سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: حوار ساخن جداً مع خالد مشعل قبل أن يغادر دمشق إلى مقتله..بقلم : هدى العبود السبت يونيو 16, 2012 5:27 pm | |
|
| حوار ساخن جداً مع خالد مشعل قبل أن يغادر دمشق إلى مقتله .. بقلم : هدى العبود | دام برس
لم يكن قد مضى أكثر من ثلاثة أشهر على الأزمة في سوريا, حين كانت الأنظار معلقة باتجاه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, خالد مشعل, الذي تحتضنه سوريا منذ خمسة عشر عاما, بعد أن لفظته كل العواصم العربية والأجنبية, ليقول شيئا, ليتخذ موقفا, ليرد الإحسان بالإحسان, لكنه خيب آمال الجميع, حين قرر التزام صمت الأموات, بعد ثلاثة شهور من الدماء التي سالت على الأرض السورية, وعندما قرر الكلام, نطق كفرا, ورحل ليصافح الأيدي التي تغتال البلد الذي استضافه بحب طيلة تلك السنين, مباركا فتوى شيخ الفتنة والجهل, العنصري أوفادا القرضاوي, حين نعق من أعلى منبره في الدوحة مطالبا بموت ثلث الشعب السوري من اجل أن يحيا من يستحق الحياة بنظره وبنظر ملوك وأمراء التآمر..
همس لي زميل ذات يوم, حين كان خالد مشعل يتصدر واجهة المشهد السياسي المقاوم من دمشق قائلا: هل تصدقين أن مشعل وهنية ومن لف لفهم, أصحاب قضية ومقاومون؟ إنهم جزء من الإسلام السياسي في المنطقة الذي صنعته السي.آي.ايه, والموساد الإسرائيلي ليخربوا المنطقة باسم الإسلام. أجبته آنذاك مستغربة: أنت تبالغ كثيرا, وليتني صدقته.
وبحس الصحفي, قلت لنفسي: لنحاول. أجريت اتصالا هاتفيا مع مكتب السيد مشعل , وسالت مديري مكتبه أبو عمر, وأبو المعز’ هل فعلاً حماس تحزم حقائبها للرحيل إلى الدوحة , فكان الجواب أبدا لا ..
وما هي إلا دقائق لأتلقى اتصالا هاتفيا من مكتب أبو الوليد " خالد مشعل " ليخبرني أبو المعز أن الحاج يريد أن يكلمني, قلت ترى من هو الحاج " وإذا بصوت أبو الوليد على الطرف الآخر ", وجرى بيننا الحديث التالي الذي أنقله للأمانة التاريخية كما ورد حرفيا:
ها كيفك؟
شو أخبارك؟
شو رأيك أن يكون بيننا لقاء يوم السبت؟
كان يوم الخميس عندما أجريت الاتصال أي بعد يومين, وفعلا حزمت حقيبتي وجهزت أسئلتي ومسجلتي , وعشرات الأسئلة تدور في راسي ..
ترى ماذا سيقول؟
هل سيغير رأيه وأكون أول إعلامية تحصل على تصريح منه, يحتج فيه كحد أدنى على فتاوى السموم التي أطلقها أوفادا القرضاوي ؟ أم أنه سيعلن إغلاق مكاتب حماس ويغادر, سورية نهائيا؟
وما أن بدا الحوار بيننا, حتى قال: بداية, لا أريد أن يكون حوارا صحفيا بل سيكون عما يجري على الساحة السورية وما يدور برأسك ؟
فبادرته مباشرة بالقول: الشارع السوري عاتب عليك, والناس يتساءلون: ترى أين خالد مشعل من فتاوى القرضاوي, خاصة وأننا سمعنا " أنك قلت للشيخ القرضاوي " اتق الله يا شيخ. إن سوريا هي التي مدت يدها لنا ". فأجابني مباشرة أبدا لم يصدر عني هذا التصريح. فقلت له: علمت لاحقا, لأن النفي جاء من غزة مباشرة, ومن إسماعيل هنية شخصياً, وقد قطع القرضاوي عليك الطريق حين أعقب تصريحاته قائلا: " مشعل مثل ابني, ولا يخالفني الرأي ".
حينذاك استدرك وقال: " لكنني أرسلت عضوين من المكتب السياسي إلى لقاء الشيخ القرضاوي , وطلبت منه ألا يتعجل في الفتاوى حول ما يجري في سوريا , وفعلا ً توقفت الفتاوى قرابة شهرين . كما كلمني شيخ الأزهر وطلبت منه نفس الشيء؟
سألته:
السيد أبو الوليد برأيكم كيف السبيل لحل الأزمة, خاصة وأننا نستمع إلى فتاوى شيوخ من السعودية تحض على القتل والتكفير, وتؤجج المشاعر الطائفية؟ وجميعنا يعلم أن تنظيم الإخوان المسلمين هو من يقف وراء كل مايجري ؟
بداية طلبت لقاء الرئيس الأسد , ولم يتحقق لي ذلك, ومن ثم علمت أن القصر مستاء مني لأنني لم أرد على القرضاوي. لكنني ذهبت وقابلت سماحة السيد حسن نصر الله, وشرحت له وجهة نظري, وإنني قادر على حل الأزمة ؟ وفعلا التقى سماحته مع السيد الرئيس, وطلب مني بعد يومين أن أباشر بحل الأزمة, وقبل أن أقوم بأي فعل, تلقيت عدة اتصالا هاتفية من كبار قادة الأمن السوري, يطلبون مني عدم القيام بأي فعل في هذا الخصوص, فتوقفت فورا.
