"مكاسب الأزمة" _ مضر عيد

"مكاسب الأزمة" _ مضر عيد

أن تتخطى سوريا أزمة كالتي تعيش ... هو انتصار كبير، لكن أن تستفيد منها فهو انتصار أكبر بكل تأكيد.

من خصائص المجتمع السوري وقيادته _ كونها نتاجه ومحركه أساسا _ أن تخلق الإيجابيات وتأطرها حتى في زمن متاعب كالذي نعيش، وهذا بالضبط ما حدث ويحدث منذ بداية الأزمة وحتى الآن.

ففي ظل وضوح أوراق المؤامرة ومن يديرها تبين أن علاقاتنا مع بعض الدول تحتاج لإعادة تقييم دقيق، سواء بالتعميق أو التخفيض، إعادة تشكيل يبدوا أننا سنأخذ منها أكثر مما سنعطي. وثبت أيضا أن التوجه السياسي الذي تسير به سوريا قد بدأ يأتي بثماره من ثقل استراتيجي ودور مؤثر، مما دفع أعدائه لمحاولة القضاء عليه من الداخل.

بعيدا عن العلاقات الخارجية... طور السوريون خلال الأزمة التي حلت بهم أساليب جديدة للتعايش، فبدأت المنتجات السورية تأخذ موقعها جودة وكما في الأسواق، وفي اكتساب ثقة المستهلك السوري، وقناعته التامة بضرورة دعمها أكثر، ودعم الخبرات الوطنية واستبقائها داخل البلد، وبدأت المنتجات الصناعية التي تحمل شعار "صنع في سوريا" تلاقي طلبا أوسع ورواجا أكبر.

وفي سياق الحديث عن المكاسب... لا يجب أن ننسى أن الأزمة طهرت سوريا ممن كانوا ليعيقوا تقدم مسيرتها، فظهرت خيانتهم خلال الأزمة وتم التطهير منهم _ أو يتم _ بالتزامن مع ظهور نخبة جديدة من شباب سوريا أثبتوا وجودهم ووطنيتهم بكفاءة عالية في مواقع حساسة، وحتى في خلق مواقع جديدة تتماشى مع التغيرات التي حصلت كما فعل شباب "الجيش السوري الالكتروني" وغيرهم العديد.

إذا كان هذا ما كسبه السوريون خلال أزمتهم.... فما هي المكاسب عند إعلان ساعة النصر؟ لا شك أن الظلمة قد طالت... لكن النور سيدوم أكثر .

» المقداد : نحن نحقق مكاسب على الأرض, وانتصرنا بالفعل.. الحوار الوطني دون شروط مسبقة هو الحل السلمي للخروج من الأزمة
» حمص بعد عامين من الأزمة - لمى عبد الكريم
» قوة الأسد.. وخيارات ما بعد الأزمة
» كيف ستؤثر الأزمة الأوكرانية على الأزمة السورية؟
» المقداد: طريق الخروج من الأزمة هو الجلوس إلى طاولة الحوار.. سبب وقف بث القنوات السورية نجاحها في إيصال الحقيقة أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن طريق الخروج من الأزمة الحالية في سورية هو جلوس السوريين بمختلف أطيافهم إلى طاولة الح