قنديل: لا أمن لأي دولة عربية إلا عبر الانخراط بعملية مواجهة الاحتلال الصهيوني ...

قنديل: لا أمن لأي دولة عربية إلا عبر الانخراط بعملية مواجهة الاحتلال الصهيوني ...

في حوار له على قناة العالم، أكد النائب السابق ناصر قنديل رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات، أن سماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، حذر بكلمته الأخيرة مما يجري من أحداث في المنطقة، كما أعطى تحذيره بصورة أكثر خطورة وإلحاحاً، وذلك لإظهار مدى الخطر الذي يحيط بالمنطقة.

كما حذر السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير من مشروع التقسيم القائم في المنطقة، ودعا للحفاظ على وحدة الدول العربية والإسلامية.

فالحدث العراقي كان الأبرز بخطاب السيد حسن نصر الله، إذ من الملفت حقاً من يقف وراء تصعيد الوضع الآن في العراق، ومن يسعى لإشعاله أمنياً.

فقد حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، المقاتلين الجهاديين من الوقوع في الفخ الذي نصبه لهم الغرب وبعض الأطراف الإقليمية والعربية، ويرى السيد نصر الله أن هؤلاء المقاتلين قد تم استدراجهم إلى فخ محكم، ليدخلوا إلى المحرقة السورية، وذلك لأن الغرب يريد التخلص منهم.

كما إن السيد نصر الله طلب من اللبنانيين حكومة وشعباً فتح الأعين جيداً لما يحدث في سوريا، لأن أزمتها قد تنتقل إلى لبنان والجوار في حال استمر البعض على التمسك بأوهامهم الصغيرة.

مضيفاً أن أزمة سوريا باتت تشكل محور الحدث في العالم، فبرنار لويس قدم خريطة فيها دولة الشيعة الكبرى تبدأ من العراق وصولاً للسعودية، ودولتان في السعودية، وكذلك تقسيمات على مبدأ طائفي في كل من سوريا ولبنان.

فمخطط برنار لويس التقسيمي لم تقبله جميع الأطراف، وهو أكد لهم بأنهم سيضطرون له عاجلاً أم آجلاً، سيما وأن برنار ومن ورائه القوى الرجعية يسعون جاهدين لتقسيم المنطقة على أسس طائفية تفتت شعوبها، وتحيل دولهم إلى دويلات وإمارات صغيرة متناحرة ينهشها الاقتتال الطائفي.

ولفت قنديل إلى أن السيد حسن نصر الله أكد أن التكفيريين هم من صنيعة الغرب الذي يريد تقسيم الأمة العربية والإسلامية من خلالهم إذا لم يتم إسقاط أنظمتها بطرق يقال عنها سلمية، فتونس ومصر غيروا الأنظمة فيها سلمياً، إلا أن الواقع الاقتصادي والأمني وحتى المعيشي فيهما متعثر جداً، وهذه البلدان على حافة هاوية الانهيار الاقتصادي الكامل ومن ثم ستعاني كثيراً من تداعياته، ما سنعكس سلباً وبشكل أكيد على تلك الشعوب.

مشيراً إلى أن السعودية التي صدرت للعديد من الدول مجموعات تكفيرية تمتهن العنف الدموي والخراب، لن تكون بمأمن من وصول هذه الاضطرابات الخطيرة إليها، عبر ذات المجموعات الأصولية التي هي من ساهم بصنعها.

ووصف النائب قنديل الحالة السورية بمشروع يوغسلافيا الجديدة، فقد صدر أقطاب الأزمة السورية أكثر من 11 ألف مقاتل ليشاركوا المجموعات المسلحة حراكها على الأرض السورية، في محاولة ترمي لتقسيمها من خلال هذه المجموعات وما تقوم به من أعمال عنيفة.