هنا كان لابد أن أوجه له سؤالا كان يعتمل صدري طيلة الطريق إليه:
السيد مشعل اسمح لي بما أنكم قادرون على حل الأزمة إذا انتم جزءاً منها
فقال: الناس لديها مطالب, و هي محقة من وجهة نظري. واستعمال السلاح ضدها, هو الذي أدى إلى إذكاء الفتنة؟
قلت له:
لكنهم حملوا السلاح بوجه عناصر حفظ النظام والأمن, منذ اليوم الأول الذي نزلوا فيه إلى الشارع, ولم يكونوا يحملون أغصان الزيتون بل الرصاص القاتل مباشرة. وكلنا يعلم أيضا أن الرئيس الأسد لم يسمح لعناصر حفظ النظام, بمواجهتهم بغير العصي المتعارف عليها عالميا, الأمر الذي يفسر سبب سقوط العشرات منهم في الأيام الأولى, لأن العصي لم تكن قادرة على تأمين الحمية لهم من الرصاص الذي كان ينهمر عليهم.
قلت له: أبا الوليد ألم ترى مثل كل الناس كيف تمت عملية قتل نضال جنود, في سوق الخضار بوحشية, من قبل إرهابيين يدل على أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم دموي والتاريخ شاهد على جرائمهم .
لقد عشنا في سوريا دمويتهم في ثمانينيات القرن الماضي, وتاريخهم منذحسن البنا حتى الآن لم يتغير: قتل وتدمير واغتيال للأدمغة والعلماءوضباط وعناصر الجيش , الكفوءة.
ترى من تخدم هذه التصرفات؟ بكل تأكيد لا تخدم سوى العدو الأساسي لكل عربي شريف " إسرائيل " وسيدتها الولايات المتحدة الأمريكية.
" لكنه ظل متمترسا وراء رأيه " ..
غير أنه, والحق يقال, أسهب في الشرح والطرح , متيقنا بإنني لم اقتنع بأي حرف تفوه به عما يجري في سوريا.
مع ذلك, عدت لأطرح عليه السؤال ذاته:
ترى لماذا لا تحاول مرة أخرى مقابلة السيد الرئيس؟
فأجابني إن الرئيس سيقابله خلال أيام قليلة
ولكنني كنت اعلم من مصادر إعلامية موثوقة في الكويت ومصر والدوحة, أنه يراوغ, وانه يستعد للرحيل.
وهنا بدأت الأسئلة تنهمر في مخيلتي:
ترى انتهت المهمة الموكلة إليه؟
وهل هو رديف لعزمي بشارة الذي استقبلته سوريا وأطلقت عليه لقب مفكر أيضا؟
وهل فتاوى القرضاوي, ودولارات السعودية وقطر, أهم من القضية الفلسطينية, بالنسبة لهؤلاء الناس؟
· ولكنني كإعلامية أدرك تماما ان القضية هي آخر همومهم, والدليل على ذلك, موقفهم من سوريا التي احتضنتهم كحركة مقاومة وكشعب فلسطيني بلغ عددهم في سورية ما يقارب الثلاثة ملايين نسمة, يتقاسمون معنا الرغيف ..
· وإذا عدنا إلى تاريخ القضية الفلسطينية , لنتذكر كيف استشهد الشيخ احمد ياسين " بوشاية من الخائن " الملقب بالأمير الأزرق من قبل نتنياهو وباراك وشارون "وهو ابن احد قادة حماس " وحاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أنا اعتنق المسيحية "؟
لذلك لم نفاجأ من إغلاق مكاتبه وخروجه من سوريا التي احتضنته والذهاب إلى مقتله, إلى أحضان أعداء الأمس القريب.
نعم خالد مشعل ذهب إلى مقتله بكامل إرادته وتعصبه الديني وانتماءه لحركة الإخوان المسلمين والذي هو من ابرز معتنقيها , ورفض رفضاً قاطعا أن ينشر من حديث مطول معه لم تسعفني ذاكرتي إلا بما استطعت أن أوصله للقارئ , لأن المسجلة سحبت مني والموبايل أيضا , من اجل أمنه في بلد كان مضرب المثل بالأمن والأمان , واليوم يفقد الأمن جراء تنظيم الإخوان المسلمين وخالد مشعل من أبرز أعمدتها الرئيسة
والسؤال يطرح نفسه
ترى ماذا تنتظر دمشق لإقفال مكاتبهم وطردهم من الأراضي السورية الميكفي الشعب السوري من دماء تزهق كل يوم ؟ والعراقيون والفلسطينيونكذلك؟ الم يحن الوقت ليذهب العراقيون إلى بلادهم؟ أم أهل جبهة النصرةبحاجة لفتح مكاتب بدمشق أيضا؟
سيدي الرئيس
نريد سوريا للسوريين فقط , إن اخطأ شبابنا, الدولة كفيلة بإعادتهم إلى صوابهم < ونطلب ألا يدخل أي عربي أو أجنبي سوريا إلا بتأشيرة وكفيل ..
يا سيادة الرئيس ؟ نحن معك وأرواحنا فداء للوطن, ولنا في حكمة الشاعر عبرة حين قال:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا ..
|
| |
|