«سيدي الإمام سامحنا»محمود هزيمة – خاص الخبر برس
ها قد عاد “آبُ” من جديد، ونحن ننتظر طيفك يظلل رؤوسنا التي أحرقتها شمس الإنتظار، حفظنا وصاياك فرحين أننا كموج البحر، وأغرقنا في أصقاعنا كلماتك، فصرنا أممٌ تغازلُ الشمس.
لم نعدْ نجيد إحتساب العمائم التي حفظت وصايا الرسول، بل صرنا صروح إفتاء تُحيي وتميت، ومحاكم وإماراتٍ تغوصُ جهلاً في تواريخها الرعناء.صار الحلم أن نعبر في عتمة الليل كل قرانا سيراً على الأقدام بلا حراس، لأن نصال الخيانة إخترقت ظهورنا، وأوردتنا هي أغمدةُ السيوف، لا تتعجب هم أبناء جلدتنا، أرادوا طمس بطولاتنا ظناً أن الإجرام هو جواز العبور.
غدت أعراسُنا مغمسةً بالدم، وذاكرتُنا مسحها دمعُ أمهاتنا اللواتي أنجبنَ رجالاً لرفد الثورة تبحثن عن غطاء رأس كثرة الدخلاء على الدين، لسنا بحاجةٍ أن نذكر لك أحوال الثوار على الظلم، صرنا أكبر وأغلى من أي ثورة وثائر وجمع بشري لا حاجة لنا به.
صار العربيُ وحشا كاسراً أعماه التخلف، و يُحتسبُ إسلامُه بعدد الرؤوس المقطوعة والسبايا الجدد والمعلقة على أعمدة الإنارة إن وجدت، لتكون عبرةً للمغرر بهم من أبنائنا إرضاءً للأمير والمأمورين.
أبشر يا سيدي.. صار في الشمال “نبيا”، والجنوبيون لا زالوا ينتظرون شتلة التبغ “وميبراً” يصارعُ أنامل أتعبها العزف المر على خيطانٍ “وصنادل”.
ها نحن ننتظرك، جماهيرنا ثارت من المحيط إلى الخليج تطالب بإيابك ككل آب، لكن آبَ قد آبَ وحيداً كسنواتٍ مضت، أثقَلَها الإنتظار لمستقبلٍ ضائع في “سبر” التكوين.
قُتلت العدالة يا سيدي، والقدس تحررت من “العرب” حيثُ أسكنونا قلوبهم وضغطوا زر الإنتحار، فتناثرت أجسادنا في الأرض وكان قطاف التحرير، وتناسوا أن شرفها يحتاج إلى سواعد المؤمنين الشرفاء.
نعم نحن موج البحر ولن نهدأ في صبح وصاياك، سنهتف بإسم الفلاحين والمعذبين والمحرومين والمستضعفين، يا فالق البحر لموسى رد إلينا الإمام الصدر كي يعود أمل الوجود من جديد.
ها آب قد هلَ ونحن كما نحن نملأُ الأرض شعاراتٍ لفظها الزمن.
وإلى العام القادم ونحن عرب يا سيدي عشاق كلام.