بدأ تدخل إسرائيل.. هل عاد «الأصيل» بعد انكفاء «الوكيل» ؟

بدأ تدخل إسرائيل.. هل عاد «الأصيل» بعد انكفاء «الوكيل» ؟

بدأ تدخل إسرائيل.. هل عاد «الأصيل» بعد انكفاء «الوكيل» ؟
26 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
حسين طليس
ما كان يلام عليه “محور الممانعة” بالأمس من توجيهه إتهامات لإسرائيل بالتدخل والدعم للجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري والنظام في سوريا، وبوقوفها وراء الأحداث التي تعصف في سوريا، إضافة الى تبعية هذه المجموعات للخارج وتلقيها الدعم وتنفيذها لاجندات صهيونية، بات ظاهرا بشكل جلي اليوم، ومعترف به من قبل العدو الإسرائيلي والمجموعات المسلحة على حد سواء. لم تعد العمالة فعل شائن أو حتى “وجهة نظر” بل باتت نهج متبع تقوم من أجله قنوات إعلامية بتلميع صورة الكيان الصهيوني وعرض محاسنه وعطفه على الشعب السوري، ويقوم الإعلام الداعم للمعارضة السورية المسلحة بالخروج على الشعب السوري بمقارنات ومقابلات تشيطن حزب الله والجيش السوري، على حساب إظهار رأفة الكيان الغاصب بالسوريين، وعلى مبدأ عدو عدوي.. صديقي، باتت إسرائيل اليوم صديقة للكثير من الجماعات التي تقاتل النظام السوري تحقق منهم مصالحها وترعى مصالحهم لأجل ذلك.
يؤرق إسرائيل ما يحرزه الجيش السوري في الميدان، وتؤرقهم أيضاً الخبرة التي يكتسبها حزب الله في سوريا، وذلك بعد اكتشاف قدرتهم الفعلية والتي برزت في الميدان السوري على الهجوم و التقدم والتحرير، يؤرقهم أيضاً نجاح حزب الله في السيطرة على الحدود السورية اللبنانية وضبطها… كثيرة هي الأمور التي تقض مضاجعهم وأهم الأمور انكفاء المسلحين في كثير من المناطق الإستراتيجية عن مجارات حزب الله والجيش السوري وصدهم… إسرائيل تستشعر خطر النصر في سوريا.. إسرائيل قررت التدخل.
لا تتوقف الأمور على الطبابة والإستشفاء، إسرائيل التي فتحت مستشفياتها المنتشرة في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة أمام جرحى المجموعات المسلحة والذين بلغ عددهم أكثر من 1500 مقاتل تمت معالجتهم، تعترف اليوم أن تعاونها مع هؤلاء “المتمردين” لا تقتصير على الإستشفاء والطبابة، بل تتجاوزها الى حد التنسيق من أجل صون وحماية أمن الكيان الصهيوني، وهذا ما ما اعلنه جهاراً ضابط إسرائيلي رفيع المستوى في حديث له مع موقع عبري، حيث اكد مستوى التنسيق والتعاون بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين خاصة على جبهة الجولان قد تجاوز المساعدة الطبية والخدمات المقدمة للجرحى، بل بات هنا تنسيق ميداني واتصالات على كافة المستويات خاصة الأمنية والعسكرية منها، وبحسب ما نقل الموقع فإن الإتصالات تقوم اليوم على خلق حوار واسع وشامل ونقاشات حول رؤية “إسرائيل” لسوريا عموما ومنطقة الجولان خصوصاً لو تحقق احتمال تفككت الدولة السورية.
وينقل الموقع عن الضابط الإسرائيلي أن عملية معالجة الجرحى تتم بالقرب من الحدود السورية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بينما تجري دراسة أوضاع المقاتلين المتعرضين لإصابات خطيرة من أجل نقلهم الى داخل الكيان الصهيوني لمعالجتهم في مستشفيات أكثر تخصصاً في حالاتهم. ويزعم الضابط في حديثه أن وحدات الجيش السوري المنتشرة على الحدود مع فلسطين المحتلة تشهد تفككاً وضعف من جراء عمليات “المتمردين” الذين لا يشكلون خطراً على “إسرائيل” وهم ” حريصون على عدم القيام بأي تحرك يبدو عدائياً تجاهنا، وليس من مصلحتهم حالياً فتح أي مواجهة معنا”. مشيراً الى أن قوات العدو قد قامت بإتخاذ اجراءات احترازية خوفاً من تهديد حزب الله لأمن المنطقة الحدودية، وقد جمعت المعلومات ونصبت رادارات خاصة، كما نفذت أنشطة أمنية نوعية على طول الحدود، استعداداً لأي مواجهة.
