الزيارات الأخيرة لغزة تثير الشكوك بقلم : حسين الربيعي


	الزيارات الأخيرة لغزة تثير الشكوك بقلم : حسين الربيعي قد يظن البعض أن الفلسطيني ساذجا ، ويمكن أن يتنازل عن حقوقه التي ضحى وجاهد وعانى من أجلها كل العقود الستة الماضية من أجلها ، بطريقة الخديعة والرشا .. هذا إنطباعي مع علامات أستفهام كثيرة تولدت عن الزيارات الأخيرة لقطاع غزة من محور المساومة في المنطقة ، فبعد زيارة حاكم مشيخة قطر ، حمد بن خليفة ، كانت هناك زيارة لوفد بحريني .. وكلتا الزيارتين أظهرتا إغداقا في "الكرم" إتجاه القطاع ، في وقت كانت الأولوية لحكام قطر في "إهدار" الثروة بإتجاه خلخلة الوضع العربي لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية الفلسطينية من خلال ما سمي بالربيع العربي .. فيما يبخل حاكم البحرين على شعبه بالأهتمام الذي يستحقه ويستقوي بقوات "درع الجزيرة" لمنع اي تقدم وتغيير ديمقراطي في نظام حكم عائلته ,, يحاول الأثنان إذا لبس "قميص عثمان" .. او قناع القضية الفلسطينية ، في محاولة لتغطية الهزيمة الكبرى التي لحقت بهما .. إن كانت في المنامة أو الشام . بعد هذا.. يأتي إعلان رئيس وزراء تركيا يوم الجمعة الماضي ، بإعتزامه زيارة غزة في أقرب فرصة ، فإن في الأمر بالإضافة لتغطية العلاقة المريبة مع العدو الصهيوني والرضوخ التام للهيمنة الأمريكية ، أمور أخرى : 1 ـ وضع حكومة حماس في منزلق الهاوية ، للقبول بما يسمى " خيار السلام " ، والأنفكاك نهائيا عن معسكر المقاومة وخياراتها ، وفك الأرتباط بمحورها .. حزب الله وأيران وسورية ، مما يمكن تفسير هرولة محمود عباس الغريبة نحو التخلي عن حق العودة أخيرا ، كأنه خوف من تنافسه الممكن في المستقبل مع حماس على رضا "إسرائيل" ، لما يمكن أن تقدمه حماس عبر حلفائها الجدد أصدقاء وخدم الكيان الصهيوني .. حكام قطر والبحرين وتركيا . 2 ـ الأنغماس الظاهر بأتجاه توثيق العلاقة مع حماس على حساب السلطة "الوطنية" ، تكريس للأنقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني ، وهو الأنقسام الذي يترك هامشا واسعا للكيان الصهيوني وربائبه العربيات والأسلاميات ، للتحرك بفرض إستسلاما على كلا السلطتين في كل من الضفة والقطاع ، وكل على حدا ، والأستفادة لاحقا ببث الفتنة بين الضفة والقطاع ، لتبديد إمكانيات العودة للثوابت الوطنية الفلسطينية .. وإعاقة أستمرار المقاومة . ولكن .. هذه المحاولات لن تمر ، فالفلسطيني ليس ساذجا كما يعتقدون ، فإن التفاف الفلسطينين لن يكون إلا حول حقوقه ، حول الوسيلة الوحيدة التي يسترجع بها هذه الحقوق .. المقاومة ولا شيء غير المقاومة ، فما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة .. وللخونة والمنهزمين الخزي في الدنيا .. وفي الأخرة جهنم وبئس المصير .
	2012-11-07

» جرمانا وثقافة الطائفية بقلم : حسين الربيعي
» حكومة سورية" في المنفى !!! بقلم : حسين الربيعي
» العفو العام ... بين المعارضة والتأييد بقلم : حسين الربيعي
» انفجار الأشرفية .. اسبابه واهدافه بقلم : حسين الربيعي
» مؤتمرات المعارضة السورية وحبل الكذب بقلم: حسين الربيعي