ناصرناك.. فانصرنا سيدي الرئيس

ناصرناك.. فانصرنا سيدي الرئيس

ها هي سورية.. أخيراً ترتدي حلّتها البيضاء، بياض الثلج غطّى الساحات والشوارع، كما غطّى ركام الهدم وسواد المباني المحترقة.. سنتان من حرب الموت وحرب الأعصاب والتفنّن في قتلنا، سنتان من عمر الذاكرة السورية التي لم تستطع خيالات هوليوود أن تتكهن بها، حتى أفلام مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر، كانت أرحم من "ثوار" سورية!!.

سنتان من السواد لأمهات وزوجات وبنات الشهداء، لم تبقَ قرية إلا وأطلقت نساؤها الزغاريد فوق النعوش، كي تقتل الفتنة الطائفية، سنتان وأقلامنا تبكي وهي تنقل حقيقة ما نراه، سنتان ونحن نكبس جرحنا بملح الصمود لنصرة سورية وجيش سورية ورئيس سورية، سنتان ونحن نُحيك أطول علم من مقالات النصرة لسورية، وكي نواجه أفّاقين تستروا بحقوق الإنسان، والحرية والديمقراطية، سنتان والنساء تُخطف، والجثث تُسحل، والأبطال يعلّقون ويشنقون بتهمة انتمائهم لسورية، سنتان ونحن نرى كيف يُرمى البشر أحياء من شُرفات الوطن، وكيف يُقتل جنودنا جماعات، وكيف تُرتكب المجازر تحت صرخات الله أكبر!!.

الثلج غطّى منطقة قرب حمص بالبياض، غطّى أزقتها المتعرجة بين البيوت، أزقة كانت منذ سنة تكتظ بالمهللين، والمكبرين وصرخات النصر، والتكبيرات، فقد وقعت بين يديهم غنيمة حرب!! اصطادوا رجلاً وزوجته الحامل على طريق سفر، تهمتهم أنهم سوريون، قيّدوهم وربطوهم في حبال هيثم المناع والعرعور والغليون، ذبحوا الزوج بسكين قُرئت عليها البسملة أمام زوجته، وجردوا الزوجة الحامل من ثيابها، وساقوها عارية في أزقة تلك القرية تحت شارات النصر وتكبيرات "الله أكبر"، إلى أن سقطت قتيلة على تلك الدروب، شقّوا بطنها وسحبوا الجنين من رحم أمه، ليذبحوه من الوريد إلى الوريد.. سنتان لذاكرة الوطن هل سيغطيها بياض الثلج؟.. وهل هذا بياض ثوب العرس أم بياض الكفن؟!!.

جهّز نفسك يا صديقي، جهّز نفسك يا ابن بلدي، وأنت يا ابن الشهيد ويا زوجة الشهيد، جهّز نفسك يا وطني، سيصمت الرصاص، ويتوفر الخبز والمازوت ويعود الأمان، فقد رضيت أمريكا عنّا، وسنكافئ أزلامها، وسنعفو عمّن اغتصب نساء سورية وعمّن قتل شهداء سورية، سننسى كيف عُلّق الرجال في حماة وجسر الشغور، سننسى كيف رُميت جثث الشهداء في العاصي، سننسى بابا عمرو، سننسى قرقعة الطناجر وشهيق المناع على الجزيرة، سننسى كل الخطف والقتل والاغتصاب، لكن بالله عليكم كيف نستطيع أن ننسى جنيناً ذُبح قبل أن يولد؟!!.

إن امتلكنا ذاكرة السمك ونسينا كل ما حصل، وقبلنا أننا في الوطن سواسية، وقبلنا أن نقف طوابير مع ذوي الشهداء، أمام باب السيد الوزير الخائن هيثم المناع، والسيد الوزير الخائن حسن عبد العظيم، والسيدة الوزيرة الخائنة سهير أتاسي، ليعطونا وثيقة لا حكم عليه، ووثيقة أننا وطنيون، وتغنينا بطرب أصالة نصري عن القائد والوطن، وطورّنا عقولنا بكاريكاتير علي فرزت، وتمتعّنا بمسلسلات حكم البابا، وشاهدنا مسلسلات جمال سليمان وكندة علوش عن التضحية والفداء، إن استطاع أحد منّا أن يفقد ذاكرته ويلغي عقله، لأجل التسامح، والمصالحة الوطنية، فهل يستطيع أن يلغي حاسة التذوق لديه، وهو يشرب من مياه أنهر الوطن، ففي كل فم سوري طعم لجثة شهيد رُمي في أنهر الوطن.

لن أنسى ولن أسامح، ولا أحد يستطيع منعي من الكتابة، ولا من الصراخ، ولا من البكاء، لم ولن أنسى، وأنا المنتصر على الأرض، لن أنسى وجيشنا قدّم البطولات.. لن أنسى والرئيس بشار الأسد كسب المعركة، لن أنسى وسورية هزمت أعداءها وأسقطت أسماء ومحطات إعلامية وهزمت دولاً كبرى.

لِمَ أنسى سيدي الرئيس؟؟ لمصلحة من أنسى، لمصلحة من نعيد الخونة الذين هربوا من شبابيك الوطن لنعيدهم من بوابات سورية، ونضع لهم الحراسة على مواكبهم، وعلى مقرات إقامتهم، ونترك الأطفال المشردين والنساء والرجال المهجّرين يواجهون البرد والجوع على أرصفة الوطن، لمصلحة من؟؟!! هل لمصلحة الوطن أم لمصلحة مَن حارب وقاتل وانتصر؟؟.

سيدي الرئيس: أخاطبك وجهاً لوجه أمام الوطن.. أنت اخترت الحل الذي يُتوّج فيه المجرمون أسياداً لنا، وأنت تعلم أن الخيارات المتاحة أقصر وأفضل لنا وللوطن، تعلم أن خيار التسوية الدولية يمر من خلال إسرائيل، وأن الحكومة القادمة من (العبيد) ستأتي لتوقع اتفاق سلام أو هدنة طويلة الأمد معها.

سيدي الرئيس: أخرج إلى شعبك ومن ناصرك وقلْ لهم حقيقة ما خفي من تفاصيل المبادرة.. قلْ لهم أنك رفضت اتفاق السلام دون عودة الجولان كاملاً.

نحن معك.. في الحرب معك.. في السلم معك، تستطيع أن تُعيد الجولان كاملاً، وعودة الجولان بالحرب نصرٌ لنا، وانسحاب إسرائيل بالسلم نصر لنا.. أخرج إلينا واطرح استفتاءً واترك الشعب يقرّر.

عودة الجولان كاملاً عبر اتفاق سلام أو هدنة طويلة مع العدو بقيادتك أليس انتصاراً؟!.

لا تترك سماسرة السياسة يصلون لمآربهم، الحل سيدي الرئيس أن تكاشف شعبك بالحقيقة، واتركه يختار.

نحن ناصرناك في الحرب وهم خذلوك، فلا تخذلنا سيدي الرئيس.

» سيدي الرئيس بشار الاسد كن ديكتاتوراً
» السوريون للأسد ، ارفع رأسك سيدي الرئيس
» كتب عبد الرحمن تيشوري ... سيدي الرئيس لكم القرار وكل الشرفاء ينتظرون
» احتراماتي … سيدي الرئيس بشار الأسد الكساسبة حرقته سقيفة الدول العبرية
» «سيدي الإمام سامحنا»