وأشار إلى أن أقطاب الأزمة السورية قد أحضروا جورج صبرا المسيحي ليؤكد أن جبهة النصرة هي الداعم الكبير للحراك في سوريا، وأنها القادرة على دعم ما يسمى بالثورة السورية، ومؤكداً على أن الحسابات الغربية الاستعمارية ترى في سوريا حجر عثرة كبير أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولا بد من إزالتها من أجل تحقيق أهدافهم الاستعمارية في المنطقة.

مؤكداً أن لا أمن لأي دولة عربية إلا عبر الانخراط في عملية الوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني ومصالحه التي لا تنتهي أو تنضب في المنطقة العربية والإسلامية.

منوهاً بأن الأمن الوطني السوري استطاع الوقوف بقوة وصلابه بوجه حرب دولية تستخدم فيها كل الأسلحة وأساليب الأذى والتدمير، بدء من الإعلام المضلل وصولاً إلى المال والسلاح التي يمول بها الغرب وحلفائه، المجموعات المسلحة في سوريا.

مشيراً إلى أن سوريا قد تأذت كثيراً جراء هذه الحرب الدولية عليها، ولا سيما بنيتها التحتية ومعظم إنشاؤه خلال 40 عاماً، وقد تحتاج سوريا لسنوات طويلة للعودة إلى ما كانت عليه قبل بدء أزمتها منذ ما يقارب العامين وحتى اليوم.

لافتاً إلى أن تنظيم القاعدة وأذرعها على الأرض كجبهة النصرة، قد فجروا الأوضاع الأمنية في العديد من الدول وعاثوا فيها خراباً وتدميراً، ومستغرباً سبب ابتعاد تنظيم القاعدة عن مهاجمة الكيان الإسرائيلي، سيما وأنه منذ نشأته لم يصوب فوهة البندقية ولو لمرة واحدة تجاه العدو الصهيوني.

مضيفاً أن الذين ينخرطون بالتنظيمات والتشكيلات والحركات التكفيرية، هم إما من الذين يقتنعون بهذا الفكر والتوجه، أو هم من الذين تتم السيطرة على عقولهم وتحريكهم وتوجيههم كيفما يشاء قادة هذه التنظيمات.

فتأسيس تنظيم القاعدة لم يكن عملاً سرياً بل هو عمل علني مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية لتنفيذ الأجندة المطلوبة في منطقة الشرق الأوسط.

من جانب آخر، أكد النائب ناصر قنديل على أن الإخوان المسلمين منذ قرن من الزمان يعدون في حال وصولهم للسلطة، بحل قضايا الأمة العربية والإسلامية، لكنهم حتى اليوم لم ينفذوا شيئاً من وعودهم.

فجل ما فعلوه الإخوان المسلمين عند وصولهم للسلطة في تونس ومصر هو مكافحة ومحاربة الملاهي الليلية والعديد من الأمور المجتمعية الداخلية البحتة، ولم يحركوا ساكناً تجاه ما يجري في الدول العربية والإسلامية.

متسائلاً عما قدمه إخوان مصر للقضية الفلسطينية، ومؤكداً أنهم حصلوا على شكر من البيت الأبيض على حسن إدارتهم لاتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

وما يحصل حالياً في مصر وتونس، عبارة عن مقدمة لما يجري في سوريا والعراق وغيرهما من الدول التي انفجرت فيها الأوضاع الأمنية.

هذا وأكد النائب السابق ناصر قنديل رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات، على ضرورة أن يعي اللبنانيون مدى المؤامرة وحجم الحرب الموجهة ضد سوريا والمنطقة ككل، وأن يكون اللبنانيون يداً واحدة تجاه المؤامرة العظيمة التي تستهدف جميع دول المنطقة وبدون استثناء.(م.خ)

» الفلسطينيون يبدأون باستخدام مصطلح (دولة تحت الاحتلال)
» خطة التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين
» القصف المتبادل بين الكيان الصهيوني وسوريا.. هل يتطور الى مواجهة أشمل؟...حسان ابراهيم
» الجيش العربي السوري أقوى القلاع الصامدة في مواجهة هجمة التحالف الغربي ــ الصهيوني
» أقوى سبعة دول في العالم بينهم دولة عربية