الانتخابات الأميركية.. وتزاوج الأهداف العدوانية تجاه سورية.

الانتخابات الأميركية.. وتزاوج الأهداف العدوانية تجاه سورية....يونس عودة

مع دخول الانتخابات الرئاسية الأميركية المدار الأخير، كاستحقاق ليس أميركياً فحسب، بل عالمياً بامتياز، من حيث تأثر المعمورة كلها،

مع الأسف، بتداعيات أو نتائج هذا الحدث، تشخص العيون الدولية إلى تلك البلاد القائمة سياساتها على القوة، فيما البلاد الضعيفة والمقهورة بالسياسة الأميركية تغرق بالتمنيات بأن يكون الفائز ناظراً ولو قليلاً بعين العدل والرحمة، بغض النظر أكان باراك أوباما أم ميت رومني، وحتى أغلب شعوب تلك الدول لا تعرف "الجمهوري" من "الديمقراطي"، لكن لدى الشعوب الأميركية فوارق كثيرة فيمن سيدير السياسة الأميركية في الداخل، بحيث يكون قادراً على معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والحياتية أفضل من غريمه، ولا يهتم كثيراً بالسياسة الخارجية إلا من باب عدد القتلى، إذا لم تستطع الإدارة الممسكة بالمقاليد تبرير ذلك في خدمة رفاهية المواطن الأميركي والدفاع عن إمبراطورية الشر، وتصوير الأمر على أنه دفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الكونية.

وبغض النظر عن الوقائع الدولية وتوظيفها في الصراع على رئاسة البيت الأبيض، فإن طرفي التنافس يحاولان استغلال كل نقطة ضعف، ولو كانت غير أخلاقية، في المعركة التي سيدونها التاريخ، سيما أن سنواتها الأربع المقبلة يمكن أن تقرر الكثير على المستوى الدولي، خصوصاً مع انفجار المشاعر المعادية للأميركيين في العالم وباضطراد جراء العدوانية غير المسبوقة في السياسة الأميركية تجاه شعوب ودول الأرض، وإن تمظهرت بلباس الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، بموازاة الشواهد على الدعم الأميركي الرسمي، على مر سنوات، المخصص لأعتى الطغاة في العالم، وللقوى الوحشية، مثل الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، والقاتل لشعبها في الداخل وفي الشتات.

من الغريب أن تجربة باراك أوباما تجتذب الكثير من التأييد الدولي لبقائه، باستثناء باكستان، فيما لم يُخف قادة الدول الكبيرة، مثل فرنسا، تمنيات بخسارة رومني، بالرغم من أن الاثنين ليس من اختلاف جوهري بينهما على مستوى السياسة الخارجية، وإن وُجد مثل هذا الاختلاف فلا يعدو كونه في المصطلحات، والتي تثبتها التجارب مع حزبيْ أميركا الوحيديْن.

أمام أوباما ورومني سلسلة ملفات دولية، أبرزها تلك المرتبطة بقضايا وأزمات المنطقة العربية، وعلى رأسها الغبن التاريخي لفلسطين، فضلاً عن قضايا مصر وليبيا وإيران وتونس والسودان واليمن، وطبعاً لبنان، لكن هناك الأزمة الأكثر إلحاحاً في سورية، باعتبار أن اتجاه الحل فيها وكيفيته يحدد المآل السياسي لخمسين سنة مقبلة على الأقل.

من هنا يلاحظ المراقب أن الدعم الأميركي للمسلحين والمرتزقة ليس هو نقطة الخلاف، بل مستوى الدعم المرحلي، من دون إسقاط التدخل العسكري المباشر لاحقاً، إذ إن تصريحات الجانبين تربط مستوى الدعم بالتطور الميداني، وإن قال أوباما مؤخراً إن التدخل العسكري أكثر في سورية سيكون خطوة خطيرة، وطبعاً هذا ليس من باب العفاف أو عدم النية، لأن الهاجس الوحيد لديه هو سقوط الأسلحة الأميركية النوعية بأيدي جماعات يمكن أن توجهها إلى الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة، على حد وصفه، ويقصد بالطبع "إسرائيل"، بينما منافسه رومني يستعجل تسليح العصابات، بكل ما يمكن، بـ"الأسلحة التي يحتاجون إليها".

وتقرأ مصادر ضليعة في خفايا السياسة الأميركية، أن موقفي المتنافسين يعتمدان ذر الرماد في عيون بسطاء المنطقة مع احتدام المعركة الانتخابية، وقالت إن واشنطن هي التي أطلقت التسلح وأعطت الأوامر بالتسليح، وهي رفضت تسويات كاد التوصل إليها ممكناً بعيداً عن العبث الدموي، والحقيقة أن واشنطن تؤهل الميدان بالتدرج لهدف وحيد، وهو التدخل العسكري المباشر، الذي تعمل عليه مراكز صنع القرار منذ إشعال النار السورية، ويرى خبراء ضرورة في عدم الاطمئنان للأقوال المناقضة التي تصدر عن الأميركيين، لأن غالبيتها لبث الإرباك والخديعة، مع جزم بأن التدخل الأميركي المباشر حاصل أصلاً، إنما التدخل العسكري يأخذ أشكالاً متعددة، وسيكون أبشعها بعد الانتخابات وبذرائع واهية، لأن كل الوسائل استُنفدت بالفشل المدوّي لإسقاط سورية من المعادلة الإقليمية والدولية، ويجزم خبير دولي بأن الحجة التي ستسوقها واشنطن، أكانت جمهورية أم ديمقراطية، ستكون الأسلحة الكيماوية، بعيداً عمّن يمكن أن يستخدمها، ولا يُستبعد أن تكون واشنطن زوّدت بعض العصابات المخلصة لها بنوع من تلك الأسلحة لإلقائها، كي تتمكن من تبرير التدخل، أو حتى قيام عملاء المخابرات الأميركية الموجودين بين المسلحين بإلقاء ذخائر تحمل عناصر كيمياوية، تصاحبها "بروباغندا" هائلة تبرر العدوان، كتلك التي سبقت غزو العراق قبل تسع سنوات.

» سورية و الانتخابات الأميركية
» سورية و الانتخابات الأميركية..غالب قنديل
» تقرير ..الأهداف الأميركية الإسرائيلية من معركة درعا
» تباين الأهداف بين واشنطن وأنقرة يعقد الحرب ضد “داعش” ويربك الخطط الأميركية
» اتفاق ما بعد الانتخابات الأميركية