دولة سهيل بوجي ...وكيل الوكيل الخارق

دولة سهيل بوجي ...وكيل الوكيل الخارق

لا وفاء في السياسة، بل مصالح، لذا حينما كانت سورية تلعب سياسة في لبنان وفي المنطقة كانت تراعي مصلحتها العليا إلى ان دخل على خط سياستها رجل مهمات خاصة يدعى رفيق الحريري الذي لعب في لبنان وفي سورية دورا يشرحه جون بيركنز في كتابه " اعترافات القاتل الاقتصادي. ((The Hit Man
رجل يدخل في صلب الحياة الشخصية لزعماء بلد مستهدف فيجد افضل نقاط الضعف في رجالات الحكم بعد ان يكسب ثقتهم ثم يبدأ في تأمين تخريب الاقتصاد وفي تخريب النفوس وفي اختراق الحكم ورجالاته بالمال في مكان وبالوعود البراقة في امكنة اخرى، ثم حين تحين الساعة وبعد ان يسيطر الرجل على اقتصاد البلد ويوقع ميزانية الحكومة في عجز يعرض عليهم تأمين القروض للمشاريع الكبرى التي يجري انجازها بشرط الخضوع لشروط الدائنين وبشرط ان تصبح الاموال القادمة هي نفسها الاموال التي يجري اخراجها بحجة تسديد احتياجات الحكومة لتمويل الموارد القادمة من الخارج لتنفيذ المشاريع التنموية التي تستهدف بشكل عام خلق حالة استهلاكية لا انتاجية.
القاتل الاقتصادي في المعتاد يعمل لمصلحة بلاده (واشنطن في معظم الاحيان) واما رفيق الحريري فعمل لمصلحته الشخصية ، فحول لبنان الى مزرعته وحاول في سورية فنجح احيانا وانهزم في احيان.

اغتيل الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، ولكنه ترك في لبنان منظومة " قاتل اقتصادي" اكثر الامناء عليها ليس ولده سعد بل مساعده المالي والسياسي فؤاد السنيورة.
برع السنيورة في بناء شبكات عنكبوتية " لسحب المال العام الى جيوب العائلة الكريمة " ولكن ليس دون بناء امبراطورية شخصية لنفسه ولمن يمتون اليه بصلة . محمد زيدان في السوق الحرة في مطار بيروت ، شركات متفرعة في مجالات عديدة لا مجال لحصرها فضلا عن تعدادها، والاهم، مواقع نفوذ في السلطة حتى وهو وسعد الحريري خارج السلطة. مواقع لا يمكن المسّ بها او محاسبتها او السؤال عما تفعله او فعلته سابقا بالمال العام. وفي حال تجرأ اي كان على طرح السؤال عما يفعله سهيل بوجي في ديوان رئاسة الوزراء او عما يفعله القاضي المتقاعد سعيد ميرزا في الديوان نفسه كمستشار قضائي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي فلا جواب سوى طلب رضى الخصم - الصديق (المفترض منطقيا ان ميقاتي منافس وخصم لآل الحريري ولوكيلهم الشرعي و" مأذونهم المالي " فؤاد السنيورة).
لا يمكن تعداد الاسماء فكل مواقع الدولة اللبنانية منقسمة الى حصص واكبر الحصص هي حصة رجال رفيق الحريري ممن تصب خدماتهم ايضا في خدمة ما يمثله فؤاد السنيورة.
رحل فؤاد السنيورة عن السلطة ورحل بعده سعد الحريري عن منصب رئاسة الحكومة ، ولكن الحارس الامين لمصالحهم يقبع كإله اغريقي في منصب وضعه فيه رفيق الحريري ولا زال يشغله !!

