يؤسس لموقف خطير في العلاقات الدولية ويفجر العنف في المنطقة برمتها وقال "نحن نعتقد أن الأزمة التي تشهدها سورية في الوقت الحاضر وللأسف هي أزمة مصدرة ومفروضة من البلدان الغربية على سورية تلك البلدان التي تقدم مصالحها على أرواح ودماء شعوب المنطقة".
وأوضح صالحي في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوري في طهران تحت عنوان "لا للعنف نعم للحوار والديمقراطية" أن هذا المؤتمر بإمكانه أن يكون خطوة مهمة لعبور الأزمة في سورية وهو سيساعد على إعادة الاستقرار والهدوء الى البلاد.
وقال صالحي "إن اجتماع اليوم هدفه المساعدة على إعادة الاستقرار والأمن والهدوء لسورية.. ونحن على ثقة بأن إقامة هذا المؤتمر الهام في إيران والذي بني على التفاهم الشامل بإمكانه أن يشكل خطوة هامة في المستقبل السوري ويكون رداً واضحاً على مشاريع التدخل الأجنبي وإرهاب المجموعات المسلحة غير المسؤولة التي لا تفهم سوى لغة السلاح وقتل الأبرياء وهدم البنية التحتية الاقتصادية وهدم دعائم التراث والتاريخ الوطني لهذا البلد العريق".
سورية نموذج ناجح للتعايش السلمي بين مختلف الأطياف والقوميات والأديان السماوية
وأعرب الوزير الإيراني عن أمله بأن يتوصل المتحاورون الى خطوات عملية لوقف العنف وحقن دماء الشعب والتوصل إلى صيغة تفاهم طالما حمل مشعلها هذا الشعب وقال " سورية هي أحد البلدان المهمة والمصيرية والمؤثرة في منطقة الشرق الأوسط .. هذا البلد الذي جسد أروع صور التعايش السلمي في المنطقة لذا فإنه يمكن اعتبار سورية نموذجاً ناجحاً للتعايش السلمي بين مختلف الأطياف والقوميات والأديان السماوية المقترنة بالتفاهم والتعايش وكذلك إقامة علاقات حسنة مع جميع البلدان.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن بعض الأطراف الخارجية تسعى إلى ابعاد الحلول السلمية في سورية ودعم العنف فيها وقال " للأسف نحن نرى أن بعض الأطراف الإقليمية تسعى من خلال استجلاب الدعم الخارجي لتأزيم هذه الأوضاع وإبعاد أي حلول سلمية ودعم العنف داخل سورية وهؤلاء يدعمون بشكل واضح تيارات العنف داخلها".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن إيران لن تألو جهدا من أجل حقن الدماء وعودة السلام إلى سورية وهي بادرت الى سرعة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بمشاركة ممثلي كافة أطياف الشعب السوري معتبرة ذلك طريقاً وحيداً للخروج من هذه الأزمة وحل الخلافات من خلال الحوار الوطني السلمي.
وأشار صالحي إلى أن خيار العنف لن يحل الازمة في سورية وإنما سيعود بالضرر على المنطقة كلها وقال "نحن نعتقد بأن الأعمال وخيارات العنف لن تحل الأزمة بل تؤدي إلى ضرب الأمن ونشر العنف إلى سائر بلدان المنطقة وإننا نشهد الآثار السلبية والمدمرة لهذه المسألة في بعض البلدان المجاورة لسورية وللأسف وبسبب التدخل الأجنبي فإن الأزمة في سورية توسعت وأصبحت أكثر تعقيداً وذات أبعاد دولية في الوقت الحاضر فالبعض يسعى من خلال إجراءات أحادية الجانب لفرض إرادته وآرائه على الآخرين والاصطياد في الماء العكر من خلال تأزيم الأزمة في سورية وبرأينا فإن هذه الإجراءات قد ولت وأصبحت عديمة الفائدة وان الحل يجب أن يكون مدعوماً بالجهود المختلفة والعقل الجماعي في المنطقة".
