أسوأ كوابيس وليد جنبلاط تتحقق.. الجميع يزحف بإتجاه المختارة

أسوأ كوابيس وليد جنبلاط تتحقق.. الجميع يزحف بإتجاه المختارة
2012-10-27 03:39:14

ربما هي المرة الأولى التي يختار فيها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الإعتدال طريقا له، فالرجل دأب، ومنذإغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على إتخاذ أقصى درجات التطرف في المواقف التي يطلقها، فهو كان قد شكّل راس حربة لقوى 14 اذار في المرحلة التي تلت إنسحاب الجيش السوري من لبنان وصولاً إلى أحداث السابع من ايار،قبل ان يعيد تموضعه بعيد الإنتخابات النيابية شاقا طريقه نحو الوسطية، ولكن الحنين إلى معاداة النظام السوري من اجل فتح ابواب البلاط السعودي امامه دفعه إلى ركوب موجة المطالبين بإسقاط النظامٍ عبر إعلان مواقف متصلبة منه.
منذ وراثته الحزب التقدمي الإشتراكي لم يشعر وليد جنبلاط بأي خطر يهدد زعامته، بل كان دائما يعبث سياسيا بأقضية ومناطق لبنانية لا سلطة له عليها تاريخيا، مستفيدا من الدعم السوري الذي كان يؤمنه له غازي كنعان، ولكن بعد عام 2005 بدأ نفوذه ينحسر تدريجيا وصولا إلى عام 2009 حيث فرض عليه مرشحين للإنتخابات النيابية رغما عن إرادته في قضائي الشوف، وعاليه، فأمسى صوت رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، ورغم خفوته شبه الدائم يعلو صوت جنبلاط، وأصبحت شخصية جورج عدوان تفرض نفسها على اللوائح الآذارية بفضل مونة سعد الحريري تارة، والتخوف من فرط عقد تحالف 14 اذار طوراً.
لم يكن رئيس جبهة النضال الوطني يتوقع يوما ان تنتقل المعارك السياسية إلى معقله في قضاء الشوف، ولم يخطر على باله ان يرسم إستراتيجية دفاع عن مناطق نفوذه، ولكن الأيام القادمة تحمل في طياتها ربيع قادم لطالما تغنى به، وهو أصبح يدرك في قرارة نفسه أن طرفي الصراع في لبنان يلتقون على قاسم مشترك وحيد هو "عدم السماح مجددا لجنبلاط في ترجيح ميزان القوى السياسية في لبنان".
على بعد أقل من عام على الإنتخابات النيابية القادمة تبدو الصورة قاتمة بالنسبة إلى جنبلاط لأن إعادة تشكيل كتلة نيابية وازنة كما في الدورات الإنتخابية السابقة امر صعب المنال، فالعلاقة بينه، وبين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إنقطعت بعد كلامه الأخير رغم دخول العديد من الشخصيات على خط المصالحة بين الرجلين كان أبرزهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كذلك لا يمكن إخفاء إمتعاض جمهور المستقبل من مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وتحميله مسؤولية خروج الحريري من لبنان نتيجة ترشيحه نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة.
العلاقة مع الأحزاب المسيحية تعتبر هي الأخرى سيئة إلى ابعد حدود، فلا تناغم مع رئيس تكتل الإصلاح، والتغيير ميشال عون، والتفاهم معه يعتبر صعبا إن لم يكن مستحيلاً، والكيمياء مفقودة منذ الولادة بينه وبين رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، اما العلاقة مع رئيس حزب الكتائب امين الجميل فحدث، ولا حرج.
يدرك جنبلاط في حساباته ان التحالف مع حزب الله لا يكفي لتعويض الخسائر، فالأخير يمتلك نفوذا في بضع بلدات شوفية، وبلدتي القماطية، وكيفون في قضاء عاليه، ولكن بموازاة ذلك يمكنه إستعادة المقعد الدرزي في بعبدا بمساندة القدرة التجييرية الكبيرة للحزب في منطقة الضاحية الجنوبية إذا ما إستبعدنا رغبة العماد ميشال عون في إبقاء هذا المقعد ضمن تكتل الإصلاح، والتغيير لإظهار تنوع طائفي في كتلته النيابية.
الوضع الدرزي الداخلي لا يبشر بالخير، وحده رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان لا يزعج جنبلاط بإعتراف الأخير، بالمقابل فإن رجال الدين الدروز اصبحوا يعملون بمعزل عن رغبات رئيس جبهة النضال الوطني، وتحديدا منذ ايار 2008، بينما ينشط حزب التوحيد العربي الذي يرأسه الوزير السابق وئام وهاب سياسياً، وقد تمكن في الفترة الأخيرة من الدخول إلى بلدات لا تبعد اكثر من مئات الأمتار عن قصر المختارة.

» جنبلاط التقى كونيللي وبلامبلي في المختارة
» قصة هروب إبنة وليد جنبلاط؟ وما هي الأسباب؟
» هكذا صرخ وليد جنبلاط في عرمون.. اذهبوا للقتال مع «النصرة» في سوريا؟
» الوطواط المستصقر عقاب صقر ..هل نراه طافيا في نهر وليد جنبلاط؟؟ ...‎بقلم: نارام سرجون‎
» وليد جنبلاط يكرر جريمته مع " العميد اسماعيل نادر" ويخطف اللواء فرج المقت وينقله إلى لبنان!؟