أكاذيب مستمرة حول سورية - غالب قنديل

أكاذيب مستمرة حول سورية - غالب قنديل
تواصل جوقة من وسائل الإعلام و الكتاب و المحللين و السياسيين في المنطقة تجاهل الوقائع السورية الصارخة و هي تروج الصورة الافتراضية التي يريد السيد الأميركي ترسيخها و بناء مساوماته بعد الهزيمة على أساسها عبر الزعم الموصول بأن ما يجري في سورية هو ثورة شعبية و بأن التفاوض مع الواجهات العميلة للغرب الاستعماري يمكن ان يوقف العنف .

اولا تجمع اليوم جهات غربية عديدة على حقيقة الدور المحوري لعصابات التكفير الإرهابية في الأحداث السورية و قد ذهبت التصريحات الرسمية الأميركية و الفرنسية و البريطانية إلى حد الاعتراف بكون جبهة النصرة القاعدية القوة الرئيسية العسكرية المناهضة للدولة الوطنية و قبل عامين عندما تحدثت الجهات الرسمية السورية عن وجود جماعات إرهابية علا الصياح من كل مكان دفاعا عن كذبة الثورة المزعومة التي تخيلها بعض دعاة الحراك السلمي و حسني النية الإصلاحيين الذين باتوا اليوم لا يجدون مفرا من التراصف خلف الجيش العربي السوري دفاعا عن وطنهم ، لكن أيا من زمر الدجل و التضليل الإعلامي لم يحظ بشرف الاعتذار من الشعب السوري عن تزوير المعلومات و تعميم رواية كاذبة تخالف حقيقة الأحداث ، بينما كسبت الدولة السورية حصانة و مصداقية مضافين امام شعبها الذي خبر الوقائع لكن الغرب و عملاءه في المنطقة مصممون حتى الساعة على تجاهل حقيقة الإرهاب في سورية كمحور للأحداث و هم مصممون ايضا على تجاهل حقيقة أن الدولة الوطنية السورية هي اليوم القوة المتقدمة في مجابهة الإرهاب و التكفير الذي يقولون في الغرب إنه يهدد امنهم و هم من يرعاه و يراهن على استعماله كما بينت التطورات السورية .

ثانيا يتأكد اكثر من اي وقت مضى ان ما يواجه سورية هو عدوان اجنبي و حرب استعمارية و يتبين هذا البعد الحاسم من خلال مراجعة الوقائع المتعلقة بتكوين غرف العمليات و إنشاء الأحلاف السياسية و المخابراتية و العسكرية و الاقتصادية لمحاصرة الدولة الوطنية و لمعاقبة الشعب السوري على ولائه لوطنه و ثقته العالية بالرئيس بشار الأسد و تعلقه بالجيش العربي السوري و يكفي استرجاع هوية مصادر و خطوط تمويل و تسليح العصابات الإرهابية التي ظهرت و تعاظمت في الواقع السوري و قد تولت الولايات المتحدة قيادة الحرب العالمية على سورية طيلة العامين الماضيين و الأصح انها كانت تواصل حروبها السابقة عليها منذ العام 2000 و الغاية المركزية كانت و ما تزال ضرب دور سورية المحوري في منظومة المقاومة ،و الشراكة الإسرائيلية المباشرة في هذه المؤامرة الدولية الكبرى عززها انخراط الحكومات العربية التابعة للغرب التي تبطن الكثير من العداء لنهج سورية المقاوم و لرئيسها الذي تميزت خطبه في القمم العربية بمواكبة الوجدان الشعبي على الصعيد القومي و بفضح أتباع الغرب و عملائه ، اما الانخراط التركي في العدوان فهو من مترتبات العضوية التركية في حلف الناتو ناهيك عن الوهم العثماني البائس ، غرف العمليات في تركيا و شحنات الأسلحة و شبكات الاتصالات و العقوبات و إرسال الإرهابيين في حملات حشد دولية منسقة جميعها مظاهر عدوان اجنبي و ليست معالم ثورة .

ثالثا من اخطر وجوه كذبة الثورة المزعومة حجم التواجد الأجنبي الإرهابي في سورية فهو قوة عدوان اجنبية قدرها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بخمسين ألف مقاتل مما يسمى فصائل الجهاد العالمي و بقدر ما يبدو هذا الرقم ضخما و مفزعا بجميع القياسات فهو منطقي و بعيد عن المبالغة ،إذا علمنا ان هؤلاء تم جلبهم إلى سورية من 29 دولة في العالم كما ذكر تقرير لفريق تقصي أممي زار سورية في نهاية كانون الأول الماضي و نشر في بروكسل ، و إذا كانت الأرقام المتداولة لدى جهات غير سورية تتضمن اكثر من عشرة آلاف تونسي و مع اعتراف مسؤولين في فرنسا و بريطانيا و أستراليا و الولايات المتحدة و كندا بوجود مسلحين يحملون هذه الجنسيات على الأراضي السورية ناهيك عن اكتشاف المزيد من الضباط الأجانب و الخليجيين و الأتراك بين القتلى و الموقوفين لدى السلطات السورية تترسخ حقيقة العدوان الأجنبي و تتعظم قوة و مهابة الصمود الشعبي السوري و قوة الجيش العربي السوري و جميع الحقائق المشار إليها تجعل السبيل الأول لوقف العنف هو فرض الالتزام ببنود خطة الرئيس الأسد على حلف الخيبة الاستعماري و فرض انتقال البيئة الدولية من ترهات اميركية تركية خليجية سخيفة عن انتقال السلطة ، إلى دعم الدولة الوطنية السورية في مجابهة الإرهاب و هو الموقف المفترض أخلاقيا و سياسيا بعد هزيمة المعتدين.

رابعا من قمم الدجل و الخداع الزعم القائل أن التفاوض مع واجهات المعارضة المرتبطة بالأجنبي هو السبيل لوقف العنف و بينما الجهة الوحيدة الفاعلة ميدانيا من بين مكونات تلك الواجهات و هي تنظيم الأخوان المسلمين لاتمون سوى على شلل عسكرية صغيرة ذابت في فصائل التكفير و شقت طريقها في تشكيلات الإرهاب المنظم الذي أنتجه الأخوان في سورية منذ الثمانينات تنظيرا و مذابح و اغتيالات و عمليات قتل جماعي بقيادة ثنائي طيفور – الشقفة و ائتلاف المرتزقة الذي أعلن من الدوحة ليس سوى واجهة انتهازية لتنظيم الأخوان لا طول لها و لا حول تقتلها شهية الكراسي الوزارية و النيابية و هي لا تمون على مسلح واحد في أي صيغة افتراضية لوقف النار او لإنهاء مظاهر التمرد المسلح ، بل إن قيادة الأخوان نفسها تدرك عدم قدرتها على ممارسة اي مونة على جماعات التكفير التي اطلقتها و وفرت لها الدعم المالي و العسكري من الخارج .

خيار سورية هو الصمود و المقاومة و التصميم على النصر و تقهقر قوى العدوان لم ينطلق لولا ثبات السوريين و جيشهم و قد خبروا جدية الدولة الوطنية في رعاية حوار حقيقي داخل المجتمع من اجل حماية سورية و تطوير دولتها و حياتها السياسية و الوطنية .. إن جبل الكذب ينهار أمام الحقائق العنيدة.

» أكاذيب عربية لحماية إسرائيل – غالب قنديل
» سورية و الإرهاب التكفيري - غالب قنديل
» يدعمون القاعدة في سورية ...غالب قنديل
» انتصار سورية مسألة وقت ...غالب قنديل
» المأزق الاستعماري في سورية - غالب قنديل