صناعة الانتحاري.... من الألف إلى الياء
ليس مجرد قرار, أن تستيقظ في صبيحة يوم ما, لتفجر نفسك ونفس غيرك! هي صناعة معقدة تناقض كل قوانين الحياة, فمن يصنع ومتى وكيف وأين؟!
إذا ما اعتبرنا وجوبا أن النتائج وليدة الأسباب, فسيقتضي وجود الاستفادة افتعال المستفيد, وبراءة المتضرر كتحصيل حاصل.
في سوريا, يستيقظ أغلب السوريين على أصوات وأخبار تفجير انتحاري, وبعضهم لا يستفيق, وهنا بعض من النتيجة, إضافة إلى بث الرعب والفوضى والعبث, والسبب.. هو رفضهم الانصياعللمسبب, وكل إغراءاته وتهديداته وعهره, وإيمانهم العميق بصدق قضيتهم, والاستماتة بالدفاع عنها. من لم تعجبهم القضية.... هؤلاء من يصنعون.
رغم خبراته السابقة في أفغانستان والعراق وبلدان أخرى.... وجد حلف المؤامرة صعوبة حقيقية في خلق بيئة "انتحارية" في سوريا, حتى سياسة الانتحار الذاتي.... لم يستخدمها السوريون إلا في النكت والمهاترات, إلا أن المتآمرين استعاضوا عن هذه البيئة السورية ببيئة مستوردة مباشرة من بلد المنشأ, كانت كافية لتهيئة أوكار الجريمة, تمهيدآ لتجنيد من يحمل السلاح والأحزمة الناسفة, مرافقة بتحريض إعلامي مدروس, يستهدف تحييد الاعتدال والمنطق, وإطلاق الغرائز والتطرف, هكذا يهيئون البيئة, ويبدأ المختصون باختيار دقيق لمن لا تساوي حياته الكثير بالنسبة له, جراء فشل أو مرض سابق أو مفتعل, لقتل أي قيمة للحياة في نفسه, مستهدفين محو غريزة البقاء وانفعالات الندم, ومثبتين للتشتت النفسي الذي يكفي _وحده_ للاستغناء عن الحياة, فضلا عن الطمع "بحورية وحرية" فلا يجد المريض لنفسه وقتا لاستيعاب خوفه الذي يجبره مكرها على ضغط الزر.
هكذا كتب على ياسمين دمشق الخريف.....
فما كان من ياسمينة سقطت عن جدار
إلا وعطرت بدمائها أرض الديار
ومحال أن ينتهي الياسمين