدان لا يجري تسجيلهم هناك بصفتهم لدى الجهات المعنية، وإنما بسبب أن أعداد المهجرين لا تستقر ابدأ وفيما تحاول بعض العائلات الرجوع إلى الوطن تقوم بعض دول الجوار بمنعهم من العودة وبين الترغيب والترهيب تزداد مأساة هؤولاء.
وطبقاً لما هو معلن من أرقام فان عدد المهجرين إلى دول الجوار، الذي قارب الثلاثمائة ألف نسمة، القسم الأكبر والذي يتجاوز نصف العدد موجود في الأردن، ويقترب عدد الموجودين في تركيا من مئة ألف، وهناك ما يزيد على أربعين ألفا موجودين في لبنان، وهناك أكثر من عشرين ألف مهجر سوري في العراق، القسم الرئيس منهم موجود في الشمال بإقليم كردستان. لكن هذه الأرقام لا تشمل كل المهجرين، فكثير من السوريين الذين يعبرون إلى بلدان الجوار بوثائق سفرهم العادية لا يسجلون باعتبارهم مهجرين، إنما زوار أو سياح أو غير ذلك.
ما هو واضح، فان أعداد المهجرين إلى دول الجوار كبيرة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبتهم إلى سكان كل من الأردن ولبنان من جهة، وأضفنا إلى ذلك اعتباراً آخر، وهو أن سيل المهجرين مستمر، وقد يتصاعد على نحو خطير في القريب العاجل نتيجة زيادة العمليات الإرهابية ضد مدن وقرى في الجنوب والوسط السوري , وحسب أجندة الدول الداعمة للإرهاب في سورية , وكيفية توظيفها لهؤلاء المهجرين , وما هو الدور المنوط بهم .
ورغم تفاوت الأوضاع في بلدان الجوار، وتفاوت أعداد المهجرين إلى تلك البلدان، فان آثاراً مشتركة، يتركها وجود المهجرين على واقع تلك البلدان، أبرزها الآثار السياسية، وخاصة لجهة دخول قضية المهجرين إلى فضاء الصراعات السياسية في هذه البلدان، والأمر في هذا شديد الوضوح في لبنان، فيما الوضع في تركيا على العكس تماماً وبكل الأحوال فإن الحكومة التركية تعمل على منع عودة اللاجئين من أجل استخدام ورقة اللاجئين كوسيلة ضغط على القيادة السورية ولكي تبدو الحكومة التركية التي لها اليد الطولى في سفك الدم السوري بأنها تدافع عن الحريات.
ويمكن القول إن موضوع المهجرين السوريين، دخل من جانب آخر حيز التأثير في الخارطة السكانية في بعض دول الجوار، وما ينجم على ذلك من آثار سياسية وأمنية حيث تقوم العصابات المسلحة بعمليات السطو المسلح أضف إلى ذلك أعمال الاغتصاب والمتاجرة بالقاصرات ولا يقل عن الآثار السابقة أهمية ما تركه حضور المهاجرين على الوضع المعيشي في بلدان الجوار، وهو وضع شديد السوء يعاني مشكلات كثـيرة تشــمل ميادين العمل والخدمات الصحية والتـعليمية، إضافة إلى محدودية الاحتياجات الأساسية للعـيش، ما جعل تلك المشكلات تتضخم وتتزايد، وصار الحصول على الاحتياجات بوابة للتنافس بين المهجرين والمواطنين، وسبب مشاكل في بعض الأحيان.
إن واقع بلدان الجوار السوري، واقع مأزوم في اغلبه، ويعاني مشكلات بعضها امتداد لمشكلات قائمة ومتفاقمة في المنطقة , الأمر الذي جعل من موضوع المهجرين، يشكل عامل ضغط على تلك البلدان من جوانب سياسية وسكانية وأمنية ومعاشية، وجعل حكومات تلك البلدان تتبع سياسات، تقوم في اغلبها على عزل المهجرين في مخيمات، وكلها تقريباً نفذت إجراءات أمنية هدفها إحكام القبضة على وجود وحركة المهجرين، وهو ما تم تطبيقه في تركيا والأردن وشمال العراق، فيما اتخذ الأمر في لبنان سياسة اقل حدة في مجالي عزل المهجرين وإحكام القبضة الأمنية عليهم لظروف تخص لبنان.
يشهد التاريخ وكل المنظمات الأممية أن سورية ومنذ مدة طويلة احتضنت أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين وفي إحدى الأيام وتحديدا أثناء عدوان تموز وفي منطقة المهاجرين في مدينة دمشق كتبت عبارة على إحدى الأفران كان نصها ما يلي " الخبز مجانا للإخوة اللبنانيين " تلك الكلمات تقتصر كل المعاني وتبقى سورية قادرة على احتواء أبنائها وقد فتحت القيادة السورية الباب على مصراعيه من أجل عودة أبناء الوطن , وصدر أكثر من عفو بهذا الخصوص , فهل من مجيب ؟