سهيل بوجي باق لم يمسسه تبديل ولا تغيير، ومخطيء من يعتقد ان الرجل بدل ولائه من وجهة ال الحريري الى صاحب " جمعية العزم " نجيب ميقاتي.
بوجي ليس وحده، اللواء ريفي ، الراحل وسام الحسن(رحمة الله تجوز على المؤمنين)، العميد عثمان في فرع المعلومات، الى " الحاكم بأمره " عبد المنعم يوسف في مستعمرة آل الحريري " اوجيرو" الى " الحوت " محمد الحوت في طيران الشرق الاوسط الخ الخ...حتى المتعهدين العاملين لمصلحة ال الحريري(مصاصي دماء اموال الدولة اللبنانية بالقانون او بتلاوينه) فهم في زمن نجيب ميقاتي اشد فاعلية في الحصول على ما يريدون مما كانوا عليه في زمني " الوكيل والاصيل " فؤاد السنيورة وسعد الحريري.
قلة سمعت بأسم الحاج " جهاد العرب" ، شخصية غامضة تسافر بطائرات سعد الحريري وبطائرات خاصة اخرى، ثم تنتقل من مطار بيروت احيانا الى مكتب الرئيس نجيب ميقاتي برفقة مرافقيه وبموكبهم مع انه الواجهة (الاشغالية ) ومنفذ المشاريع الرئيسي العامل لمصلحة شركات سعد الحريري (جهاد شقيق عبد العرب مرافق الحريري الشخصي).
ما سبق ليس مزاعم مصادر متطابقة في احزاب لبنانية تشارك في حكومة " ابن طرابلس الوفي مع ال الحريري والناكر لجميل الرئيس بشار الاسد" فقط ، هي حديث البلد وحديث المدينة.
سبعة وعشرون مليارا من الدولارات حققها نجيب ميقاتي من خميرة " لها رائحة فساد" حصل عليها من شراكته مع نافذين سوريين في مشاريع اتصالات كبرى واستراتيجية في لبنان وفي سورية.
فؤاد السنيورة كشخص لم يستفد من اموال الفساد السوري اللبناني، نجيب ميقاتي فعل، وفؤاد السنيورة ليس شخصا " لحم اكتافه من خيرات الشام " لكن نجيب ميقاتي يعلم وكثيرون يعلمون انه بكله " صنيعة سورية " وكم درت عليه شركة ارابيا التي باعها لشركة أم تي ان في سورية؟.
كان للرجل شركة يبيع من خلالها اجهزة اتصالات حربية تشتريها منه بشكل رئيسي الاحزاب(كان وكيل شركة ايكوم) ثم فتح الله له عبر اخيه على السوريين فحصل على اول فتوحاته المليونية من خلال ادخال محطات اتصال في نهاية الثمانينات الى بيروت فاصبح هو لا الدولة اللبنانية المزود للشركات وللمواطنين بقدرة الاتصالات الدولية. ثم دخل في شبكات الهاتف الخليوي مالكا وشريكا في لبنان وفي سورية ومن تلك الفرصتين جنى ملياره الاول وهو بالدولار الاميركي ولكنه ذو رائحة سورية خالصة.
لا شيء منطقي، فنجيب ميقاتي ضحية اشاعات تزعم انه يعمم على كل زواره يقينه بقرب سقوط " صديقه " السابق بشار الاسد !
ويؤكد لمحبيه (ودوما بحسب الاشاعات) " ان العلاقة مع ال الحريري فيها مصلحة للعزميين لانه إن سقط الاسد فسيحتاج لمن يحميه (هو وامثاله من اصدقاء سورية السابقين) لذا يسلفهم (لال الحريري) ولا يستثير نقمتهم "
كلامٌ قد يكون من خيال ولكن واقع الامر وقرارات السيد ميقاتي فيما يختص بتسهيل كل ما يتعلق بعدم منح الجيش اللبناني ومخابراته القدرة على منع قتل السوريين بأسلحة مهربة من لبنان، توحي بغير ما يزعمه من نأي بالنفس . والقرار الكبير المتخذ بقطع كل الاتصالات الامنية والعسكرية بين الجيشين الا في اضيق الحدود تبدو كلوحة سوريالية تستثير البكاء والضحك، فالجيش العربي السوري تربطه بالجيش اللبناني مصالح وعلاقات ترعاها اتفاقيات مصدقة من البلدين، ومع ذلك الجيش السوري الحر هو من يتمتع بالتسهيلات وبالضيافة اللبنانية وتحت سمع وبصر نجيب ميقاتي الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين سلفيي طرابلس وهو المورد الرئيسي للمقاتلين من لبنان الى سورية .
سهيل بوجي بقي مكانه حاميا لمصالح اولياء نعمته السياسيين وكذا غيره الكثيرون من محققي بمصالح ال الحريري السابقة والحالية، ونجيب ميقاتي يقوم بدوره كاملا لا في حماية لبنان من تجاوزات رجالات لم يبرروا اختفاء احدى عشر مليار دولار من ميزانيات الدولة. ميقاتي يحميهم بقوة و بشدة لقلاعهم النفوذية في الحكومة اللبنانية وفي وزاراتها ومؤسساتها تجعله هدفا سهلا لتلك الاشاعات.
ومما يقال ايضا في الاوساط البيروتية:
لفؤاد السنيورة (الحامي المستقبلي لنجيب ميقاتي) علاقة مميزة جدا مع " الصدوق الا مع سورية الحميم نجيب ميقاتي " وبينهما اجتماع اسبوعي كان يجري في منزل احد الطرفين سرا، ثم بعد انكشافه للأمنيين اللبنانيين (والسوريين) نقل نجيب الاجتماع بموافقة خصمه – صديقه الى منزل شخصية صديقة للطرفين في فردان.
ويقال ايضا وايضا:
ان تطيير الانتخابات الخاصة بالمجلس الشرعي الاسلامي (موقع نفوذ حالي لتيار المستقبل وللسنيورة والحريري كان يخشى المستقبليون فقدانه الحتمي في الانتخابات التي ارادها المفتي تطهيرا لبيت الطائفة ما اعدائه الشخصيين ممن زجوا بالطائفة في الصراع السوري لمصلحة الوهابيين وضد اهل السنة ) حصل ايقاف الانتخابات عن طريق القضاء ولكن ليس دون تدخل " وكيل الوكيل " سهيل بوجي الذي يقال بأنه ترك مكتبه في السراي الحكومي وانتقل الى وادي قاديشا للصلاة عن روح القديسين ثم صلى العشاء في مسجد الامام الاوزاعي وابتهل فحصل ما شاء من تسريع اتخاذ قرار قضائي في يوم عجائبي بينما قضية مماثلة تحتاج الى اسابيع للبت فيها .
لعب الرجل دورا نربأ بأن نردد كلماته لانها تسيء اولا الى القضاء اللبناني الذي نحترم ، وثانيا تسيء الى وزراء المقاومة والتحرير والوفاء والاصلاح في حكومة ثلاثة ارباع وزرائها اما خدم بالخيار عند سعد الحريري وفؤاد السنيورة ، وإما غافلين ينطبق عليهم المثل ( يا غافل الك الله ولبيت الحريري نجيب يرعى مصالحهم) .
الانتخابات لو حصلت كنت ستحرم ال الحريري وتيار المستقبل من السيطرة على بعض مفاصل السياسات الداخلية في دار الافتاء والتي افشلها القرار القضائي من مجلس شورى الدولة . لكن دعاء وصلوات المؤمنين واضحة في نتيجة عمل مجلس شورى الدولة .

