مرسي وحمد يتسابقان على الاستنكار اللفظي للهجوم الاسرائيلي على غزة

من الإخوان الذين يحكمون قطاع غزة، واكتفى الرئيس المصري محمد مرسي بالعودة إلى أسلوب الرئيس السابق حسني مبارك بالتنديد، والاتصال بالإدارة الأميركية للتدخل، من دون أي فعل يرغم السلطات الإسرائيلية على إيقاف عدوانها، فيما دعا حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته"، دون أن يقدم على أي خطوات عملية تساعد "حلفاءه" في حركة حماس.
وندد مرسي بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفها بأنها "غير مقبولة"، وقال مرسي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما: إنه ناقش "سبل الوصول إلى تهدئة وإنهاء العدوان"، وبدا مرسي مقهوراً ومكتئباً مقارنة بالخطب التي ألقاها في السابق، وتجنب مراراً النظر إلى الكاميرا وهو يتحدث عن الخطوات التي اتخذها لاستدعاء السفير المصري في إسرائيل والاتصال بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال: "على إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلباً على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وبعدما عبر عن تعازيه "للضحايا في غزة"، أكد حمد أن "مجلس الأمن يجب عليه أن يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والأمن في العالم"، وقال: "أحب أن أدين" ما سماه "الهجوم الإسرائيلي"، وأضاف الوزير القطري: نحن نرفض الإرهاب، ونرفض التطرف، لكن هذه القضية ومثل هذه الاعتداءات غير المسؤولة وغير المبررة يجب أن تدان من قبل العالم".
ويواجه مرسي مأزقاً عميقاً في علاقاته مع إسرائيل، فبينما يحرص على إظهار كراهية شعبية واسعة النطاق لإسرائيل فإنه يحتاج أيضاً إلى إقناع القوى الغربية ألا تخشى حكم الإسلاميين في مصر.
واعتبر الدكتور جمال زهران عضو مجلس أمناء التيار الشعبي وأحد منسقي الجمعية الوطنية للتغيير أن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يعد اختباراً للقيادة المصرية ومدى قدرتها على اتخاذ رد فعل قوي وإيجابي داعياً الى التصعيد بالتلويح بوقف التطبيع مع إسرائيل وفتح الملفات المسكوت عنها مثل التعويضات الخاصة بالشهداء المصريين والفلسطينيين وإجراء مشاورات مع الدول العربية للضغط على الكيان الصهيوني.
وفي سياق السياسة الفرنسية القائمة على الوقوف إلى جانب إسرائيل ورفضها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن دعم بلاده لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع عزة، معتبراً أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ووضع فابيوس الجلاد والضحية في خانة واحدة، داعياً إلى خفض التوتر وضبط النفس بين الإسرائيليين والفلسطينيين..
وكانت الخارجية الفرنسية دعت مساء الأربعاء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تجنب تصعيد العنف، دون أن تلحظ في بيانها أن إسرائيل، التي تحاصر القطاع منذ سنوات وتحرمه من جميع متطلبات الحياة، هي بدأت العدوان، وأن الفلسطينيين يقفون في موقع الدفاع عن النفس..
وكانت الولايات المتحدة اتخذت موقفاً مطابقاً للموقف الفرنسي، إذ عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إدانته لإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، وشدد على ما سماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وفيما بدا أنه تبرير للعدوان ورخصة للاستمرار به، اكتفى أوباما بدعوة نتنياهو إلى بذل كل الجهود الممكنة لتحاشي وقوع ضحايا مدنيين، وبدا أوباما كمن لا يدري ما يحصل، واكتفى بدعوة حركة حماس لوقف هجماتها على إسرائيل كي يتوقف تصعيد الوضع، حسب بيان البيت الأبيض.
كما انضمت لندن إلى الكوكبة الغربية المنحازة لإسرائيل في عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني، وبدل أن يدين هيغ الفعل العدواني الإسرائيلي، وجه إدانته لردة الفعل الفلسطينية الطبيعية على الهمجية الإسرائيلية، وقال في بيان: أدين بشكل كامل الهجمات بالصواريخ من غزة على إسرائيل، ولم ير هيغ ضيراً في استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كما لم ير شراً في الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، ولكنه تباكى على المستوطنين، الذين احتلوا أراضي الفلسطينيين وشردوهم منها، وعبر عن تعاطفه مع المعتدين، بالزعم: أن ما تقوم به حماس يؤدي إلى وضع لا يحتمل للإسرائيليين الذين يحق لهم العيش دون خوف!!.

سورية الان - الوكالات