خاص دام برس - بلال سليطين :
* قال الداعية الإسلامي عبد الرحمن بن علي ضلع في حديث خاص لدام برس أن رجال الجيش العربي السوري لهم درجات عليا عند الله، وأضاف "ضلع":« إن الذين يسقطون شهداء من جيشنا السوري الأبطال في المعارك ضد البغاة المارقين والعابرين واللقطاء وعصابات الحر وكتائب الشيطان وجبهة العار هم أنبل البشر ولهم درجات عليا عند الله عز وجل، لذلك فلا تترددوا ولا تتزعزعوا أيها الفرسان البواسل بأداء مهمتكم المكلف عليكم من عند الله ورسوله، وهذا يذكرنا بالبغاة الذين خرجوا على أمير المؤمنين رضي الله عنه في زمانه وأنصحهم أن يعودوا إلى رشدهم والصواب، فقاتل من صمم البقاء على بغيه وتمرده وزعزعة الأمن في عهد الخليفة الراشدي».
الضلع دعا السوريين جميعاً للوقوف مع الجيش العربي السوري والقيادة السورية، وقال:«علينا جميعاً أن نقف مع جيشنا وخلف قيادتنا في محاربة أعداء الوطن وكل من يريد زعزعة أمن وطننا انطلاقا من معنى قول الله عز وجل: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا﴾[2/البقرة/246] فالقتال من أجل الأوطانِ والديار هو قتال في سبيل الله، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أشجع الناس في حنين كما في أحد ثبات الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان باعثاً لاجتماع الجنود وثباتهم معه، والشهيد من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل لحفظ وطنه فهو شهيد، وللشهيد عند الله جزاء عظيم ودرجات كبيرة، وفيما أخرجه أحمد في مسنده (28/419)، رقم الحديث (17182) عن الْمِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وصحبه وَسَلَّمَ: « إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِتَّ خِصَالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعَ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِه».
وفي رواة أخرى عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: « للشهيد عند الله سبع خصال: أن يُغفر له في أول دُفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلَّى حلَّة الإيمان، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويُزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنساناً من أقربه» حديث صحيح.
وفيما أخرجه البخاري في صحيحة عن أنس رضي الله عنه، أن أم حارثة بن سراقة لما قتل ابنها يوم بدر ، أتت تبكي، فقالت: «يا رسول الله! ابني في الجنة فأصبر، أو أحتسب، أم هو في غير ذلك فسوف ترى ماذا أصنع؟ قال: أهبلت! أجننت! والذي نفسي بيده إنها لجنان كثيرة، وإن ابنك في الفردوس الأعلى» فنسأل الله الفردوس لنا ولكم، ونحن نطمع في رحمة الله فإن الله لا يتعاظمه شيء».
* الداعية الإسلامية استنكر جرائم القتل التي ترتكب باسم الإسلام واعتبرها قمة الكفر والضلال، حيث قال:«الإسلام دين محبة وسلام وما نشاهده ونسمعه من أمور غريبة يندى لها الجبين من الهم والحزن من قتل المسلم أخاه المسلم لا صلة لها بالإسلام خصوصاً تلك الأفعال التي يرتكبها من يدعون أنهم ثوار وأهل نصرة وإسلام فهؤلاء عصابة تكفيرية أعدَّ الله لهم نار جهنم وعذابا عظيما وأليما نظراً لما فعلوه من جرائم واغتصاب للنساء وهتك الحرمات والاعتداء على الدين ورجاله ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾[4/النساء/93] وجاء في صحيح البخاري، كتاب الحج، باب الخطبة أيام منى (2/619)، رقم الحديث (1652)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال (3/1305)، رقم الحديث (1679)، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس يوم النحر، فقال: «يا أيها الناس أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم حرام. قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام. قال: فأي شهر هذا ؟ قالوا: شهر حرام. قال: « فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا » فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال: «اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت». قال ابن عباس رضي الله عنهما: « فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته، فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»
وفيما أخرجه ابن ماجة وغيره في سننه، كتاب الديات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلما (2/874)، رقم الحديث (2619) عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم قال: « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق».
وفيما أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب النفقات، باب تحريم القتل من السنة (8/22)، رقم الحديث (15643) عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: « من أعان على قتل مسلم مؤمن بشطر كلمة، جاء يوم القيامة، مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله».
كفى تدميرا وتخريباً لبلدكم على حساب الأعداء المجرمين وأن تكونوا آلة لهم لاستحقاق مطالبهم واحتياجاتهم. كيف يكون مصيركم؟ بأيّ وجهٍ تلقون الله؟ كيف يكون الجواب يوم القيامة بين يدي العزة؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[8/الأنفال/27]
والآيات التي تحرم قتل أخيك المسلم كثيرة، منها: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾[5/المائدة/32]
وقوله تعالى أيضا: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ﴾[4/النساء/92]
وقتل النفس المحرمة من الكبائر، كوقوله: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾[17/الإسراء/33]
وقوله: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾[غافر/28].