هناك ملاحظات هامة ونقولها بعد ان نقول اولا " اللهم لا اعتراض على احكام القضاء " وهي :
عادة اي مطالعة لمجلس شورى الدولة تحتاج لأسبوع لتتم بعد تقديم الملف، ثم ترسل المطالعة الى مفوض الحكومة لدى مجلس الشورى ويحتاج رده الى اسبوع اخر على اقل تقدير.
ولكي يصدر القرار فمعروف انه يحتاج في اي قضية متوسطة الحجم الى وقت لا يقل عن اسبوع ثالث....
في حالة انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي، صدر القرار في يوم واحد!!
فهل دعاء السيد سهيل بوجي مستجاب؟
وهل بامكان وكيل وكيل سعد الحريري في ديوان رئاسة الحكومة شفاء عاقر وتأمين شفاء عاجل للمصابين بالعاهات المزمنة ؟
كلا وحاشا ...
نجيب ميقاتي اوقف بالمفتي قباني عن مسعاه القانوني ونصب له فخا، والاخير يرغب في اجراء انتخابات الدعوة اليها من حقه القانوني ولكن فؤاد السنيورة خشي على تياره من خسارة اغلبيته الحالية في المجلس الشرعي ما جعله يستنفر كل نفوذ تيار المستقبل لافشال خطط الشيخ محمد رشيد قباني المطمئن الى ان " ولده البار " نجيب ميقاتي قد شجعه على تنفيذ حقه الطبيعي والقانوني الى الانتخابات.
امر لفت صحيفة الاخبار ( المملوكة جزئيا لنجيب ميقاتي ) فتحدثت عنه وبعد يوم واحد فقط إستصرحت مصادر رئيس الحكومة فنفى علاقته بالدعوة كما بافشالها.
خبثاء يقولون ان نجيب ميقاتي تلقى طلبا عاجلا من فؤاد السنيورة بخصوص الانتخابات المذكورة اعلاه ، ولكن ما هو المقابل يا ترى ؟

القاتل الاقتصادي في فيلم موثق

https://www.youtube.com/watch?v=Y8TDch24DAo
مترجم وكامل
https://www.youtube.com/watch?v=s9Z0Ta7Z6iE

» بدأ تدخل إسرائيل.. هل عاد «الأصيل» بعد انكفاء «الوكيل» ؟
» جيروزاليم بوست و الحرس الثوري : الوكيل العام - روزانا رمّال -
» دماء «وكيل الظواهري» تُشعل الفتنة الكبرى بين «الدولة» و«النصرة»؟
» طلال سلمان: العرب.. من حلم دولة واحدة إلى كابوس «دولة داعش»
» دولة الكل دولة الجميع