رسالة سرية من جورج صبرا إلى حسن عبد العظيم

خلال عضويته في مجلس اخوان اسطنبول, يقوم جورج صبرا بإرسال رسالة "سرية" إلى حسن عبدالعظيم, يشكو إليه فيها حال مجلس اخوان اسطنبول, كما يبوح له بأن المجلس عبارة عن أداة بيد الإدارة الأمريكية التي تديره بوساطة تركيا, وينشر "فينكس" نص الرسالة كما حصل عليها.


نص الرسالة
الأخ حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية قد تجد من الغرابة أن أبعث إليك برسالتي هذه لكن ما عرفته واطلعت عليه منذ مغادرتي سورية وبحكم عضويتي في المجلس الوطني السوري جعلني أميل إلى مكاتبتك ومكاشفتك في بعض الأمور لما في ذلك من مصلحة لقوى المعارضة عموماً وللوطن بشكل خاص.
لقد تبين لي وبالدليل القاطع أن هذا المجلس ليس سوى حلقة ضمن سلسلة تمسك بها الولايات المتحدة وتقوم بإدارته بشكل غير مباشر في صراعها مع النظام في سورية وذلك من خلال الحكومة التركية ومخابراتها باعتبار أن تركيا الدولة المضيفة لجميع أعضاء المجلس وللنشاطات التي تقام على أراضيها بهدف دعم للثورة ويتمثل الدور التركي باتفاق سري عقدته حكومة أردوغان مع أعضاء المجلس الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين فهم أداة التحكم بالمجلس والموجّه الحقيقي لنشاطه ولم يكن (برهان غليون) إلا واجهة تقبلها دول العالم التي تدَّعي العلمانية والديمقراطية.
من المؤكد أنك تعلم بترشيحي لرئاسة المجلس خلفاً لـ(غليون) إلا أن ممثلي الإخوان المسلمين لم يستطيعوا التغلب على مشاعرهم وكبح توجهاتهم الطائفية نحوي رافضين قيادة المجلس من قبل شخص "مسيحي" لعل في ذلك مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية حيث فضلوا الإتيان بشخصية غير معروفة ومغمورة وليس لها أية خبرة في العمل السياسي فمن الممكن أن يكون إسناد مهمة رئاسة المجلس إلى (عبد الباسط سيدا) عاملاً في استمالة الأكراد السوريين وزجهم في الحراك الثوري ودغدغة مشاعرهم وربما إثارة أحلامهم في إحياء مشروع الفيدرالية الذي يسعون إليه منذ زمن طويل.


لن أطيل عليك لكني بدأت أشعر أن مجلساً كهذا قد أصابه من الفساد والضياع أضعاف ما يعاني منه نظام آل الأسد وإن كانت لا تصح المقارنة بينهما بسبب عمره القصير، ربما تكون قد سمعتَ عن الأموال وأشكال الدعم المختلفة المقدمة للمجلس باسم الثورة لكن جزءً كبيراً منها لم يصل ولم يتحقق الهدف المنشود منه فقد تم الاستيلاء عليه من قبل الفئة المسيطرة على قرار المجلس وأدائه وفعاليته، وهذا الفساد كان دافعاً جعلني أفكر ملياً في غاية وقدرة هؤلاء على إدارة الدولة بعد سقوط النظام الأسدي وربما ساعدني في خطوة سأتخذها لاحقاً في الوقت المناسب للتخلي عن عضوية المجلس الوطني السوري والانضمام إلى هيئة التنسيق في الخارج حالياً، إن قبلتم ذلك، أملاً في حصول تسوية أستطيع من خلالها العودة إلى داخل سورية في وقت قريب بعد استقرار الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية للعمل في صفوف المعارضة الوطنية الساعية لنهضة الوطن وتغليب مصلحته.
أرجو أن تكون رسالتي موضع ترحيب وأن تنال قدراً من الاهتمام لديكم ورغبة في إفساح المجال للتعاون فيما بيننا إذا قررتم ذلك لما فيه خير ومصلحة الشعب السوري.
11 / 6 / 2012
جورج صبرا

يُذكر أنه تم أمس انتخاب جورج صبرا رئيساً لمجلس اخوان اسطنبول, ومن المؤكد أن إقامته بالرئاسة ستنسيه هذه الرسالة ومضمونها