في آخر التطورات الميدانية في سورية، صد الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية مساء أول أمس عدة محاولات لمجموعات إرهابية دخول دمشق
واشتبك معهم في عدة مناطق من الغوطة الشرقية وصولاً إلى دوما التي تحتضن مجموعات كبيرة من المسلحين بشهادة أهاليها والمدججين بأسلحة متطورة للغاية
.
وحسب معلومات من مصادر أهلية فإن الجيش والأجهزة الأمنية ألحقت خسائر فادحة بكل من سولت له نفسه التوجه نحو دمشق ومحاولة دخولها كما اشتبكت مع مجموعات تمركزت في بساتين داريا والمزة وصولاً إلى كفرسوسة.
وسمع الدمشقيون أصوات انفجارات متفاوتة في أكثر من منطقة ناتجة عن الاشتباكات في مناطق الريف في حين سمع دوي انفجارات لعبوات ناسفة زرعها إرهابيون في عدة مناطق منها في باب شرقي (مساء أول أمس) حيث كانت تستهدف المدنيين في تلك المنطقة دون أن تسفر عن ضحايا وتم ملاحقة الإرهابيين، كما استهدف باص مبيت مقابل نادي النضال في المنطقة الصناعية بعبوة ناسفة أسفرت عن استشهاد عنصر وإصابة خمسة آخرين بجروح واحتراق ثلاث سيارات كانت متوقفة بالمكان وإلحاق أضرار بالغة بمحال تجارية مجاورة.
وفي صيد ثمين لأجهزة الأمن وبعد اشتباك في مخيم اليرموك تم قتل المدعو وليد أحمد العايش الملقب بـ«ياسر» وهو الذراع اليمنى لزعيم تنظيم «جبهة النصرة» التابع للقاعدة والمسؤول عن التفجيرات في دمشق وعدة مدن.
وفي قدسيا شهدت البلدة مساء أمس وأول أمس اشتباكات بين قوات حفظ النظام مع مجموعات مسلحة، وسمع من بعض مساجدها دعوات لـ«الجهاد»، كما سيطر الخوف على أهالي المدينة في ساعات النهار فأغلقت جميع محالها التجارية.
وفي حمص أكدت وكالة «فيدس» الفاتيكانية أن حوالي 800 مدني من كل الطوائف عالقون في عدد من الأحياء وسط المدينة ووجهوا نداء استغاثة مؤكدين رغبتهم مغادرة المناطق التي يوجد فيها مسلحون، وذكرت الوكالة أن الجيش العربي السوري أعلن استعداده السماح لكل المدنيين من الخروج إلا أن فصيلاً إرهابياً يطلق على نفسه لقب فصيل «أبو معن» رفض السماح لهم بالخروج متذرعاً أن خروجهم قد يفتح المجال أمام الجيش السوري لاقتحام المناطق التي يتمترسون فيها في تأكيد أن المسلحين يستخدمون السكان كدروع بشرية في مواجهة الجيش العربي السوري الذي قدم تضحيات جسيمة حفاظاً على أرواح المدنيين.
من جهة اخرى نقلت الوكالة الفاتيكانية عن شهود عيان أن كنيسة القديس ايليا اليونانية الأرثوذكسية في القصير قرب حمص تحتلها منذ الخميس مجموعة من المسلحين وهم على ما يبدو من الإسلاميين المتطرفين الذين خلعوا أبوابها وجعلوا منها قاعدة.
ودان المسؤولون المحليون عن الكنيسة «هذا التصرف غير المقبول الذي لا يقيم وزنا لقدسية المكان». وطلبت السلطة الكنسية في أبرشية حمص «ألا ينزلق النزاع أيضا الى تدنيس الكنائس والأماكن المقدسة الأخرى لجميع الطوائف الدينية التي تعيش جنبا إلى جنب في سورية».
ويغادر آخر المسيحيين الذين كانوا ما زالوا في القصير ومعظمهم من المسنين، المدينة. وقد غادرها حتى الآن ألفان على الأقل في الأيام الأخيرة بعد إنذار وجهه فصيل مسلح طالب برحيلهم، كما ذكرت الوكالة الفاتيكانية.
في الغضون أحكمت قوات الجيش العربي السوري وعناصر حفظ النظام سيطرتها على زمام الأمور في أحياء حمص حيث فرضت طوقا محكما وحاصرت الإرهابيين ولاحقتهم إلى أوكارهم وقتلت وجرحت أعداداً منهم وألقت القبض على آخرين.
وأحبطت عناصر حرس الحدود والجهات المختصة أربع محاولات تسلل لمسلحين من الأراضي اللبنانية في أربعة مواقع مختلفة على الشريط الحدودي.
وفي حماة صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة، من وتيرة عملياتها على حواجز حفظ النظام العاملة في المدينة، ومن اعتداءاتها على المواطنين والممتلكات العامة.