المؤامرة الأخوانية .. على الأمه العربية..{تجلت الآن } ...محمود كامل الكومى

مدركا أن وجود هذا الفاصل هو الذى يؤدى مستقبلا الى السيطره على كامل الأقطار العربيه , سارت السياسه الأستعماريه الأوربيه على أدراكها لذلك, حتى حانت اللحظه التى أعطى فيها بلفور وزير خارجيه بريطانبا وعد اليهود بأقامه وطن قومى لهم فى فلسطين , تلبيه لما قرره المؤتمر الصهيونى بزعامه هيرتزل ,- كان أتفاق سايكس بيكو هو لتقطيع مفاصل الدوله العربيه , والوقوف فى وجه أى عمل وحدوى خاصه بين مصر وسوريا , وقبل أن تنهى قوى الأحتلال البريطانى أنتدابها على فلسطين مكنت العصابات الصهيونيه من أحتلال أرضنا الفلسطينيه , وذلك لتحقيق الهدف الأستراتيجى لأتفاق سايكس بيكو , وهو تفتيت الأمه العربيه , وتدشين فاصل جغرافى بين أى وحده مستقبليه بين مصر وسوريا تكون أساس لوحده الأمه العربيه .

كانت فكره القوميه العربيه لاتروق لقوى الأستعمارالغربى الأمريكى, بهدف السيطره على دول الأمه العربيه من خلال سياساتها الأستعماريه (فرق تسد)- وكانت فكره القوميه العربيه ,لاتروق كذلك للشيوعيه – العربيه والعالميه-لأنها تعطل الوصول الى الأمميه التى هى مبتغى الماركسيه اللينينيه والتى ترفع شعار يا عمال العالم أتحدوا , وكانت القوميه العربيه ,هى وجه عثره ضد دوله الخلافه الأسلاميه التى يرمى اليها الأخوان المسلمين .

كانت أسترتيجيه ثوره يوليو بقياده زعيمها جمال عبد الناصرهى الوحده العربيه , وأجهاض كل محاولات الأستعمارلتكريس الحدود المصطنعه بين الدول العربيه ,وأدرك عبد الناصر أن الوحده الشامله لاتتحقق الا بأزاله الكيان الاستيطانى (اسرائيل ) المزروع فى قلب الوطن العربى ليكون عقبه فى سبيل تحقيق أى عمل وحدوى بين مصر وسوريا بالذات .

لم يكن الخلاف بين ثوره يوليو وزعيمها ناصر من جهه وبين الأخوان المسلمين من جهه أخرى ,الا لأن الثوره قد رفعت منذ البدايه شعار ( حريه ,أشتراكيه , وحده )وكانت الوحده تعنى وحده الأمه العربيه من المحيط الى الخليج , وهوما شكل حجر الزاويه بين الثوره وزعيمها وبين المشروع الأخوانى الذى يرمى الى أقامه دوله الخلافه الأسلاميه على أراضى الدول الأسلاميه وليس العربيه فقط ,احتدم الصراع وحيكت المؤامرات ضد جمال عبد الناصر من قبل جماعه الأخوان المسلمين لأجهاض مشروعه القومى العربى , وفى سبيل ذلك تم التحالف مع المخابرات البريطانيه والأمريكيه للأطاحه بعبد الناصر ,ودبرت محاولات أغتياله ,وكان دور جماعه الأخوان المسلمين فى أجهاض دوله الوحده 1958بين مصر وسوريا غير خفى , الى الدرجه التى جعلتهم يفصلون من جماعتهم كل من أيد الوحده او أثنى على زعامه عبد الناصر فقاموا بفصل الشيخ مصطفى السباعى الأخوانى السورى (صاحب كتاب اشتراكيه الأسلام )لمجرد أنهم رأوا فى كتابه ما يتسق مع الثالوث الناصرى المطروح (حريه ,أشتراكيه , وحده)—كان الأتفاق واضحا بين الأخوان المسلمين وقوى الأستعمار الغربى لأجهاض فكره الوحده , وان أختلفت الأسباب .