الخطوات غير العقلانية في تسليح المجموعات المسلحة وإرسال الإرهابيين تساهم فقط في تعقيد الأزمة
وقال الوزير الإيراني "إن إيران تؤكد أن الخطوات غير العقلانية لبعض الأطراف في إطار تسليح المجموعات المسلحة العمياء وإرسال الإرهابيين إلى سورية تساهم فقط في تعقيد الأزمة في سورية وتصاعد العنف هناك وفي الأيام الأخيرة وبكامل الأسف بثت أخبار بأن بعض الأطراف تنوي بشكل علني تزويد المجموعات الإرهابية داخل سورية بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وهذا يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية ويعتبر تدخلاً فاضحاً في بلد مستقل ورغم أنهم كانوا يقومون بذلك سرا لكنهم اليوم يريدون القيام بذلك علنا وهذا الأمر من شأنه أن يؤسس لمبدأ خطير في العلاقات الدولية ويهدد الأمن في المنطقة ويؤسس للعنف المنظم فيها".
ودعا الوزير الإيراني إلى دعم جهود مبعوث الامم المتحدة الى سورية الأخضر الإبراهيمي والالتزام بتطبيق خطة كوفي عنان ذات النقاط الست ومقترحات الحكومة السورية لحل الأزمة مبيناً أن اكتمال عملية الإصلاح في سورية في أجواء هادئة وسلمية من شأنه أن يضمن مشاركة كافة أطياف الشعب السوري في تحديد مصيره المستقبلي وإن ذلك بحاجة إلى وقف أعمال العنف ومشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية السلمية.
وأكد صالحي "أن الإصلاحات يجب أن تتخذ أبعاداً اجتماعية واقتصادية وسياسية تنتمي للثقافة الوطنية السورية وأن تقوم وتتقدم من قبل الشعب السوري دون أي تدخل أجنبي ونحن نعتقد بأن هذه الإصلاحات يجب أن تنتهي بانتخابات حرة وعادلة وشفافة بمشاركة كافة التيارات السياسية كي يتمكن الشعب السوري من المشاركة بكل حرية في تقرير مصيره المستقبلي في إطار عملية ديمقراطية شفافة".
وبشأن العدوان الإسرائيلي المفتوح على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أكد صالحي أن الكيان الصهيوني يقوم باعتداءات صارخة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وينتهك الأعراف والقوانين الدولية وخاصة المواد الواضحة لحقوق الإنسان وقال "هذا التوجه الصهيوني ناتج عن عدم التوجه والاحتجاج الدولي ضد العدوان العسكري لهذا الكيان في السابق والوقت الحاضر والذي جعل هذا الكيان يتجرأ على ارتكاب المزيد من الجرائم لدرجة أن مجلس الأمن الدولي التزم الصمت دون أن يدين العدوان الأخير".
ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن الظروف والإمكانات الإقليمية وخاصة لمنظمة التعاون الإسلامي بإمكانها أن تساهم في ردع هذا العدوان بشكل جدي وأن تتصدى لهذا التوحش الصهيوني داعياً كافة البلدان العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتهم بهذا الصدد واتخاذ ما يلزم لمساعدة الشعب المظلوم في غزة وتمكينه من المقاومة والدفاع عن نفسه.
السفير الروسي في طهران: لا يمكن أن نراهن على مساعدة مجلس الأمن للشعب السوري
من جهته أكد السفير الروسي في طهران لوان جاغاريان أن الظروف الراهنة في سورية صعبة وتثير القلق نظراً للسلاح الذي يتدفق الى "المجموعات المعارضة فيها" مشيراً إلى أن بلاده تعرف كيف حصلت القاعدة والتيارات المتشددة على هذا السلاح.
وأوضح جاغاريان في كلمة باسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال افتتاح المؤتمر ان مجلس الأمن لم يتخذ موقفاً جاداً من الأسلحة والمعارضة في سورية وقال "حاولنا أن نصل إلى توافق في المجلس وانقاذ مهمة مبعوث الأمم المتحدة الى سورية الأخضر الإبراهيمي لكننا واجهنا العراقيل لذلك لا يمكن أن نراهن على مساعدة مجلس الامن للشعب السوري".
وجدد السفير الروسي لدى إيران سعي روسيا للتوصل إلى حل للأزمة في سورية عبر الحوار والطرق السلمية مشدداً على وجوب الحوار بين جميع الأطراف في سورية لتحقيق الاستقرار فيها.
ولفت إلى أهمية دور إيران في المشاركة بإيجاد حل للأزمة في سورية كونها بلداً صديقاً لكل الأطراف السورية.
السفير الصيني: وجوب الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية في سورية
بدوره جدد السفير الصيني في طهران يوهون يانغ جي في كلمة مماثلة التأكيد على ضرورة التركيز على الحل السياسي والسلمي للأزمة في سورية عبر الحوار الوطني مشدداً على وجوب الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية في سورية.
