الصورة الافتراضية التي رسمتها الحملات الإعلامية والتسريبات السياسية وبعض التصريحات عن الوضع في سورية تتساقط تباعا بعد جلاء المسار.
الذي اتخذته التطورات الميدانية المستجدة في كل من محافظتي حمص واللاذقية بحيث انهارت رواية المعارضات السورية والحلف الاستعماري الغربي دفعة واحدة..
أولا: تبين بالتجربة أن الدولة الوطنية السورية تقاوم عصابات تضم قطاع طرق ولصوص ومجرمين إلى جانب التكفيريين والإرهابيين الذين يتشكلون في خليط هجين يضم مئات المقاتلين الذين حشدوا من الخارج الممتد من اليمن إلى أفغانستان مرورا بالسعودية وقطر والعراق ولبنان.
عصابات المرتزقة والقتلة واللصوص هي أدوات العدوان على سورية الذي تقوده الولايات المتحدة وهذه الأدوات العميلة والإرهابية باتت عارية تماما أمام السوريين وبريئة كليا من ادعاء كونها قوة معبرة عن معارضة تطالب بالإصلاح ، فهي أولا قوة تدمير عمياء والأصح في تسميتها أنها فرق موت على الطريقة الأميركية التي ظهرت في السلفادور وتشيلي ونيكاراغوا وكذلك في العراق.
فرق الموت هذه هي أداة عدوان أجنبي لتعويض عجز الإمبراطورية الأميركية والحلف الأطلسي عن غزو سورية والمشروع الاستعماري بكل وضوح يستهدف إدامة النزيف على الأرض السورية لتعطيل القوة السورية وقدراتها الإستراتيجية في مرحلة يجري خلالها رسم خريطة جديدة لتوازنات العالم والمنطقة.
ثانيا: ثبت واقعيا بأن البقع التي ظل المسلحون يتواجدون فيها في سورية منذ معركة بابا عمرو الفاصلة لم تستمر إلا لأن الدولة السورية لم تكن قد اتخذت القرار بسحقها واستعادتها إلى سلطة الدولة بينما تنهار العصابات والفلول في المواجهة مع قوات الجيش العربي السوري التي لم تستخدم شيئا يذكر من قدراتها الفعلية لا في العديد ولا في العتاد فالفصائل المقاتلة التي تنفذ عملية تحريرا لمعاقل الباقية للعصابات منذ انتشار المراقبين الدوليين لا تمثل سوى القليل القليل من القوة القتالية للجيش العربي السوري.
ليس التجاوب مع مهمة أنان فقط هو الذي أخر القرار الحاسم بل أيضا حرص القيادة السورية على حقن الدماء وتخفيف الخسائر إلى أقصى ما هو ممكن ولذلك فان أوكار العصابات حوصرت وقطع عنها الإمداد المالي والعسكري وتقدمت عمليات السيطرة على الحدود و سدت معظم معابر التهريب من لبنان وتركيا في حين أفسح المجال أمام مغادرة السكان للمناطق التي تمركز فيها الإرهابيون والقتلة والمتمردون وترك الباب مفتوحا في اتصالات مباشرة أدارتها الدولة السورية لإفادة المسلحين من فرص العفو بعد إلقاء السلاح.
ثالثا تلك العناصر التي أحاطت بالتعامل مع أحياء حمص القديمة التي أنهى فيها الجيش العربي السوري سيطرة العصابات المسلحة خلال أيام، خفضت كلفة المعركة القتالية فقد جاءت عملية الحسم بعد استسلام مئات المسلحين خروج معظم السكان ، مما جعل معدل المخاطرة أقل ما هو ممكن ، وهذا ما تفيد به حصيلة المعارك التي يقودها الجيش السوري لتطهير مدينة حمص التي كانت تعتبر في حساب العصابات الإرهابية و واجهة مجلس اسطنبول وفي مخطط المخابرات الأجنبية وعملائها من الخليج وتركيا العقدة المركزية التي يمكن بواسطتها قلب المعادلات في سورية.
من قلب المعادلات في أيام هو الدولة الوطنية السورية لأن شعبها يلتف حولها وحول جيشها ورئيسها مستعجلا الخلاص من عصابات القتل والإجرام التي خرج من صفوفها الآلاف وألقوا السلاح والناس يطالبون الدولة والجيش بتصفيتها حتى آخر مسلح لكن الدولة السورية تعمل وفق القاعدة التي أرساها الرئيس بشار الأسد بترك الباب مفتوحا أمام توبة جميع المتورطين من موقع أن الدولة مسؤولة عن الناس وعن توفير فرص الحياة الكريمة لهم بعد استعادتهم إلى جادة الصواب.
رابعا بقدر ما تبدو الحرب على سورية محكومة بالفشل وبقدر ما يبدو أن الدولة الوطنية السورية مصممة على الفوز بها لصالح ثوابتها الوطنية والقومية ودورها الإقليمي الكبير وعلى قاعدة مركزية فلسطين التي أكد عليها الرئيس بشار الأسد يوم أمس ، فان الدولة الوطنية السورية التي تقود العملية السياسية وتندفع في طريق الإصلاح والتجديد تخوض معركة الدفاع عن الوطن.
لا قيمة لأي موقف بشأن الوضع السوري لا ينطلق من حقيقة أن الموضوع الرئيسي والحاسم اليوم هو إسقاط عدوان أجنبي تنفذه مجموعات مرتزقة كنقطة انطلاق لأي كلام آخر و إن أيا كان داخل سورية أو خارجها سوريا كان أم عربيا ، لا يحق له أن يتفلسف على الدولة الوطنية السورية وعلى الرئيس السوري بشأن إدارة الصراع وتفاصيل ومسارات الدفاع عن سيادة سورية واستقلالها ، ما لم ينطلق أصلا من الاعتراف بأن الموجود على الأرض عصابات مرتزقة وليست فصائل مناضلة من أجل الحرية ، وبأن الزعماء الناشطين في الخارج عملاء للأجنبي ومرتزقة عند قطر والسعودية وليسوا معارضة جديرة بالاحترام وبأن من يسايرونهم من المعارضين السوريين ليسوا إلا انتهازيين ينتظرون على التلة.
سورية تقاوم العدوان الأجنبي ولا مجال أمام الأحرار إلا الوقوف معها والنضال المشترك لصد العدوان الأميركي الأطلسي الخليجي التركي فقد سقطت كل المزاعم، لا سلمية ولا بطيخ بل سواطير وتفجيرات انتحارية وتهريب و لصوصية وارتزاق، لا إصلاح ولا من يحزنون بل مطلب واحد هو احتلال سورية من قبل الحلف الأطلسي وتدميرها هذا ما يدعو إليه قادة المعارضات المتناحرة في تجمعات غليون والسيدا والعرعور والشقفة والغادري وأضرابهم من مرتزقة ليفي وحمد وبندر والحريري.
ظهر الحق وزهق الباطل وفجر سورية الآتي بانتصار المقاومة والاستقلال سيرسم معادلات جديدة في العالم كله.