فى مياه الخليج العربى قبعت دوله قطر من رحم الحجاز , وكان أميرها الحالى قد قدم خصيتيه على طبق من ذهب للأمريكان بعد أن دبروا له الوصول الى حكم الأماره على جثه والده ,فأنقلب علي والده وطرده من البلاد ,ودانت له ولزوجته السيطره على الأماره , وتدفقت المخابرات الأمريكيه والقواعد العسكريه على أرض الأماره , وغزت المراكز التجاريه والثقافيه الأسرائليه والصهيونيه قطر , وأصبحت مسرحا للترويج للتطبيع مع اسرائيل وفرض وجودها فى المنطقه , واجهاض اى توهج لبعث فكره القوميه العربيه, -وكان ثله من قيادات الأخوان المسلمين الملاحقين أمنيا فى مصر , قد أستقروا فى قطر وأصبحوا بطريق او بأخرى من كبار رجال المال والأعمال ,, وبأيعاز من المخابرات الأمريكيه ,أتفقت الأسره الحاكمه القطريه معهم , لتكوين شركه الجزيره التى تبث قنوات الجزيره الفضائيه وذلك لتسخيرها لزعزعت استقرار الدول العربيه ببث الفرقه بين شعوبها , وتكفير فكره الوحده العربيه , والترويج لفكره الشرق الأوسط الكبير التى تعترف بوجود اسرائيل ودورها فى المنطقه العربيه, وأصبح المسئولين الصهاينه ضيوف فى أغلب برامجها الأخباريه (وثائق ويكيليكس).

بعد أن منح الشيخ \ يوسف القرضاوى الأخوانى الكبير الجنسيه القطريه ونصب رئيسا للأتحاد العالمى لعلماء المسلمين (الذى دشنته حكومه قطر ومولته ماديا )سارت كل فتاويه وخطبه لتبرير مايقوم به حاكم قطر من أفعال تضفى عليها مسحه دينيه حتى ولو كانت ضد قيم ومبادىء الأسلام , بل أن فتاويه حللت التدخل الاستعمارى لقوات الناتو لتدمير الأرض العربيه هنا وهناك ,وكانت الصهيونيه وأداتها قناه الجزيره , والأخوان المسلمين قد روجوا لمقوله أن العدو الرئيسى للأمه العربيه (ايران)وأفتى القرضاوى بذلك , وساعد على ازكاء النعره الطائفيه بين السنه والشيعه ,كان الهدف الذى اتفقت عليه حكومه قطر والأخوان ,هو القضاء على فكره الوحده العربيه ,وذلك بتكريس الوجود الصهيونى فى فلسطين , وقد أضفى القرضاوى بأفتاءاته صك الدين والغفران على ذلك ,الى ال حد الذى جعلنا نؤكد على صدق روايه (طليقته)الجزائريه التى تصغره بأكثر من أربعين عام ,والذى أكدت فيه لقاء القرضاوى بمسئولين أسرائليين منهم رجال مخابرات.

شنت قوات الناتو غارات لتدمير البنيه التحتيه فى ليبيا فى غطاء من فتوى القرضاوى وبتمويل قطرى خليجى وعماله من الأخوان . وسرت الآن النعره الأنفصاليه تحوم حول ليبيا , وهو ما يحقق هدف الأخوان فى أجهاض الوحده العربيه لأنها تتعارض مع تحقيق دوله الخلافه الأسلاميه على حد زعمهم, ويؤكد دور حاكم قطر المنفذلتعاليم الموساد وال c.i a وتبقى سوريا الأقليم الشمالى لدوله الوحده (الجمهوريه العربيه المتحده )فرس الرهان , لذلك لابد من سلخها عن حضن أمتها العربيه ومقاومتها للمشروع الصهيونى لتكتمل خيوط المؤامره على الأمه العربيه , لذا كان أتفاق الأخوان وحاكم قطر على تمويل الأرهاب وراسال الأرهابيين اليها من اجل تفكيكها وشرذمتها الى دويلات (كرديه ,سنيه , شيعيه )ويتم بذلك القضاء نهائيا على حلم الوحده العربيه -وتبقى العماله للصهاينه واضحه لكل ذى عينين فى السماح لمراسل القناه الثانيه الأسرائيليه من قبل ما تدعى بالمعارضه السوريه الأخوانيه بالتصوير من داخل الاراضى السوريه التى تسيطر عليها وتأكيد ها للمراسل الصهيونى أن هدف المعارضه السوريه هو بشار الأسد وأن مابعد الأسد هو سلام سورى اسرائيلى – هكذا هو مايرمى اليه الأخوان تفكيك الدول العربيه وترسيخ وجود أسرائيل حتى لاتتحقق الوحده العربيه التى هى ضد مشروعهم الهادف الى الخلافه الأسلاميه.

