دام برس - خاص - بلال سليطين :
تعجز الحروف عن كتابة الكلمات وتأبى الكلمات عن سرد السطور وتقف السطور حائرة عن وصف مصابي بفراقك أيها العزيز فقد تاهت أفكاري وضاعت في عالم شهامتك غير المحدودة تخاطبنا الكلمات وتقول لي من أين نبدأ لأرد عليها لا أدري، تسافر في بحر رجولتك وشهامتك لتعد لي حائرة تائهة من أين تبدأ؟ فكرمك فاق تصورها مسحت تاريخ وصفها عجزت عن كتابة ما لمست من قلبك الطيب الكبير المعطاء .
بهذه الكلمات الرائعة بدأ الفنان والمطرب السوري "وسيم غندور" رثاءه لشقيقه عبر صفحات دام برس ...
وأضاف "غندور" مخاطباً شقيقه الشهيد :عشت كل عمري أمشي في الطرقات والأحياء شامخ رافعاْ رأسي عالياْ باسمك وبرجولتك وشهامتك، استشهدت وأصبحت تحت التراب وكم أنت عظيم حتى في استشهادك جعلت رأسي مرفوعاْ عالياْ فقد عشت حياتك رجلاْ وفارقت روحك الجسد رجلاْ أيضا.
الشاب الفخور باستشهاد شقيقه يؤمن بأن شقيقه هو المنارة التي يهتدي إليها الرجال الأبطال وهو الشهيد الذي ترفع الرؤوس به فخراً واعتزازاً، حيث يقول:
رسم بفراقه قصة رجلٍ سأبقى كل العمر أرويها للناس كيف لا وقد جعل من جسده جسر نجاة لأصدقائه في ساحة المعركة، وأبى أن يفارق الساحة ويوجد له صديق جريح على الأرض، وقال لهم لن أعود إلى اللاذقية إلا برفقة أصدقائي وقد عاد أشرف وأنبل عودة إلى اللاذقية.
قالها أخي وائل لن أترك الساحة ولي صديق جريح إما أن نموت جميعاْ أو نحيا جميعا ..لن أنسى هذه اللحظات ما حييت عندما دخلت سيارة الإسعاف بهوَّ المستشفى العسكري في اللاذقية وجثثهم الطاهرة ملقاة هو ورفاقه الشهداء وخصوصا الشهيد "كمال" الذي قلت لهم خلال المعركة وفي اللحظات الأخيرة من العمر "كمال" قطع الاتصال به ولن أعود بدونه. وها قد عدت فعلاْ أنت وكمال يا أخي الغالي عدتم لكي تعانقوا تراب الوطن بأجسادكم الطاهرة وجباهكم العالية وبزاتكم المتلطخة بدمائكم الذكية لترووا طهر هذا الوطن.
الفنان "غندور" حفر في ذاكرته اللحظات الأخيرة التي عاشها هاتفيا مع شقيقه قبل ان يفارق الحياة، وقد تحدث عنها قائلا:لن أنسى أخر مكالماتي معه وهو مصاب يقول لي أخي أصدقائي مصابين اسعى لي بسيارات الإسعاف، سألته أخي وائل ماذا بك قال لي لا شيء أصدقائي مصابين أريد أن أسعفهم، لن أنسى نبرة صوته حتى ألحد تحت التراب .
الشهيد "وائل" وكأنه كان يشعر بأنه سيستشهد قريباً لذلك كانت وصيته لشقيقه هي كما حدثنا عنا:
قبل يوم كنت أنا وهو والشهيد كمال نسهر سوية وقد قال لي ( وسيم غداْ إذا استشهدت أريد منك أن تشيعني بعرس وطني تسمع به كل المحافظة أريد أن أسمع الأغاني الوطنية تصدح بموكب التشييع لا أريد لأحد أن يبكي ارقصوا وزغردوا اجعلوا من موكب تشييعي عرسا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأنا قلت لك بروح المداعبة والمزاح استشهد ولا تأكل هم أخي وابتسمنا سوية أنا وأنت والشهيد البطل كمال).
ويتابع وسيم موجهاً كلامه لشقيقه الشهيد: وحياة روحك يا أخي وائل نفذت وصيتك وكل البلد بتشهد على عرسك، رغم أن هذا العرس الذي حصل لن يرتقى إلى مستوى بطولاتك في حياتك وفي ساحات القتال.
يذكر أن الشهيد وائل غندور من مواليد محافظة اللاذقية متزوج ولديه طفلة ولقد قضى روى بدمائه تراب الوطن أثناء دفاعه عنه في ريف اللاذقية الشمالي يوم الأربعاء /21/11/2012/.
ملاحظة : حاولنا نقل الكلمات كما قالها شقيقه قدر المستطاع من أجل الحالة الخاصة التي قيلت بها وخصوصية هذه الحالة وصراحتها وعفويتها