وفي هذا الإطار تؤكد مصادر مراقبة لعلاقة الإسرائيليين مع المسلحين السوريين أن تلك العلاقة قد وصلت الى حدود تنسيق العمليات العسكرية ومساعدة إسرائيل للمسلحين في تنقلاتهم وتقديمها لهم معلومات استخباراتية وأمنية تفيدهم في المعارك، وتؤكد المصادر ان هذا التنسيق قد تم في أكثر من معركة خاصة في معارك الغوطة وبلغ أوجه حين تم تنسيق الهجوم الضخم (الذي فشل فيما بعد) الهادف الى فك الحصار عن مناطق الغوطة والذي قام به نحو 5000 مسلح استفادوا من معلومات الصهاينة التي قدمت لهم حول انتشار الجيش السوري ومجموعات حزب الله على تلك الجبهة، وبحسب المصدر فإن إسرائيل قد قامت وقتها بتنفيذ عمليات تشويش على إتصالات الجيش السوري وحزب الله من أجل قطع التنسيق بين الخطوط الدفاعية في الغوطة وبينهم وبين غرف العمليات والقيادة.
ويضيف المصدر مشيراً الى أنه قد جرى في وقت سابق عدة عمليات تنسيق بين المسلحين وإسرائيل، قام المسلحون خلالها بتقديم معطيات ومعلومات للمخابرات الإسرائيلية، نفذت على أساسها الى أنه قد جرى في وقت سابق عدة عمليات تنسيق بين المسلحين وإسرائيل، قام المسلحون خلالها بتقديم معطيات ومعلومات للمخابرات الإسرائيلية، نفذت على أساسها إسرائيل العديد من الهجمات ضد مواقع سورية حيوية، في المقابل وجهت إسرائيل أوامر مرفقة بإحدائيات للمسلحين بإستهداف العديد من المرافق الحيوية وأهمها رادارات الدفاع الجوي السوري في عدد من المناطق السورية من أجل إضعاف الرصد الجوي السوري لخدمة أهداف إسرائيل وقد تم ذلك.
بالأمس شهدت الحدود اللبنانية السورية من ناحية البقاع اللبناني غارة إسرائيلية لم يحدد هدفها بشكل دقيق، فيما نشرت عدة وسائل إعلامية خبر قصف شحنة أسلحة كانت متوجهة من سوريا الى لبنان، بينما قال الآخرون انها منصة صواريخ يستخدمها حزب الله في الحرب على يبرود، ولم يصدر عن أي طرف (حزب الله او العدو الصهيوني) أي بيان توضيحي لما جرى.
إلا أن نتنياهو قد المح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الى أن إسرائيل “ستقوم بكل ما هو ضروري” لأمنها قائلاً: “إننا لن نقول ماذا نفعل أو لا نفعل”، حفاظاً على أمن إسرائيل وذلك في أول تصريح لمسؤول إسرائيلي بعد الغارة. بينما تعملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الخبر على أن الغارات عملية إسرائيلية، حيث نشرت تصريحات أدلى بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال “بني غانتز” الاثنين، محذرا من نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان لتكون بيد حزب الله، وقال غانتز “نحن نراقب عن كثب نقل الأسلحة بجميع أنواعها على كافة الجبهات، هذا أمر سيئ للغاية وحساس جدا، وإذا لزم الأمر فإن أمرا قد يحدث”، فيما اعتبر إشارة ضمنية إلى تدخل إسرائيلي محتمل. إن كان القصف قد جرى داخل الأراضي السورية او اللبنانية، وإن كان قد استهدف شاحنة صواريخ أو راجمة مسخرة للقتال في يبرود، في كلتا الحالتين ترى مصادر عسكرية أن الأمر يندرج في سياق التدخل الإسرائيلي إن في الأحداث السوري لنصرة المسلحين أو انها قد خرقت القرار 1701 بعملية عسكرية واضحة وعلنية وفي كلتا الحالتين فإن الأمر يستلزم البحث في هذه الخطوة وامكانية الرد عليها، فماذا يعني دخول إسرائيل بشكل مباشر ؟ وهل بات انكفاء الوكيل يستلزم تدخل الاصيل ؟
ترى تلك المصادر ان دخول إسرائيل من شأنه توسيع رقعة الحرب وآفاق الإحتمالات المتوقعة منها، وفي الوقت الذي يرى الصهاينة أن حزب الله عاجز عن الرد فإن واقع الأمور قد يكون مختلف، حيث أن حزب الله يرفض الإنجرار في حرب بتوقيت إسرائيل، ويرفض أن يكون مستدرجاً لكن ذلك لا يعني انه عاجز بل على العكس فإن حزب الله بحسب تصريحات قادته جاهز على كافة الجبهات والمحاور وقد أنجز التقسيمات اللازمة وغوف العمليات المستقلة التي من شأنها مواكبة 3 جبهات في آن واحد من سوريا الى الداخل اللبناني فإسرائيل، أضف إلى ذلك أن اندلاع حرب مع إسرائيل سيزيل الضبابية عن مشهد النزاع الإقليمي وسيوضح صورة النزاع الحقيقي ويصوب مساره ضمن سياق الصراع مع إسرائيل، وهذا قد يكون من مطالب حزب الله، لكن الأخير دقيق في إختيار اللحظة المناسبة لخوض هذه الحرب ولا ينجر بالإستفزازات الإسرائيلية.
الديار

» "إسرائيل" تدخل المعركة السورية
» الحلقي: لا يمكن لفكر وهابي تكفيري أن يهزم الفكر السوري الأصيل
» دولة سهيل بوجي ...وكيل الوكيل الخارق
» لماذا اشتعلت المنطقة بعد انكفاء الدور القطري وتسلم السعودية لدفة ملفاتها؟
» جيروزاليم بوست و الحرس الثوري : الوكيل العام - روزانا رمّال -