بلهارسيا مصر الجديدة ... - هبــة بيـرق

بلهارسيا مصر الجديدة ... - هبــة بيـرق

مصر مريضة، وستبقى مابقيت كامب ديفيد....

كان تأكيد مرسي باستمرار التزامه باتفاقية كامب ديفيد وما يعنيه ذلك من تنسيق امني مع الكيان الصهيوني واميركا يحتاج لما يبرره، فكانت تحركات الجماعات الاصولية المتشددة جاهزة لخدمة الثلاثي المذكور(امريكا ، الكيان، ومرسي الإخوان)، وليكون إدخال الجيش المصري لسيناء بحجة ضبط الامن فيها هدفه إلتزام مرسي بإعادة احكام الحصار على غزة بما يحمي امن الكيان الصهيوني .

فكل من تابع تفاصيل استهداف الجنود المصريين في نقطة رفح الحدودية يخلص الى النتيجة الواضحة التي ذكرناها والتي بدأت تبدو جلية، حيث ان الهجوم للجماعات المتشددة على الأمن المصري، لا يعدو كونه من اعداد وترتيب وتخطيط اسرائيلي اميركي هدفه دفع نظام الإخوان ومرسي الى حسم خياراته بالتراصف في اطار الاجندات الأميركية –الاسرائيلية، بالإضافة الى تكريس التزام مصر بتعهداتها الأمنية مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي أعاد تأكيده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي عينه مرسي بديلاً من المشير طنطاوي، عبر تجديد الالتزام باتفاقية كامب ديفيد.

كامب ديفيد التي افقدت مصر قوتها ودورها العربي منذ توقيع السادات عليها عام 1979، واستمرار نظام مبارك بالاستسلام لها، تضع مصر الآن أمام مفترق طرق، إما الإستمرار في التبعية أو التخلص منها والنهوض.

فإما أن ينتفض الشعب المصري ضد كامب ديفيد والاتجاه الذي يسير به مرسي، لتستعيد مصر قوتها لمصلحة الشعب المصري والقضايا العربية وفلسطين في مقدمتها، حيث اتضح من السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية والداخلية التي ينتهجها مرسي، انه على درب سلفه مبارك. وإما ان تبقى مصر في دوامة التبعية الامريكية الإسرائيلية، دولة ضعيفة تابعة باقتصادها وسياستها، حيث يرى معظم خبراء الاقتصاد في مصر والخارج أنها لا يمكن أن تتحقق فيها نهضة اقتصادية مادامت قرارات الحكم فيها ضمن الشبكة (الأميركية الإسرائيلية) بموجب اتفاقية كامب ديفيد.

ان اتفاقية كامب ديفيد تحمل أساس المضاعفات السلبية الاقتصادية والاجتماعية على الشعب المصري، ويؤكد معظم المتتبعين للشأن المصري أن بلاد التسعين مليونا من السكان لا يمكن أن تنهض باقتصادها إلا إذا استعادت قرارها السياسي المستقل عن اتفاقية كامب ديفيد، وأن كل محاولات الإصلاح الاقتصادي لن تقدم أي ثمرة مادامت تجري داخل إطار شبكة (التحكم الأميركي الإسرائيلي) بالقرار المصري.
وفي هذا الاتجاه يتبين من تحليل نشره مركز (جينسا) «المؤسسة اليهودية لشؤون الأمن القومي» الأميركية، أن الشروط التي تفرضها واشنطن وتل أبيب على مرسي ليست سياسية فحسب بل هي اقتصادية واجتماعية، وهو يتعاون معها لكي لا يفقد تأييد واشنطن له والمراهنة على بقائه. فالهدف هو خلق اقتصاد لا يستطيع الاستمرار إلا بالمعونات الخارجية وبالقروض الدولية لكي تبقى لقمة الشعب المصري وتطوره رهناً بواشنطن وتل أبيب واستلاب قرارها السياسي. فقد فقدت مصر من احتياطيها من العملات الأجنبية خلال أحداث الثورة أكثر من 20مليار دولار ولم يبق لديها سوى (0.5) مليار، وهذا لا يكفيها إلا للاستيراد في مدة شهرين فقط.
ويكشف الموقع نفسه أن أوباما فرض على السعودية وقطر تقديم بعض المساعدات المالية لكي يستقر مرسي في الحكم، لكن كل ما قدمته السعودية وقطر لم يحقق شيئاً حتى الآن لأنه انصهر في النفقات، وحين أعلن أمير قطر عن دفع 2 مليار دولار مساعدات في حزيران الماضي فإن ما وصل منها حتى الآن هو 500 مليون فقط.

ويعترف (جينسا) أن عدداً من المحللين الإسرائيليين والمسؤولين لا يعتقدون أن مرسي سيحل مشاكل مصر الاقتصادية إلا إذا توجه نحو ضم ليبيا ونفطها والسودان ونفطه إلى مصر.

فهل ستسمح له أميركا وإسرائيل بالحصول على جزء من نفط ليبيا أو السودان؟!

ويستنتج المحللون الإسرائيليون في النهاية أن الحل المناسب لإبقاء مصر في شبكة كامب ديفيد المتحكمة فيها أميركيا وإسرائيل، هو زيادة إفقار مصر واستمرار منحها إعانات وقروضاً لا تؤدي إلى حل مشاكلها بل إلى التخفيف منها في أحسن الحالات.
وهكذا يبدو أن حكم الإخوان يعيد تثبيت سياسات مبارك التي جعلت مصر جزءاً منفذا من الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.
وكما بالماضي كانت البلهارسيا التي تتسبب بموت المصريين واستنفاذ خزائن البلاد المالية ووهن جسد البلاد والعباد، اليوم كامب ديفيد صار ثابتا، انها بلهارسيا مصر الجديدة و75بالمائة من النمط السياسي في مصر.
مصر مريضة وستبقى مابقيت كامب ديفيد....

» لا معلومات عن الحكومة الجديدة
» اوروبا الجديدة!!! مضر جلال خيربك
» الرقة… قندهار سوريـا الجديدة -1
» أبو بكر البغدادي… زعيم «القاعدة» الجديدة
» صمود السوريين ويالطا الجديدة!