كتائب أوباما كتائب رومني بقلم : سعد الله

كتائب أوباما كتائب رومني بقلم : سعد الله الخليل

ككل الأفلام الرومانسية التي تنتهي بإتفاق الأحبة ولم الشمل، وفي المناضرة الثالثة إتفق الخصوم من حيث المبدأ، وإن إختلفوا في التفاصيل فبات المشهد أكثر سريالية.

بعد أن سقطت كل الأقنعة وانكشفت الوجوه الحقيقية لتورط أطراف عدة محلية وعربية وإقليمية وعالمية بالحرب على سورية، وضحت الصورة فمن اللعب تحت الطاولة، إلى رمي الأوراق عالمكشوف، تزاد شراسة اللاعبين تحضيراً للجولة الأخيرة، والتي لن تخلو بالتأكيد من ضربات كسر عظم لأطراف تورطت، فيما تسعى أطراف أخرى علمت إستحالة السير بحربها إلى النهاية، لاستدارة ما تحفظ ماء وجهها وتمكنها من جني المكاسب في الساحة تحضيراً لدور مستقبلي.

منذ بداية الأزمة السورية ودائرة التورط تتسع ولم يعد من المفيد التخفي كسياسة اتبعتها قوى فاعلة في الميدان، فمن أنكر بالبداية أي دور له في الحراك، وأصر على فرضيات السلمية والكلام المعسول عن الدور الشعبي في التغيير، وضرورة الإلتفات للمطالب الشعبية وإسداء النصائح للقيادة، أدرك بعد أشهر أن كلامه بات "كالنفخ بقربة مفتوحة" لم يعد يقنع حتى مناصريه، فما أثبته مسار الأزمة الطويل نسبياً مقارنة مع ما شهدته الدول العربية الأخرى، من تورط كامل بل وتخطيط وإشراف مباشر للقوى الكبرى العالمية في حرب سورية، فرض إعتراف قيادات وشخصيات لها ثقلها السياسي في مسعى لضخ القوة في مشروع الحرب على سورية.

بعيداً عن المواقف السياسية وبالتركيز على الجانب المسلح للأزمة السورية، والتي بدأت منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحراك بدرعا، وما عبر عنه هيثم مناع مطلع الأزمة عن التسليح كان نقطة البدء، ومعه بدء حركة الإنشقاقات العسكرية المحدودة والتي صورت وضخمت لتبدو كمسلسل درامي على اليوتيوب، ومنها لمحطات الحرب الأميركية على سورية، تزامن مع تزايد أعمال الجماعات الإراهبية المسلحة، كمقدمة إقناعية ومحاولة لإيجاد مبررات أخلاقية لتشكيل ما يسمى الجيش الحر، كواجهة إعلامية تختفي ورائها المجموعات الجهادية الوهابية التي عملت قطر والسعودية على تشكيلها وتمويلها، فيما تولت تركيا وأطراف لبنانية معروفة الإحتضان والتدريب، وما أسماء كتائب تلك المجموعات وممارساتها في المناطق التي تواجدت بها، سوى دليل واضح على الخلفية الفكرية لمكوناته من جهة، ومحاولة شد العصب الديني للمكون البشري السوري باتجاه إحتضانها ودعمها بمواجهة الدولة السورية، وإن وجدت ببعض المناطق بداية تشكيلها بيئة حاضنة سرعان ما لفظها المجتمع، بعد ما قامت به من ممارسات وأعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة.

ومع فشل أدوات الداخل بإحداث تغيير في المعادلة كان لا بد من أن يتصدر مشهد الحرب الإعلامية السياسية أطراف أقوى، فاعتلى المنبر وزراء خارجية السعودية وقطر، وما صرخة سعود الفيصل بتونس سوى إعلان واضح عن تسليح بلاده للعصابات بسورية، لتأتي مئات التقارير عن دفع السعودية وقطر رواتب المسلحين، ما يثبت تطبيق فكرة سعود الجميلة بتسليح المعارضة التي ردت جميله، وجميل حمد الصغير والكبير بإطلاق أسمائهم على كتائبها المسلحة، فحضرت كتيبة حمد بن جاسم في ريف معرة النعمان، وكذلك كتيبة الملك عبدالله بن عبد العزيزآل سعود تقدير لمواقفه بدعم الجهاديين بسورية.

لم يكن صراخ قوى الرابع عشر من أذار بلبنان نافية تورطها بالداخل السوري، أقل من صراخ أسيادهم بالرياض ولم ينفع ثوب العفاف التي ظهرت به قيادات التيار بإخفاء أدلة تغلغلها المباشر بين الجهاديين عبر جناحها الأمني المتمثل بفرع المعلومات، وقبل أن يوارى رئيسها السابق العميد وسام الحسن الثرى أبى " ثوار سورية " إلا أن يكرموه على طريقتهم بإطلاق إسمه على كتيبة تضم بعض الصبية بريف دمشق تقديراً لدوره بنصرة مشروعهم الدموي، تبعها إعلان جناحي هجوم تيار المستقبل النائب معين المرعبي والنائب خالد الضاهر عن كتيبة الأول وفصيلة الثاني من الأراضي اللبنانية، وبانتظار كتائب الحريري وصقر وأردوغان وفتفت والمشنوق وربما نشهد ولادة كتيبة حرم قطيش ملهمة التحركات الثورية الشباطية ......

وبعد عشرات التصريحات النارية لوزراء خارجية دول غربية من وزن فابيوس لتسليح المعارضة بحربها ضد الدولة السورية لم تتوقف كرة الثلج المتدحرجة عند هذا الحد بل وصلت لحلبات التنافس على سدة البيت الأبيض حيث اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني على وجوب تسليح وامداد المعارضة السورية بالأسلحة الثقيلة. وهو ما يثير تساؤلات عدة يطرحها أي متابع للشأن السوري فما معنى أن يقول أوباما " تسليح المعارضة السورية يجعلنا أكثر أمنا على المدى الطويل"...؟! ، كيف تلقت الرؤس الحامية في المعارضة السورية كلام المرشح الجمهوري رومني عن تنسيق بلاده بالشأن السوري مع شركاء واشنطن الإقليميين بمن فيهم إسرائيل...؟! ، ولماذا أصر رومني على ذكر الكيان الصهيوني بالتحديد...؟!، أسئلة عدة واستفسارات برهن القادمات من الأيام والتي ستكشف المزيد من الكذب الممنهج لشن الحرب على سورية، فبعد أن أجبر صمود سورية الرئيس الأميركي العقل المدبر للحرب على سورية على الكذب، ماذا بقي بجعبة مشروعهم من قصص الكذب لشحذ همم مقاتليهم المنهارة...؟ّ!، وهل سنشهد ممثلي عصابات الحرية على اليوتيوب يعلنون تشكيل كتيبة رومني وكتيبة أوباما لرد الجميل بالمثل أم .........

» أوباما... تعا ولا تجي بقلم :سعد الله الخليل
» أميركا منقسمة والعالم يراقب: حمار أوباما .. أم فيل رومني؟
» الانتخابات الأمريكية: استطلاع للرأي يظهر تقدم أوباما على رومني
» يا أوباما ما تخاف ...كلنا مع الائتلاف؟!...بقلم : نوح عواضة
» أوباما وجها لوجه مع بشار قلب الأسد .. في حرب النجوم ..بقلم نارام سرجون