لايفوتنا ونحن ندلل على مؤامره الأخوان ,أن ننوه الى أن طارق الهاشمى هو وحزبه الأخوانى كانوا الوحيدون من الطائفه "السنيه" فى العراق الذين قبلوا التعامل مع الأحتلال الأمريكى , وشاركوا فى الحكم تكريسا للسياسه الأمريكيه التى ترمى ألا يكون العراق موحدا , – كما وأن الأخوان فى لبنان ممثلين فى الجماعه الأسلاميه قد وقفوا من المقاومه التى يقودها الشيخ حسن نصر الله ضد اسرائيل موقف المناوىء وأدانوا الشيخ فتحى يكن لمجرد تأييده لحزب الله , – ولقد كان حكم البشير فى السودان الخارج من عباءه الأخوان المسلمين هو من ساهم فى تقسيم السودان , هل هى الصدف أم أنها استرتيجيه جماعه الأخوان التى ترمى الى التآمر على الأمه العربيه بهدف منع وحدتها بتفكيك دولها وترسيخ الوجود الصهيونى ؟؟ من أجل تحقيق ما يصبون اليه وهوأقامه دوله الخلافه الأسلاميه على الأنقاض .

لم يكن تواجد الرئيس مرسى الأخوانى على قمه الحكم فى مصر الا لأسباب قدرتها الاداره الأمريكيه - لكن الآن المؤامره تتكشف بوجهها السافر بلا برقع من حياء , وأستعمال مرسى من قبل الأمريكان لأنهاء مقاومه حماس ضد اسرائيل وتغيير وجهتها الى الداخل السورى , وما يتثير الدهشه ولايثير الأستغراب انه فى اللحظه التى يعلن فيها نائب رئيس المكتب السياسى لحركه حماس الأخوانيه (يوسف ابو مرزوق)المطالبه بحكم الضفه الغربيه ,يدعو بيريز بعدها مباشره حركه حماس الى المفاوضات مع اسرائيل , -واذا كانت المومس لاتجد حرجا فى أن تطل ع العريان , فما بالنا بالعريان ذاته الذى ازال كل غشاوه عن اى انسان واوضح صوره الأخوان للعيان , فعقب زيارته لأمريكا أطلق عصام العريان مستشار رئيس الجمهوريه ونائب رئيس حزب الحريه والعداله الأخوانى , الى عنان السماء ماأتفق عليه مع الأمريكان من دعوه اليهود الى مصر مع التعويضات- ولم تدين الرئاسه بل اكدت قيادات الحزب الأخوانى ذلك وقال احد قياداته ان العريان يعبر عن ماأتفق عليه داخل الحزب , وما صرح به العريان كان سيرا على هدى الرئيس المصرى ,الذى سبق العريان بخطابه الى بيريز رئيس دوله اسرائيل وااصفا أياه بالصديق العزيز الوفى.

هل اتضحت الرؤيه للعيان وأدركنا حقيقه مؤامره الأخوان التى ترمى الى تفكيك الأمه العربيه حتى يتم القضاء على كل أمل فى توحدها ؟ وهو ما يتفق مع مخططات الأعداء , وان اختلفت الأسباب ؟ ,أم أننا لم ندرك ذلك فنصيرشعوبا من الخصيان والعميان !

لعلنا ندرك تصريح المرشد العام للأخوان الدموى أمس “بأنه على كوادر الأخوان أن تتحضر للأستشهاد ضد الثوره على الأخوان , فهو يعلم أن الربيع العربى يجدد نشاطه الآن ف 25 يناير على الأبواب.

كاتب ومحامى -مصرى