الاسد «سورن الحل» وفتح ثغرة في جدار الازمة بالتنسيق مع حلفائه الاقليميين والدوليين..كمال ذبيان

وقد صارح وزير المصالحة الوطنية رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور علي حيدر الرئيس السوري بشار الاسد، بأن يكون لسوريا مبادرتها، وهي التي تتقدم بها الى السوريين اولاً ثم الى الاصدقاء في العالم ومن يريد المساعدة في الحل، وبذلك تكون الحكومة السورية ومعها النظام بأكمله قد اخرج حلاً سياسياً، وفتح باب الحوار الداخلي الذي لم يقفل ايضاً.
ولاقى اقتراح الوزير حيدر ترحيباً وتأييداً من الرئيس الاسد ومن الحكومة، وبدأ العمل على تظهير افكار او رؤية سورية للحل تحدث عنها الرئيس السوري في خطابه الاخير، ورد على كل من يقول، انه لا يؤمن سوى بالحل العسكري وانه قدمه على الحل السياسي، اذ اعلن في مواقفه من دار الاوبرا في دمشق، ان استخدامه للقوة العسكرية هو بمواجهة قوى ارهابية وتكفيرية.

فما قدمه الرئيس الاسد، هو «سورنة الحل»، الذي لا يختلف كثيراً عن مبادرات سابقة تقدمت بها اطراف عربية واقلمية ودولية، لجهة وقف اطلاق النار ومراقبته، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعديل الدستور واجراء انتخابات نيابية ورئاسية، وهو ما يتطابق مع ما ورد في بنود اتفاق جنيف، الا بمسألة تتعلق بالمرحلة الانتقالية، التي كانت موضع خلاف حول تفسيرها، ..وتحوّل الى الحكومة الانتقالية برئاسة شخصية من المعارضة، أم يبقى الرئيس الأسد في وضعيته حتى العام 2014 موعد انتخابات رئاسة الجمهورية التي يترشح لها كما غيره، على ان يكون الحوار قائماً بين طرفي الصراع حول دستور جديد يأخذ في عين الاعتبار التطورات التي حصلت ما بعد 25 اذار عام 2011، وعدم العودة الى مرحلة حكم الحزب الواحد المتمثل بحزب البعث العربي الاشتراكي.

فما قدمه الرئيس السوري من اقتراحات وافكار، كانت بالتنسيق مع حلفائه الاقليميين والدوليين، مثل ايران وروسيا والصين، وهو رسم خارطة طريق من اجل ان تكون ورقة بيدهم، للتفاوض عليها في هذا الشهر الذي سيفتح في منتصفه لقاء اميركي - روسي، يبحث في الملفات والقضايا العالقة بين اشنطن وموسكو، ومن بينها الازمة السورية التي باتت تطوراتها الدراماتيكية، والتحركات العسكرية المحيطة بها مع نشر صواريخ «باتريوت» اطلسية في تركيا، الى دخول المنطقة بحرب شاملة، كما ان انعكاسات الوضع الدرامي في سوريا بدأت ترخي بثقلها على دول الجوار من العراق الى الاردن ولبنان وتركيا، وهو ما يشكل تهديداً للسلم الاقليمي والدولي، اذ ان الاحداث الساخنة تجري وراء الحديقة الخلفية لروسيا، وعلى مقربة من اوروبا، وعلى تخوم افريقيا.

وفي مبادرته حرر الرئيس السوري نفسه من انه متشبث بالسلطة، عندما شدد على ان الاشخاص الى زوال والسلطة الى زوال، وما يبقى هو الوطن، فأعطى اشارة ايجابية، انه غير متمسك بالسلطة ويتنحى دستورياً في الموعد الدستوري عن رئاسة الجمهورية، وفق ما كشفت مصادر سورية سياسية موالية للنظام، وكانت على اطلاع بما يفكر به الرئيس السوري، الذي بات على يقين ان سوريا اصبحت في مرحلة جديدة، لجهة اصدار دستور جديد، ومشاركة فاعلة لقوى سياسية وحزبية واخرى مستقلة في السلطة، التي لم تعد حكراً على حزب البعث وجبهته التقدمية، وان كل ما يعمل له هو ان لا تسقط سوريا في قبضة تكفيريين او اسلاميين متطرفين، وبتغيير وجه سوريا العلماني الى آخر ديني يقوم على الغاء الآخر وتكفيره ولو من مذهبه الديني، وهو ما تشهده دول عربية تحولت الى انظمة سيطر عليها «الاخوان المسلمون» والسلفيون، وهي تشهد ممانعة لها من قبل مواطنيها كما في مصر وتونس وليبيا واليمن.

الديار