اليهود المصريين.. كلمة الباطل التى أريد بها باطل د .رفعت سيد أحمد

اليهود المصريين.. كلمة الباطل التى أريد بها باطل د .رفعت سيد أحمد

إسرائيل هجرت يهود مصر إليها بالعمليات الإرهابية ضدهم فى القاهرة

حسن فعل د. عصام العريان حين تراجع وبسرعة عن دعوته لعودة يهود من أصول مصرية إلى مصر وإدعائه أن ذلك يسهل عودة الفلسطينيين إلى فلسطين فهذا تبسيط للصراع يعطى من حيث لا يدرى حجة للصهاينة ضد مصر وفلسطين.

وهو بداية للتطبيع المجانى مع العدو ونتمنى منه ومن جماعته (الإخوان المسلمين) ألا يعودوا لبلونات الاختبار هذه ، لأنها تسىء إليهم وإلى جهاد المصريين والفلسطينيين والعرب ضد الصهاينة، والعودة عن الخطأ فضيلة .

الدعوة لعودة اليهود المصريين فى فلسطين المحتلة والذين يقدر عددهم اليوم بحوالى 50 ألف صهيونى نصفهم جواسيس وقتلة للجيش المصرى وللشعب الفلسطينى .

دعوة هؤلاء للعودة تحت أى حجة لهى (كلمة الباطل) التى يراد بها (باطل) ، لأن أهداف من يطرحها اليوم مغازلة أمريكا وتل أبيب وليس البحث عن حقوق الفلسطينيين فليس هكذا تورد الإبل وتعالج القضايا المصرية .

ثمة أسئلة هامة يطرحها موضوع (اليهود المصريين) لماذا اختفوا ،وأين هم اليوم ؟ وماذا يفعلون ؟ وإلى أين تتجه أنظارهم؟ وهل الدعوة إلى عودتهم إلى مصر جائزة أم سقطت وفقاً للدراسات القانونية التى اعتبرتهم مهاجرين بإرادتهم.

منذ سنوات قليلة عثر فى جزيرة ”أبو” أو باللغة المعاصرة ” جزيرة الفنتينى ” فى أسوان ، على عدة وثائق آرامية ، يرجع أغلبها إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، وذكرت أنه بعد خروج موسى بألف عام عاد اليهود إلى مصر من فلسطين حيث آواهم شعب مصر وحماهم من الاضطهاد.

بحسب الوثائق "العلاقات الودية لم تستمر طويلاً" ففي أواخر القرن الخامس قبل الميلاد قام ” بعضهم بالتعاون مع الاحتلال الفارسى، فى حين عارض ” البعض ” الآخر ذلك.

وفى ثورات الوطنيين المصريين ضد الفرس انحازت كل فئات الشعب إلى الثورة عدا هذا ” الجزء ” من اليهود الذين – كما تقول إحدى الوثائق الآرامية – لم يتركوا مراكزهم فى خدمة الفرس ولم توجه إليهم تهمة التمرد،

وتكشف الوثائق القديمة (المصرية – والفارسية – والآرامية) بأن بعض اليهود القدامى، كانوا عيوناً على ” الشعب ” لخدمة المحتل فى حين كان ” البعض ” الآخر مع هذا الشعب فى كفاحه فهل هذا هو حالهم اليوم.

تؤكد السجلات الرسمية أن تعداد اليهود فى مصر عام 1920 حوالى مائة ألف، وأدت الصدامات العربية – الإسرائيلية المتتالية ما بين عامى 1948 – 1956 ، وحركة التأميمات واتهامهم بالتجسس إلى نزوحهم إلى (أرض الميعاد الوهمى) كما صورتها لهم أجهزة الدعاية الصهيونية المكثـفة.

قبل ثورة عبد الناصر كان اليهود فى مصر يتوزعون على ثلاثة شرائح الأولى اليهود المصريين واليهود الأجانب المتمصرين (الحاصلين على الجنسية المصرية) والشريحة الثالثة اليهود الأجانب ممن ظل متمسكاً بجنسيته الأحنبية.

والشرائح الثلاثة بعد هجرتهم الطوعية من مصر وحصول أغلبهم على الجنسية الإسرائيلية وجنسيات أوروبية وأمريكية واغتصابهم لأرض الفلسطينيين فإن حقهم سقط بالكامل فى العودة إلى مصر، و سقطت دعاوى تطالب بعودتهم أو اعتبارهم مصريين.

وفقاً للقانون المصرى من يحصل على الجنسية الإسرائيلية تسقط عنه مباشرة الجنسية المصرية فالمطالبة بتعويض اليهود المصريين بما قيمته 36 مليون مليار دولار الابتزاز بعينه ورغم عدم أحقيتهم بأى تعويض لأنهم خرجوا بإرادتهم.

نطالب بما قيمته 500 مليار دولار تعويضاً لاحتلال سيناء (نهب ثرواتها 1967 – 1982) وهو رقم إحصائى أعددته معاهد دراسات استراتيجية دولية، ونطالب بتعويض عن الأسرى المقتولين (30 ألف أسير) أثناء حروب 1948 – 1956 – 1967.

الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين لم يعامل اليهود – كما حاولت الدعاية الصهيونية أن تصور أن حاييم ناحوم كان عضواً بارزاً فى مجمع اللغة العربية حتى عام 1962 حين توفى ودفن فى مقابر اليهود بالبساتين ، واعتلى عدد آخر منهم إبان العهد الناصري مناصب تربوية وثقافية مهمة، ولم يشعروا للحظة أنهم غرباء أو أجانب ، فقد كانوا مواطنين مصريين.

مقر شؤون السفر والهجرة لليهود المصريين والذي تحول اسمه بعد زيارة السادات لتل أبيب إلى “الجالية الإسرائيلية فى مصر”،استأجرت وزارة التربية والتعليم الدور الثاني والثالث واحتلت الجالية الدور الأرضى فقط ، لأن شئون اقتصرت على يبيع المنازل والسفر ودفن الموتى.

وباعت القيادات اليهودية الحالية بعد فشل اتفاقات كامب ديفيد المعابد اليهودية القديمة مثل معبد حنان فى حى الظاهر والمعبد اليهودى بالدراسة .

حى الموسكى والمسمى بـ ” حارة اليهود ” تحولت بيوت اليهود إلى بوتيكات ومخازن للخردة ، ومعارض لأحدث سلع الانفتاح، وقل ما ترى يهودي فيها.

والوجود اليهودى فى مصر لا يقتصر على مدافن القاهرة فقط ، ففى الاسكندرية توجد أعداد قليلة جداً من المقابر والمعابد تحولت بفعل الزمن إلى أماكن مهجورة ، لا يقترب منها أحد ، وإن اقترب فبالهدم ، أو بالبيع.

حاولت الجالية الإسرائيلية بالقاهرة بالتعاون مع السفارة الإسرائيلية والمركز الأكاديمى الإسرائيلى سرقة التراث المصرى فى شقه اليهودى وبخاصة وثائق الجينزا الشهيرة،وكانت سلطات الرئيس المخلوع تسمح لهم بذلك للأسف الشديد .

فى كتاب يعد مرجعاً فى مجاله للصحفى الإسرائيلى (عاموس إيلون) بعنوان (رحلة إلى مصر) يقول” عندما وصلت شارع عدلى وجدت داخل المعبد اليهودي عدد من الرجال المسنين وصبى صغير، وكان صدى ترانيم الذكور الحزينة تملأ الحجرة الخالية” .

تؤكد الوثائق والأرقام أن عدد يهود مصر داخل إسرائيل يقترب من 50 ألف أصبحوا الآن إسرائيليين قلباً وقالباً ولا يجوز أو يحق نعتهم بالمصريين، بعد مشاركتهم فى جرائم إسرائيل ضد مصر وجيشها وضد الشعب الفلسطينى.

وما تبقى من يهود مصر أصبحوا مواطنين فى بلاد أوروبية وأمريكية أما يهود مصر الذين بقوا فيها فوفقاً لآخر إحصاء رسمى يقترب من الـ 5 آلاف يهودى أغلبهم كبار فى السن بلا عمل يعيشون على عطاءات السفارة الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية الدولية.

بعض كبار رجال الأعمال من اليهود متوسطى السن، يملكون الآن أكثر من 18 شركة استيراد وتصدير وصناعات محلية، وأغلب استيرادها من إسرائيل،ويقدر رأسمالها بأكثر من 500 مليون دولار، بعضهم اتهم فى قضايا تجسس.

الملاحظ أيضاً أنه لا توجد فى مصر أية جهات رسمية لمتابعة مشاكل ومصالح ونشاط اليهود المصريين بالقدر الكافى وساعد التجاهل الرسمى للوجود اليهودى المصرى ، فى استغلال إسرائيل لهذا الوجود دعائياً فى تفريغ مصر منهم وفى تجنيد بعضهم.

وفى تشويه حقيقة العلاقات التى ربطت تاريخياً بين اليهود المصريين وباقى أبناء الشعب المصرى، وفى استخدامهم كأداة جذب للإسرائيليين من أصول مصرية تحت دعوى استرداد أملاكهم كوسطاء .

دعونا نسأل هل يتحرك أحد وتبدأ رحلة البحث عن ”اليهودى التائه” فى حوارى مصر القديمة وهل تبدأ حملة الحماية للمقابر وللمعابد وللوثائق اليهودية المصرية القديمة ، باعتبارها تراثاً مصرياً وليس إسرائيلياً كما تروج إسرائيل.

مجرد تسـاؤلات حائرة تبحث عن إجابة تليق بثورة كان أحد أبرز شعاراتها الاستقلال الوطنى والكرامة وليس دعوة من يسموا زيفاً (اليهود المصريين) الملوثة بدماء الفلسطينيين والعرب للعودة إلى وطن لا أظنه يرحب بهم أبداً !!.(س.خ)

» قطر.. أسرار الخزينة التى لم يفتحها أحد ( الحلقة الأولى )
» صفقات السلاح التى تشتريها السعودية ولا تستخدمها .. لماذا ؟
» من الباطل الى الحق في ثلاث
» أحمد جبريل يتهم مشعل وقطر بإغتيال أحمد الجعبري
» وانتصر الحقّ على الباطل.. مسرحيّة براءة المرزوق!