وقال السفير الصيني "إنه يجب الاهتمام بالوحدة والسيادة في سورية والتركيز عليهما وهو ما عملت عليه الصين التي اتصلت مع كل الأطراف للوصول الى الحل السلمي".
وأضاف السفير يانغ جي " لدينا قناعة بأن عمل جميع الأطراف من أجل الحل عبر الحوار سيؤدي الى الاستقرار الذي تبذل من أجله الأطراف الدولية والمعنية خطوات جبارة استناداً إلى بيان مجموعة العمل حول سورية في جنيف وخطة النقاط الست التي طرحها المبعوث الأممي السابق كوفي عنان "لافتاً إلى وجوب عدم لجوء "المعارضة السورية" إلى صبغة عسكرية.
الهلباوي: الحلول الخارجية للأزمة لا تلبي رغبات الشعب السوري
من جهته أكد أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية كمال الهلباوي في كلمة خلال افتتاح المؤتمر أن كل الأطراف داخلية وعربية وإسلامية ومقاومة تخسر بسبب تعقد الأزمة في سورية موضحاً أن أهمية مؤتمر الحوار الوطني السوري اليوم تأتي كونه يعقد في طهران التي ليس فيها للأمريكيين أو الصهاينة دور.
وحذر الهلباوي من الحلول الخارجية للأزمة في سورية التي لا تلبي رغبات الشعب السوري.
وأعرب عن أمله في أن يخرج مؤتمر طهران للحوار الوطني بنتائج تؤدي إلى لم شمل كل الذين يهمهم مصلحة سورية وايقاف العنف ونزيف الدماء والانتقال بالبلد الى ما يصبو إليه الشعب السوري من عودة الأمن والاستقرار الى بلده.
الجعفري: الشعب السوري هو وحده من يقرر مصيره بنفسه
بدوره أكد ابراهيم الجعفري رئيس الائتلاف الوطني العراقي في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أن استنساخ أي تجربة ونقلها إلى سورية هو أمر ساذج جداً من قبل الدول الغربية الراعية لهذا المشروع مشدداً على أن الشعب السوري هو وحده من يقرر مصيره بنفسه بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وقال الجعفري "نحذر من مغبة التدخل بالشأن السوري لأن الشعب السوري هو الذي يقرر ماذا يريد ورأينا أنه عندما تدخلت بعض الدول وانتقلت القضية من الوضع الإقليمي إلى الوضع الدولي لم تزد الطين إلا بلة".
وأوضح "أن سورية ليست كبقية البلدان لا من حيث تاريخها ولا من حيث موقعها الحضاري ولا من حيث مكوناتها المجتمعية المختلفة ولا من حيث تجربتها السياسية".
وتساءل الجعفري "أين الدول العربية والمال والإعلام العربي الذين يدعون حماية الشعوب وحقوقها مما يجري في غزة من عدوان إسرائيلي سافر ولماذا يقفون ساكتين ويطبق عليهم الصمت".
من جانبه قال عبد الناصر جبري رئيس هيئة علماء مسلمي لبنان في كلمة مماثلة "إن مؤتمر الحوار الوطني في طهران يعطينا أملاً وتفاؤلاً طيباً بأن أهلنا في سورية هم باتجاه نحو الحوار والمحبة والوئام وهذا أمر له دلالاته الكثيرة والكبيرة" مستنكراً ما جرى في قطر من اجتماعات لما يسمى المعارضة الخارجية قائلاً "إن ما نتج عن اجتماعات الدوحة يبعث على استمرار العنف في سورية وهدم الإنسان والحجر والكيان السوري كله".
وشدد جبري على ضرورة رفض كل من يوجه بإشعال وتسعير العنف في سورية والمنطقة معرباً عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوافق بين جميع المشاركين فيه على إيقاف نزيف الدم وانهاء الازمة في سورية.
وأكد جبري "أن ما يحدث في سورية أمر خطير جدا سعت اليه القوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة عندما وعدتنا بما يسمى "الفوضى الخلاقة" وبما نشاهده اليوم ليس من اجل ان تتقدم بلادنا بل من اجل تدميرها".
ويشارك في مؤتمر طهران شخصيات تمثل الحكومة السورية وتيارات سياسية من المعارضة واكثر من مئتي شخصية من رؤساء أحزاب وعشائر وشخصيات دينية.