*
الضلع دعا الجميع للصمود والصبر مع الوطن مهما اشتدت الضغوطات والمضايقات ومهما بلغ الثمن الذي يدفعوه مستشهداً في صمود الصحابة قائلاً:«إن ممارسة الضغوطات على من هو يعمل في ميدان الوطن وفيا له لا يقتضي أجرا مثل علماء الشريعة وغيرهم من شرائح الشعب السوري ويذكرنا تاريخ الإسلام في صدره بإيذاء ألد أعداء الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أبي جهل عمرو بن هشام، وكإيذاء عقبة بن أبي معيط للنبي "ص"، ويقول ابن مسعود رضي الله عنه بينا النبي "ص" ساجد عند الكعبة وحوله ناس من قريش جاء عقبة ابن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر النبي "ص" فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة عليها السلام فأخذته من ظهره، ودعت على من صنع، فقال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، أو أبي بن خلف فرأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي تقطعت أوصاله فلم يُلقَ في البئر». أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3641).
وحصار في شعب أبي طالب، وبعد أن أظهر النبي "ص" دعوته، وأسلم عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه؛ أدركت قريش الخطر المداهم لها في زعمها، فأجمعوا على أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف: ألا يبايعوهم، ولا يناكحوهم، ولا يكلموهم، ولا يجالسوهم؛ حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة، وعلقوها في سقف الكعبة، يقال: كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم، ويقال: النضر بن الحارث، والصحيح: أنه بغيض بن عامر بن هاشم، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ فشلَّت يده، فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في الشعب شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وعُلِّقت الصحيفة في جوف الكعبة، وبقوا محبوسين ومحصورين مضيقاً عليهم جداً، مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين، حتى بلغهم الجهد، وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب، وهناك عمل أبو طالب قصيدته اللامية المشهورة أولها:
جــــــــــــزى الله عنا عبد شمــــس ونــــــــــوفلاً عقـــــــــــــــوبة شــــــــــــــــر عاجلاً غير آجــــــــــــل
وكانت قريش في ذلك بين راض وكاره، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارهاً لها، وكان القائم بذلك هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك، مشى في ذلك إلى المطعم بن عدي وجماعة من قريش فأجابوه إلى ذلك، ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم، وأنه أرسل عليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمه؛ فخرج إلى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا، قالوا: قد أنصفت، فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ازدادوا كفراً إلى كفرهم، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن معه من الشعب.
إيذاء أهل الطائف للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ثم بعد هذا الحصار الخانق نُقضت الصحيفة، وبعد أن نُقضت الصحيفة اشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من سفهاء قومه، وتجرؤوا عليه؛ فكاشفوه بالأذى فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى الطائف رجاء أن يؤوه، وينصروه على قومه، ويمنعوه منهم، ودعاهم إلى الله عز وجل فلم ير من يؤوي، ولم ير ناصراً، وآذوه مع ذلك أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومه، وكان معه زيد بن حارثة مولاه فأقام بينهم عشرة أيام لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه وكلَّمه، فقالوا: أخرج من بلدنا، وأغروا به سفهاءهم، فوقفوا له سماطين (أي: صفين)، وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه، فانصرف راجعاً من الطائف إلى مكة محزوناً، وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور دعاء الطائف: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتى، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني؟ أو إلى عدو ملَّكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن يحل عليَّ غضبك، أو أن ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». فأرسل ربه تبارك وتعالى إليه ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة وهما جبلاها اللذان هي بينهما. وفي الصحيحين قالت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً» رواه البخاري في صحيحه برقم (3059)؛ ومسلم في صحيحه برقم (1795).
فعلى كل داعية أن يصبر على الأذى لأنه سنة من سنن الله تبارك وتعالى لمن سلك طريق الأنبياء قال الله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الأحقاف/35] وقال سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾[الأحزاب/21]
وأضاف "ضلع":«هذه بعض المواقف من السيرة النبوية ذكرناها للاعتبار والاقتداء به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فكان الخلفاء الراشدون أسوة حسنة، فلقد أوذي الخلفاء الراشدون فاحتسبوا وها هو أبو بكر الصديق، فثار المشركون عليه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضربا مبرحا، ووطىء أبو بكر بالأرجل وضرب ضربا شديدا، وصار عتبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه، فجاءت بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد، فقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار، ثم تكلم وقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟ وأوذي عمر بن الخطاب حتى طعنه أبو لؤلؤ المجوسي واحتسب، وأوذي عثمان بن عفان حتى قتله الفئات الباغية الذين خرجوا عليه واحتسب، وأوذي علي كرم الله وجهه فنام في فراش النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم واحتسب حتى قتله أبو ملجم».
كل التواريخ متشابهة لدينا طالما سوريا لا تزال تنزف يوم نصرها هو فقط التاريخ المميز لنا، وكأن هذه الآية تتحدث حال أهل سوريا ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾[2/البقرة/155]
للتواصل عبر الايميل:
blal-press@hotmail.com