العفو العام ... بين المعارضة والتأييد بقلم : حسين الربيعي

العفو العام ... بين المعارضة والتأييد بقلم : حسين الربيعي

قد تبرز هذه احداث هذه الايام على سجن تسفيرات تكريت واقتحامه وتهريب غالبية سجنائه ، وتصاعد العمليات الارهابية في بغداد والمحافظات ، مدى الاحباط المتفاقم من المماطلة باصدار قانون العفو عن السجناء والمعتقلين وانتهاج مصالحة وطنية شاملة .
اذ ان قانون العفو العام ... عصي على الولادة ، بسبب الخلافات الحادة بين اطراف العملية السياسية ، فيما الحديث عن المصالحة تحول الى ما يشبه المقدمة الموسيقية لتلك الاطراف ، مع انه ــ قانون العفو العام ــ من احد اهم وسائل تحقيق تلك المصالحة ، ولذلك فإن الاوضاع العراقية لن تصل الى درجة استقرارها وثباتها المطلوب لعملية التقدم .. لا على المستوى الامني ولا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي بل ، بل على المستويات الاخرى التربوية والثقافية وغيرها .
ان اقرار مشروع العفو العام ، يحتاج الى شجاعة ونية صادقة عير متوفرتين لمن بيدهم الأمر ، من كلا الطرفين الدافع بإتجاهه والمضاد له ... لأغراض شخصية وحزبية و طائفية ، وقد يكون هذا الاقتناع السائد بين الناس ، خصوصا اصحاب الفائدة من هذا القرار من المعتقلين واهاليهم ، السبب في اتساع الهوة بين الاطراف السياسية وبين المواطن العراقي .
لقد مضت سنوات عديدة على انطلاق ما سمي المصالحة الوطنية ، والتي حضرت شخصياً احدى مؤتمراتها وشاركت في تحمل ماسمي "ورشة" الميلشيات ، وكانت برئاسة النائب محمد ناجي العسكري ، اهم ما ادرج في نهاية مطاف المناقشات .. المطالبة باقرار العفو العام ، وثبت هذا المطلب ضمن مقررات المؤتمر ، وها قد مضى على هذا المؤتمر اكثر من خمس سنوات!!.
انه مع تزايد عدد السجون والمعتقلين والمسجونين تحت اسوارها ، لم ينقطع دابر الاعمال الارهابية ، وهذا يؤكد ان غالبية المعتقلين ابرياء ، ونحن نمتلك بعض الاثباتات والادلة على ذلك فإن الحل الامني الذي يسوغ عليه البعض معارضتهم لمشروع العفو العام ، له اسباب اخرى غير حرية الموقوفين .
إن على معارضي قانون العفو العام ، ان يديروا رؤوسهم لجهة الغرب ويتابعوا نشرات الاخبار عن حراكات المصالحة الوطنية في سورية ، التي تمر بأزمة بالغة وتدور ضدها حرب عالمية ، اذ لا تكاد تمر ايام حتى يتم اطلاق اعداداً كبيرة من المعتقلين على اساس عودتهم للجادة الوطنية .
ان على لجنة المصالحة الوطنية متابعة السجناء والمعتقلين المطلق سراحهم ....لغرض مواصلة تأهليهم ، ضمن لجان محلية والوقوف على الاسباب التي تفترض عودتهم للنشاط "الارهابي" ويمكن استخدام المنظمات المجتمعية كافة ضمن نفس الاطار في حملة توعوية غايتها غرس ثقافة وطنية واستئصال حالات الحقد والضغينة التي ترسخت في عقول المعتقلين ... نتيجة مشاعر الظلم التي يعانون منها جراء اعتقالهم التعسفي والوسائل القاسية اللاانسانية اثناء فترة الاعتقال .
ولعل المهمة الاخطر ، هي طريقة تعامل المجتمع واجهزة الدولة مع المعتقلين بعد اطلاق سراحهم ... فبدون التسامح المشترك لن يتمكن شعب او امة ان تنسى جرائمها وتتجاوز ازمتها ، ولقد ان فعلا لنا جميعاً كعراقيين ان نتعض من كل ماجرى ، وان نستعيد المبادرة وان ندوس على الجراح ... وكما قلنا فأن هذا يتطلب شجاعة ونية صادقة ، نتمنى ان يتمثل بها السياسيون القابضون على العملية السياسية ، فالشعوب على اخلاق حكامها كما قال الامام علي بن ابي طالب وعليه ستبتلعنا العاصفة التي تهدأ احياناً .... وكثيراً ما تعصف .

» مؤتمرات المعارضة السورية وحبل الكذب بقلم: حسين الربيعي
» حكومة سورية" في المنفى !!! بقلم : حسين الربيعي
» جرمانا وثقافة الطائفية بقلم : حسين الربيعي
» انفجار الأشرفية .. اسبابه واهدافه بقلم : حسين الربيعي
» الزيارات الأخيرة لغزة تثير الشكوك بقلم : حسين الربيعي