استعداد تركي لتزويد المسلحين بقذائف كيميائية ...أحمد زين الدين

نحن ننتظر، لكن الوقت قصير جداً، وفي حال عدم تقديم الدعم السريع قد تحدث تغييرات في كل المنطقة"..

هذا الكلام لرئيس ائتلاف معارضات الدوحة؛ أحمد معاذ الخطيب، في أنقرة يوم الإثنين في 26 تشرين الأول 2012.

أولاً، كلام معاذ الخطيب كاذب من أساسه بشأن ترك "المقاتلين" من دون أي دعم حقيقي منذ سنتين، ذلك لأن المليارات التي هبطت من بلدان الغاز والكاز العربية، وتحديداً من قطر والسعودية، كانت كافية لإطعام ملايين الجوعى في الصومال وموريتانيا واليمن، وفي إفريقيا أيضاً، ولإيجاد مجالات تنمية واسعة، توفّر المسكن والملبس والمأكل بشكل دائم لهذه الكتل المليونية، ناهيك عن توفير ملايين فرص العمل، لكن كيف يمكن تغيير وظيفة أنظمة الكاز العربي التي يضرب الفقر بلدانها، حيث إن نحو 30 بالمئة من الشعب السعودي دون خط الفقر، وما زالت قرى نائية في بلد أحد عشر مليون برميل نفط يومياً من دون كهرباء، وبالتالي من دون إنارة، في وقت يعاني عشرات آلاف القطريين في بلد تعداده نحو مليون نسمة من الفقر والحاجة والعوز والأمية.

ثانياً، ما سرّ هذا الغرب الذي يتحالف مع مَن كان أو ما زال يسميهم المتطرفين، سواء من الأصولية المتطرفة من القاعدة وأضرابها، أو مجموعات التهريب أو "الإخوان"، ويموّلهم بالمال والسلاح، وآخرها الإعلان الفرنسي عن مساعدة مالية بقيمة مليار و200 مليون يورو لائتلاف الدوحة، في الوقت الذي يتراجع التصنيف المالي الائتماني لباريس؟ وبالتالي ما هو الثمن الذي يتوجب على بائعي الكاز العربي أن يوفروه لباريس وللاتحاد الأوروبي للخروج من أزماته المالية والاقتصادية، حتى بات أعراب "الصحراء العربية" الأثرياء، هم الممولون الأساسيون لفرق أندية كرة القدم في فرنسا وإيطاليا وإنكلترا، بعد أن كانت مهددة بالإفلاس والانحلال؟!

ثالثاً، ما هذا السر في شرب "حليب السباع" من قبل حمدَيْ ناقلة الغاز، وسعود الفيصل وابن عمه وصهره بندر بن سلطان في الاندفاعة ضد الدولة الوطنية السورية، من دون أن ننسى أن حمد بن جاسم أعلن بكل "فخر" أن "الأعراب" نعاج أمام العدو "الإسرائيلي"، رغم المليارات التي ينفقوها أو يقدمونها للسيد الأميركي ثمن السلاح.. أو الحماية، فينطبق عليهم في كل ترسانتهم العسكرية قول الباحث السويدي انغمار سوديو: "إنها مجرد ألعاب نارية في يد العرب"، لأن أظافر سلطان بروناي ربما تفعل أكثر منهم، لأنهم تماماً كما وصف حمد بن جاسم "نعاج" أمام "إسرائيل"، ثم إنهم في كل سلاحهم، ماذا يمكنهم أن يقدموا للقضايا العرب القومية، في وقت يروّجون لباريس هيلتون، التي تثير بأفعالها المثيرة للجدل والخجل، لأنها افتتحت متجراً باسمها في مدينة مكة؟!

بأي حال، ماذا يبقى من العرب إذا ما نجح المخطط الجهنمي المنعمسون به حتى آذانهم أو أفواههم، لتصير سورية حطاماً أو مجرد حطام؟

هل لأحد أن يفهم كيف أن أحد مقررات معارضات الدوحة جعل عدد أفراد القوات المسلحة السورية 50 ألف جندي وضابط فقط؟

هنا يقول خبراء استراتيجيون إن في ما تتعرض له سورية من هجوم أميركي وغربي وعربي وصهيوني وأصولي، فيه عودة إلى نوع من مشروع حلف بغداد، الذي وضعت أسسه عام 1955، لتشكيل أحلاف عسكرية مشتركة بين البلدان العربية والآسيوية والغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة، إذ إنه بعد أن فكك الجيش العراقي إثر غزو العراق، ثمة من يريد أن ينهك سورية ويفكك جيشها من أجل أن تبقى "إسرائيل" هي القوى الوحيدة العظمى في المنطقة، مشيرين إلى أنه حينما أنشئ حلف بغداد كان يضم العراق وتركيا وإيران وباكستان وبريطانيا، برعاية تامة من واشنطن، لأنها هي صاحبة هذه الفكرة وراعيتها، وكان من ضمن مهامه تطويق وحصار مصر وسورية، لكن الجيش العراقي ضرب ضربته القوية حينما نفذ ثورته في 14 تموز 1958، وأنهى الحكم الفاسد، ولينهي حلف بغداد عملياً، والذي تحول إلى حلف جديد (السنتو).

هل هناك اتجاه لحلف جديد من نوع حلف بغداد تحل فيه دول الغاز العربي محل العراق وإيران، وبقيادة تركيا؟

لنلاحظ أن التعاون العسكري والاقتصادي بين أنقرة وتل أبيب ازداد بعد حادثة سفينة "مرمرة" على الساحل الغزاوي، فوصل إلى 3 مليارات دولار في 2010، كما أن تركيا اشترت من الكيان الصهيوني طائرات تجسس من دون طيار بُعيد "مرمرة"، وهي تستعملها الآن على الحدود السورية - التركية، وأنقرة الآن تحشد جيشها والمجموعات المسلحة التي جمعتها من كل مكان على الحدود..

ثم هل ننسى كيف تبرعت حكومة "الإخوان" التركية بنصب الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها، وهي الآن تصرّ على نصب صواريخ "باتريوت" على الحدود السورية؟ ثم هل يمكن لأحد أن يقتنع بكذبة عبد الله غول أنها تخوّف من خطر الأسلحة الكيماوية السورية؟ فمن الذي هدّد تركيا بذلك؟

سؤال طرحه المراقبون، وأعادوا إلى الذاكرة مسرحية سقوط القذائف في الأراضي التركية، والتي بدأت تتكشف معلومات من شأنها أن تشكيل فضيحة لأردوغان - أوغلو، لأن القذيفتين أو الثلاث التي قالت أنقرة إنها سقطت في تركيا، تبيّن أنها من المجموعات السورية المسلحة، فهل هناك مسرحية تركية تُعدّ لتزويد العصابات المسلحة بقذائف كيماوية، حتى يتذرع الغرب بتسعير الحملة ضد الدولة الوطنية السورية؟

ثمة حلف بغداد جديد مركزه هذه المرة أنقرة، وحوله تتكوكب دول الخليج، وتحديداً قطر والسعودية ومصر، وتحل هذه المرة فرنسا هولاند بدلاً من إنكلترا، والهدف هو بقاء حرب مفتوحة، خصوصاً بعد أن بدأ الحلم التركي بالتمدد الاقتصادي والثقافي عبر البوابة السورية يتلاشى، فهل لأحد أن يفهم زلة لسان ناظرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول استشهاد أبو الصواريخ السورية؛ نبيل زغيب، وأحمد الجعبري.. ليست زلة لسان أبداً.. إنها الحقيقة.. تابعوا التطورات المصرية.
سورية الان - الثبات