ائتلاف كلينتون والقاعدة ..غالب قنديل

ائتلاف كلينتون والقاعدة

غالب قنديل

عشية انعقاد مؤتمر الدوحة للمعارضات السورية قدمت هيلاري كلينتون نظريتها عن محاصرة التطرف في سورية و اعتبرت ان القضاء على المتطرفين هي وظيفة الإطار المعارض الجديد الذي سعت إليه بتمويل قطري و بتنسيق أعدته المخابرات الأميركية والألمانية والفرنسية و البريطانية بإشراف فولكر بريتس الباحث الألماني والخبير الاستخباراتي الذي تولى التخطيط و التحضير وتوزيع الأدوار و كتابة البيانات و الإعلانات و القرارات النهائية .

أولا: منذ الإعلان عن الائتلاف المعارض الجديد و قيام بعض العواصم الخليجية و الأوروبية بمنحه الاعتراف و صفة التمثيل تلاحقت الأحداث التي تؤكد حقيقة ان هذا الكيان الهجين لا يملك سلطة على الجماعات المسلحة المتناحرة باستثناء الذراع العسكري لتنظيم الأخوان المسلمين الموجودين في الائتلاف من خلال مشاركتهم القيادية في مجلس اسطنبول بينما كل هذه التركيبة ليست سوى واجهة سياسية لهم فالائتلاف نفسه اعاد لملمة الخارجين من المجلس و لم يضف إليهم جديدا مع بقاء هيئة التنسيق و العديد من التشكيلات السياسية المعارضة الصغيرة في الداخل خارج إطاره و بذلك فالاحتفال بهذا الائتلاف على انه توسعة للقاعدة التمثيلية للمعارضة فيه كمية كبيرة من الادعاء فكل ما في الأمر ان السيد هيثم المالح و صحبه و مجموعات مشابهة ممن خرجوا من مجلس اسطنبول احتجاجا على تسلط المنسي برهان غليون و بسبب النزاع على الكراسي و الموال كما قال المالح بعظمة لسانه ، قد عادوا تحت عباءة معاذ الخطيب الذي انفجر هستيريا ينادي : نريد السلاح على إيقاع رقصة جورج صبرا الحربية في الدوحة و قد نصب رئيسا للمجلس المغدور لدواعي الديكور.

ثانيا: غاية السيدة كلينتون المعلنة و المزعومة من إعلان الائتلاف بدت خادعة و غير واقعية من اليوم التالي لصدور بيان الدوحة الختامي مع البيان الذي أصدرته التشكيلات العسكرية بقيادة "جبهة النصرة "من حلب و هي : كتائب أحرار الشام، لواء التوحيد، لواء أحرار سورية، لواء حلب الشهباء الاسلامي، حركة الفجر الإسلامية، لواء درع الأمة، لواء عدنان، كتائب الاسلام، لواء جيش محمد لواء النصر، كتيبة الباز، كتيبة السلطان محمد، و لواء درع الإسلام، وأعلنت فيه عن تأسيس ما أسمته دولة إسلامية و رفضها لمرجعية الائتلاف المعارض الجديد و سيرها في القتال من اجل مشروعها التكفيري تحت راية شبكة القاعدة و القوى المنضوية في هذا الإعلان هي أهم التشكيلات القتالية على الأرض و هي التي تنال المال و السلاح من السعودية و قطر و تحظى بالتسهيلات العملانية من تركيا حيث انطلق الحشد القتالي متعدد الجنسيات عبر الحدود برعاية القوات التركية و مع تسهيل المخابرات التركية لعمليات النقل و الانتقال والتجهيز وحيث تعمل غرف العمليات على الأراضي التركية بواسطة شبكات الاتصال الفرنسية و الأميركية على توجيه الجماعات الإرهابية وإرشادها وبإشراف ضباط أوفدهم ديفيد بيترايوس قبل استقالته.

ثالثا لا يمكن لأي عاقل ان يصدق الأكاذيب الأميركية و الغربية في التنصل من المسؤولية عن الحشد التكفيري الذي يضم خليطا أجنبيا إرهابيا متعدد الجنسيات في الحرب على سورية و لا يمكن لأي كان ان يصدق ان أيا من الدول الإقليمية المتورطة في العدوان على سورية قد فتحت على حسابها ، فلا تركيا و لا السعودية و لا قطر و لا ليبيا و لا مصر يمكن ان تتخذ قرارا او تعتمد توجها او تقدم على أي خطوة خارج القرار الأميركي و التوجيه الأميركي الذي يخطط له بصورة تحفظ فرص التنصل الأميركي على حساب الشريك الأوروبي و الأدوات الإقليمية في حال الفشل ، لأن الأهم ان تبقى الإمبراطورية في منأى عن دفع ثمن الهزيمة أمام الجيش و الشعب السوريين .

سورية تخوض حرب مقاومة شعبية و عسكرية ضد عدوان عالمي يتصدره تحالف القاعدة – كلينتون و لا ينبغي الوقوع في فخ الدجل الأميركي عن مكافحة الإرهاب ، زمر المرتزقة و الانتهازيين في الواجهات السياسية العميلة لا يبدلون شيئا فالخطة الأميركية تقوم على ثنائية : القاعدة على الأرض لتدمير سورية و المرتزقة المتأنقون على الفضائيات و في الفنادق و هذا هو التعبير الحي عن مشروع كلينتون الذي استهوى شبقا استعماريا دفينا عند الاشتراكي الصهيوني فرنسوا هولاند و أقرانه البريطانيين لخدمة إسرائيل بالنيل من العامود الفقري لمنظومة المقاومة و هذا هو الهدف الذي استمال آخرين وقعوا في غواية قطرية عبر الرابطة الوثقى لتنظيم الأخوان المسلمين و حكومة الوهم العثماني و كلها مصنفات تحت عباءة المشروع الأميركي التي تلبسها كلينتون للدمية التي تختارها .

» أوباما وبندر والقاعدة ...غالب قنديل
» كلينتون وحل مجلس اسطنبول...بقلم : غالب قنديل
» كتب ناصر قنديل 22- درعا والقاعدة والسفارات
» قطر والسوعودية وتركيا والقاعدة - ناصر قنديل
» ناصر قنديل:الأكراد يحبطون خطة كلينتون